الجيش السوداني يقبض على «السلطة الانتقالية»

البرهان يعد بحكومة جديدة... و3 قتلى بالاشتباكات

نشر في 26-10-2021
آخر تحديث 26-10-2021 | 00:12
فتى سوداني أمام إطارات محروقة وضعها متظاهرون معارضون لإجراءات الجيش في الخرطوم أمس (رويترز)
فتى سوداني أمام إطارات محروقة وضعها متظاهرون معارضون لإجراءات الجيش في الخرطوم أمس (رويترز)
دخل السودان منعطفاً خطيراً، أعاد الأمور إلى المربع الذي كانت فيه عشية إطاحة الرئيس السابق عمر البشير عام 2019.

وعقب أشهر من الخلافات بين مكونات المرحلة الانتقالية، قبض الجيش على السلطة بالكامل، وأعلن القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، أمس، حالة الطوارئ العامة في جميع أنحاء البلاد، وحلّ مجلسي السيادة والوزراء، اللذين انبثقا عن اتفاق بين الجيش والقوى المدنية لتقاسم إدارة مرحلة انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات عامة في 2023. وتضمنت قرارات البرهان، الذي كان يرأس مجلس السيادة، إعفاء الولاة وتعليق العمل بمواد في الوثيقة الدستورية المنظمة لمرحلة ما بعد البشير، في أعقاب اعتقال معظم وزراء الحكومة، وبعض أعضاء مجلس السيادة من المكوّن المدني، وصولاً إلى اعتقال رئيس الوزراء عبدالله حمدوك.

وفي كلمة متلفزة ألقاها وهو يرتدي البزة العسكرية، أعلن البرهان أن الجيش قرر اتخاذ هذه الإجراءات لـ«تصحيح مسار الثورة، استجابة لمطالب الشعب، بعد استشعار الخطر في ظل التشاكس والتكالب على السلطة والتحريض على الفوضى».

اقرأ أيضا

وتعهّد بتشكيل حكومة كفاءات وطنية تدير المرحلة الانتقالية، مجدداً التزام القوات المسلحة بـ«الانتقال الديموقراطي» حتى تسليم الحكم للمدنيين في انتخابات 2023.

في المقابل، رفضت أغلب القوى المدنية والحزبية قرارات البرهان وعدّتها «انقلاباً مكتمل الأركان». واتهم مكتب حمدوك قوى أمنية باختطاف رئيس الوزراء وزوجته إلى جهة غير معلومة، بعد إخضاعه للإقامة الجبرية ومحاولة الضغط عليه لـ«تأييد الانقلاب».

وعمدت منظمات مدنية وأحزاب سياسية مؤيدة لـ«قوى الحرية والتغيير» -المكوّن المدني بالسلطة المنحلة- من بينها «تجمّع المهنيين السودانيين» وأحزاب «المؤتمر» و«الأمة القومي» و«الشيوعي»، إلى حث المواطنين على «العصيان المدني والخروج لاحتلال الشوارع». ووسط مخاوف من انزلاق البلاد، التي تعيش على وقع عدة أزمات اقتصادية ومعيشية، إلى دائرة الفوضى، شهد محيط القيادة العامة للجيش بقلب الخرطوم اشتباكات بين محتجين وعناصر مسلحة يعتقد أنها تابعة لـ«قوات الدعم السريع» شبه النظامية، التي يقودها نائب رئيس مجلس السيادة المنحل محمد حمدان دقلو، الملقب بحميدتي. مما أدى إلى مقتل ثلاثة.

في هذه الأثناء، صدرت دعوات عربية حذرة من عدة عواصم، ركزت على دعوة جميع الأطراف السودانية إلى تغليب لغة الحوار لحل الخلافات.

ودعت الكويت على لسان وزارة الخارجية «كل الأطراف إلى تغليب الحكمة وضبط النفس والتهدئة وتجنب التصعيد بما يصون المصالح العليا للسودان ويحفظ أمنه واستقراره ومكتسباته السياسية والاقتصادية ويحقق آمال وتطلعات شعبه الشقيق ويصون وحدته»، بينما أدانت دول غربية «الانقلاب» مبدية قلقها على المسار الديمقراطي.

الكويت تدعو مواطنيها بالسودانإلى الابتعاد عن التجمعات

دعت وزارة الخارجية المواطنين الكويتيين الموجودين في السودان إلى اتخاذ الحيطة والحذر والابتعاد عن أماكن التجمعات واتباع توجيهات السلطات المعنية، إلى جانب التواصل مع سفارة الكويت في الخرطوم وتسجيل أسمائهم وبياناتهم.

وفي بيان أمس، أهابت الوزارة بالمواطنين الراغبين في السفر إلى السودان التريث وتأجيل سفرهم نظراً للأوضاع التي يشهدها حالياً.

back to top