«أوميكرون» يستنفر «الصحة»: تشدد بالترصد الوبائي وتلقّي «الثالثة»

اللجان الفنية المتخصصة تتابع عن كثب كل ما يتعلق بالمتحور الجديد

نشر في 26-11-2021 | 16:47
آخر تحديث 26-11-2021 | 16:47
جانب من التطعيمات (أرشيف)
جانب من التطعيمات (أرشيف)
حالة من التأهب والاستنفار تعيشها وزارة الصحة والسلطات الصحية بالبلاد، في أعقاب الإعلان عن المتحور "أوميكرون" الذي ظهر أخيرا في عدد من الدول الإفريقية الواقعة جنوبي القارة.

وكشفت مصادر صحية مطلعة أن وزير الصحة د. باسل الصباح ترأس اجتماعا في الوزارة لمناقشة سبل وخطط مواجهة المتحور الجديد.

وأكدت المصادر لـ "الجريدة" أن وزارة الصحة رفعت توصيات إلى اللجنة العليا لمجابهة "كورونا"، ومنها التشدد في الترصد الوبائي للقادمين عبر الترانزيت من الدول التي ظهر فيها المتحور الجديد، والتأكد من إجراء مسحة الوصول للقادمين، إضافة إلى التشجيع على تلقي الجرعة التنشيطية الثالثة، والتقيد بالإجراءات الاحترازية والاشتراطات الصحية، وأهمها ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي، وضرورة تلقي اللقاح المضاد للإنفلونزا الموسمية.

وأوضحت أن الكويت لا ترتبط بطيران مباشر مع الدول الإفريقية التي ظهر فيها المتحور "أوميكرون".

وأشارت إلى أنه من السابق لأوانه الحديث عن العودة إلى المربع الأول، لافتة إلى أن هناك متابعة حثيثة للدراسات التي تصدر عن الجهات الطبية العالمية فيما يخصّ المتحور الجديد، وأهمها شدته وخطورته وما إذا كان مقاوما للقاحات الموجودة حاليا.

وذكرت أن اللجان الفنية المتخصصة في وزارة الصحة تتابع عن كثب كل ما يتعلق بالمتحور الجديد، وعلى اتصال وتنسيق دائم بمنظمة الصحة العالمية والمراكز الطبية والوبائية العالمية والإقليمية والخليجية للوقوف على آخر مستجدات المتحور الجديد.

حسم الجائحة

من جانبه، جدد رئيس اللجنة الاستشارية لمواجهة "كورونا"، د. خالد الجارالله، على أن حسم الجائحة وتحوراتها يكمن في تأمين اللقاح للجميع، والإبقاء على التيقظ الوبائي حتي يتم الحسم عالمياً.

ودعا الجارالله، في تغريدة على حسابه بـ "تويتر"، إلى ضرورة تفعيل إجراءات الصحة العامة وحث الجميع على الانحياز للوقاية وتلقي جرعات التطعيم وفق توجيهات السلطات الصحية، مشددا على أهمية الإدارة الوبائية الاستباقية وفق الدليل.

بدوره، أكد عضو لجنة اللقاحات في وزارة الصحة، د. خالد السعيد، في تغريدة على حسابه بـ "تويتر" أنه بغضّ النظر عمّا إذا كانت المعلومات عن السلالة الجديدة دقيقة أم لا، وإن كانت أشد انتشارا من "دلتا" من عدمه، يظل الخيار الصحيح هو تلقي اللقاح والالتزام بارتداء الكمامة.

إصابة 500%

من جهته، أكد استشاري الأمراض الباطنية وأمراض الجهاز الهضمي والكبد والمناظير والسمنة، د. فهد النجار، أن المتحور "أوميكرون" الجديد له قدرة على إصابة 500 بالمئة أكثر من الفيروس الأصلي، بينما المتحور "دلتا" تبلغ قدرة إصابته 75 بالمئة أكثر من الفيروس الأصلي.

