حزب الله يُهدّد سمير جعجع... و«القوات» يهاجم باسيل و«عمّه»

الراعي يستنكر حادثة الطيونة ويرفض اختلاق الملفات ويجدّد دعم استقلالية القضاء

نشر في 18-10-2021
آخر تحديث 18-10-2021 | 00:05
قوة من الجيش اللبناني في منطقة الطيونة في بيروت (ا ف ب)
قوة من الجيش اللبناني في منطقة الطيونة في بيروت (ا ف ب)
مع إحياء لبنان الذكرى الثانية لحراك 17 أكتوبر الشعبي، بقي التوتّر سيد الموقف بعد حادثة الطيونة الدامية، وصعّد حزب الله من لهجته ضد زعيم حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي شنّ هجوماً لاذعاً على رئيس التيار الوطني جبران باسيل وعمّه رئيس الجمهورية ميشال عون.
يعيش لبنان في توتر حقيقي. ورغم الاتصالات الجارية للبحث عن تسوية سياسية وقضائية لمسألة التحقيق في انفجار مرفأ بيروت والمحقق العدلي طارق البيطار، لم تظهر الى العلن أي مبادرة للتبريد بين حزب الله وحزب القوات اللبنانية، بعد «حادثة الطيونة»، التي أسفرت عن مقتل 7 أشخاص في إشكالات خلال تظاهرة نظّمها الخميس الماضي حزب الله وحركة أمل.

تصعيد حزب الله

على العكس من ذلك، صعّد حزب الله لهجته ضد «القوات» ورئيسه سمير جعجع، متوعداً بالثأر للضحايا.

وفي لقاء سياسي أقامه الحزب في بلدة الزرارية الجنوبية، قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة (حزب الله)، النائب ​محمد رعد، إن «الغدر القوّاتي الذي ارتُكب الخميس له حسابه»، وأضاف: «إننا ننتظر أولاً لنرى ماذا ستفعل الدولة، لكننا لن ننسى دم الأبرياء من أهلنا».

واتهم رعد مسلحين من «القوات» بـ «اصطياد» المتظاهرين الذين خرجوا ضد البيطار، مؤكدا أن «مشكلتنا مع جماعة القنّاصين حسابها مستقل، ودم أهلنا ليس حبرًا».

واتتقد رعد جعجع من دون أن يسمّيه واتهمه بأنه «يبيع دم اللبنانيين برصاص قنّاصيه الذين يزرعهم على السطوح ليقول لمستخدميه أنا حصانكم الذي يمكنكم أن تراهنوا عليه، كي أخرّب السّلم الأهلي».

بدوره، أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة، النائب ​حسن فضل الله​، أن «ما اقترفه المجرمون مجزرة دموية ستكون لها تداعيات كبيرة، ونحن لم نعتد أن نترك دمنا على الأرض، ونعرف كيف نحمله وندافع عنه».

وأوضح، خلال لقاء في بلدة كفرا الجنوبية، أن «هناك معطيات تَرد منذ أكثر من عام حول عزم المجموعة التي استهدفت المتظاهرين التحضير لفتنة وأعمال قتل وحرب أهلية»، مشيرا إلى أن «المسؤولين عن هذه الجهة يتباهون أمام السفارة الأميركية بأن لديهم تشكيلات وقوة عسكرية جاهزة لمواجهة المقاومة في لبنان»، واتهم فضل الله «أميركا وبعض دول الخليج باستخدامهم لتطبيق أجندات سياسية».

«القوات» تردّ

الى ذلك، ردّت الدائرة الإعلامية في حزب القوات على كلمة رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، معتبرة أنه «كان الأولى بالصهر أن يخجل من نفسه ومن تاريخه وتاريخ عمّه»، في إشارة الى رئيس الجمهورية ميشال عون، مؤكدة أن «تحالف مار مخايل (بين حزب الله والتيار الوطني) هو الفتنة بعينها، وهو تحالف إخضاع اللبنانيين للسلاح والفساد، وتحالف إذلال اللبنانيين وتجويعهم، فلم يسبق أن أُذلّ اللبناني كما أُذلّ في العهد العوني، بسبب تحالف مار مخايل الشيطاني».

واستغربت «القوات» في بيان أن «يواصل باسيل إطلالاته على الناس التي جوّعها وأفقرها وأذلّها وأوصلها إلى جهنم منذ أن سلّمه عمّه دفّة الرئاسة الأولى، كما فعل عمه في نهاية ثمانينيات القرن الماضي، فدمّر المنطقة الحرّة الوحيدة في لبنان بسبب جشعه الرئاسي، والصهر كالعمّ، الرئاسة بالنسبة إليه أهمّ من الناس والبلد، فلا بأس من تدمير لبنان سعيًا إلى الكرسي والسلطة والنفوذ والمال».