وشدد النجار في تغريدة على حسابه بـ "تويتر" على أهمية توخي الحذر، مؤكدا أهمية إعادة فحص PCR في بلد الوصول، مشيرا إلى أن ظهور 15 حالة إيجابية بين 600 راكب وصلوا من جنوب إفريقيا إلى العاصمة الهولندية أمستردام، مع توقّعات بزيادة العدد إلى 85 مصابا.

وأشار إلى أن الـ600 راكب كانوا يحملون فحص "بي سي آر" سلبيا قبل صعود الطائرة، لافتا إلى أن فحص الـPCR دقيق، بشرط أن يقوم المختبر بالمسح بشكل صحيح.

الجرعة التنشيطية

في مجال اخر، كشفت مصادر صحية مطلعة عن تخلف أعداد كبيرة عن تلقي الجرعة التنشيطية الثالثة ممن مرت عليهم 6 أشهر من تلقي الجرعة الثانية والمستحقين لتلقي الجرعة الثالثة.

وقالت المصادر لـ "الجريدة" إن الحماس لتلقي الجرعة التنشيطية ضعيف وأقل من الطموح، مشيرة إلى أن الأعداد التي تقدمت للحصول عليها أقل بكثير من الأعداد المستهدفة في المجتمع، لافتة إلى أنه كل يوم يزيد عدد الناس الذين مر عليهم 6 أشهر من تلقي الجرعة الثانية دون الحصول على الجرعة التنشيطية الثالثة.

وأرجعت المصادر ذلك إلى الشعور بالأمان الوبائي من غالبية الناس في الوقت الراهن، وذلك بسبب استقرار الحالة الوبائية لمرض "كوفيد 19" في الكويت خلال الأشهر الماضية، ومن ثم يعتقدون أن هذه الأوضاع الوبائية المستقرة ستستمر.

وشددت على أهمية الحرص على تلقي الجرعة التنشيطية الثالثة، خصوصا في أعقاب الإعلان عن وجود المتحور "أوميكرون" الذي تم رصده في جنوب القارة الإفريقية مؤخرا في بوتسوانا وجنوب إفريقيا وبعض الدول الأخرى.

ودعت إلى العودة إلى التقيد بالإجراءات الاحترازية والاشتراطات الصحية، مثل التباعد الجسدي وارتداء الكمامة، والتشدد في الترصد الوبائي من الدول التي أعلنت عن وجود متحورات جديدة.

وأكدت أهمية استباق فصل الشتاء بحصول غالبية المجتمع على الجرعة التنشيطية وذلك لمواصلة الاستقرار الوبائي والحفاظ على الحالة الوبائية المستقرة التي تعيشها البلاد.

وحذرت المصادر من قرب قدوم شهري يناير وفبراير ودخول فصل الشتاء، وهو ما يمثل تحديا كبيرا وتكثر معه الأمراض التنفسية في البلاد.

وأبدت المصادر مخاوفها من معاودة تزايد الإصابات، مؤكدة أن الإقبال على الجرعات التنشيطية يحتاج إلى مزيد من الحرص، لافتة إلى أن مراكز التطعيم منتشرة في كافة مناطق البلاد سواء في مركز الكويت للتطعيم في أرض المعارض بمنطقة مشرف أو في المراكز الصحية بالمحافظات وبدون مواعيد مسبقة كما أنها متاحة للجميع طوال أيام الأسبوع.

وأشارت إلى أن الدولة مستمرة في إعطاء التطعيم الواقي من مرض "كوفيد 19" للعمالة غير المنتظمة وداخل المناطق المكدسة بالعمالة، متوقعة أن تقدم دول كثيرة في ظل النشاط الوبائي على وضع صلاحية لشهادات التطعيم، وذلك حرصا على تلقي الجرعة التنشيطية الثالثة.

قدرته على الإصابة تتجاوز 500% من الفيروس الأصلي النجار

الإقبال على تلقي الجرعة «التنشيطية» ضعيف وأقل من الطموح
back to top