وتابعت: «الأكبر قدّم المنطقة الحرّة لحافظ الأسد من أجل أن يقدِّم له الرئاسة الأولى، والأصغر قدّم ويقدِّم لبنان إلى نصرالله من أجل أن يقدِّم له الرئاسة الأولى، فيحكم باسم نصرالله على حساب لبنان واللبنانيين».

باسيل

وكان باسيل قد انضم أمس الأول إلى حركة أمل وحزب الله، في الحملة على جعجع على خلفية اشتباكات الطيونة. وقال، في إشارة إلى جعجع من دون أن يسميه «هناك من يحاول أن ينظف حاله، لكن يعود ويتسخ بسفك الدم، لأنّ هذه طبيعته، وجريمة الطيونة أكبر برهان».

وأضاف باسيل «مَنْ تاريخه أسود لا يستطيع أن يدّعي الغرام بالعدالة، ويقتل شعباً متظاهراً ويحاول أن يتسبب في فتنة بالبلد على خطوط تماسّ سابقة ليربح شعبية، والقوي ليس مَن يحمل السلاح ويقنص على الناس من سطوح البنايات، ولا يحق لأحد قتل المتظاهرين قنصاً وغدراً، حتى لو كانوا مستفزّين».

الراعي

من ناحيته، قال البطريرك الماروني بشارة الراعي​، أمس، في عظة الأحد، «في القلب غصة لما جرى في ​الطيونة​ و​عين الرمانة​«، مستنكراً «أشدّ الاستنكار هذه الأحداث وما رافقها من مظاهر مسلّحة، استُعملت بين الإخوة في الوطن الواحد» ومتقدّماً بـ «التعازي الحارّة من عائلات الضحايا».

وأضاف: «نرفض أن نعود إلى الاتهامات الاعتباطيّة والتجييش الطائفي والإعلام الفتنوي، وإلى الشعارات الجاهزة ومحاولات العزل وتسويات الترضية، وإلى اختلاق الملفات ضدّ هذا الفريق أو ذلك، واختيار أناس أكباش محرقة وإحلال الانتقام مكان العدالة»، داعيا إلى «التلاقي لقطع دابر الفتنة»، ومؤكدا أنه «لا يجوز لأي طرف أن يلجأ إلى التهديد والعنف وإقامة حواجز عشائرّية على الطرقات».

ووجّه البطريرك الماروني في عظته 3 رسائل، الأولى إلى شباب لبنان بالقول: «عبّروا عن إرادتكم في الانتخابات النيابية المقبلة»، في حين خاطب الحكومة في رسالة ثانية قائلاً: «على مجلس الوزراء أن يجتمع ويتخذ القرارات اللازمة، وعلى كل وزير احترام السلطة وممارسة سلطته باسم الشعب لا باسم النافذين»، أما الرسالة الثالثة، فكانت خاصة بالسلطة القضائية، حيث قال الراعي: «لنحّرر القضاء وندعم استقلاليته، وفقًا لمبدأ فصل السلطات، فما من أحد أعلى من القانون والقضاء». وأعلن دعم دور الجيش في الحفاظ على الأمن القومي.

الى ذلك، عبّر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في ​مجلس الشيوخ الأميركي​، السيناتور بوب مينيديز، وعضو اللجنة السيناتور جيم ريش، عن قلقهما من «دور ​حزب الله» في إعاقة التحقيق الحاسم بالانفجار المدمر في ​مرفأ بيروت​«، لافتين إلى أن «​المحقق العدلي​ ​طارق البيطار​ رجل قانون محترم ونزيه بكل المقاييس، وله أكثر من 10 سنوات من الخدمة كقاضٍ في بلاده». ورأى السيناتوران أنه «من واجب ​الحكومة اللبنانية​ أن تضمن حق القضاة والمحققين الآخرين في أداء واجباتهم بأمان وإتمام هذا التحقيق»، مؤكدين أن «اللبنانيين الذين ما زال الكثير منهم يعانون الآثار المادية والاقتصادية لانفجار المرفأ​، يستحقون محاسبة المسؤولين عن هذه المأساة».

سيناتوران يدعمان البيطار... وفضل الله يتهم مرتكبي «مجزرة الطيونة» بتنفيذ مطالب واشنطن
back to top