عميد الأدب العربي يُشيد بالأديب الكويتي فاضل خلف

نشر في 12-10-2021
آخر تحديث 12-10-2021 | 00:17
 د.نجم عبدالكريم لم أكُن أتصور أن المقال الذي كتبته، ونُشر قبل أسبوعين، عن "غرور الدكاترة زكي مبارك"، له علاقة بالحركة الأدبية الكويتية، في أواسط خمسينيات القرن الماضي... وأن عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، قد بعث برسالةِ إشادةٍ وشكرٍ، للأديب الكويتي فاضل خلف، لأنه كان حلقة الوصل في تكوين تلك العلاقة، وبعد أن أطلعكم على رسالة عميد الأدب العربي سأشرح الموضوع:

***

* تصدير الدكتور طه حسين:

"سرني أن يكون أول كتابٍ يصدر عن الأديب المصري الدكتور زكي مبارك - الأستاذ في الجامعة المصرية - بقلم الأديب الكويتي فاضل خلف... ومعنى هذا أن أدباء الأقطار العربية الشقيقة، يسابقون أدباء مصر في التعريف بأدب مصر، وبأدباء مصر بكل إخلاص.

وأود بعد شكري لهدية الأستاذ فاضل، أن أؤكد حقيقة أدبية ثابتة، وهي أن الذي كان بيني وبين الدكتور زكي مبارك من خصام، كان لوجه الأدب خالصاً، وقد ذكر الفقيد هذه الحقيقة في إحدى مقالاته قبل وفاته بسنتين... وهذا الكتاب الذي ألفهُ الأستاذ فاضل خلف، والذي بين يدي اليوم، سوف يلاقي من الرواج ما هو به جدير، لما حواه من معلوماتٍ قيمة عن حياة الدكتور زكي مبارك. إن فصول: "في سبيل اللغة العربية" و"كلمة في الأسلوب" و"حياة عاطفية" و"سرائر الروح الحزين" و"أب وأبوة" و"وفاء نادر المثال"؛ كُل هذه الفصول وغيرها من فصول، سوف تكون مثالاً يُحتذى في دراسة أدب الدكتور زكي مبارك، من جانب طلاب العلم والمعرفة، في دراساتهم الجامعية الشاملة.

القاهرة في 14 فبراير 1958... طه حسين".

***

* كأن الدكتور زكي مبارك - رحمهُ الله - كان يستقرئ المستقبل يوم كتب:

"وأخشى ألا أظفر بكلمة رثاءٍ يوم يشيعني الناس إلى قبري".

وبالفعل، فقد مضت خمس سنواتٍ على وفاته، ولم يبادر أحدٌ من كتاب ذلك الزمن بالكتابة عن الدكاترة زكي مبارك، الذي كانت كتاباته، وكتبه، ودراساته، وأبحاثه، وأشعاره، تشغل الساحة الأدبية، بما يكتبهُ من أسلوب تفرد به دون سواه.

ولكن الأديب الكويتي فاضل خلف، تصدى لهذا الأمر، وأصدر كتاباً عنونه "زكي مبارك بين رياض الأدب والفن، عرض نقد تحليل" - وشكراً للصديق الدكتور سليمان الشطي، الذي زودني بنسخةٍ من ذلك الكتاب الذي صدر عام 1957 عن المطبعة النموذجية، ووزعته جريدة الشعب الكويتية... حيث تناول فيه الأديب فاضل خلف مجمل حياة، ومعطيات الدكتور زكي مبارك، وكأنه كان معاصراً له من المهد إلى اللحد... حيث بدأ الكتاب بقصيدة أهداها إلى روح الدكتور زكي مبارك:

***

إلى روحك الحر أهدي الكتاب

لأنيَ تلميذك المؤتمن

ذكرتك في غمرة الحادثات

وإن الحديث يُثير الشجن

فمجدك قد سار في الخافقين

وحظُّك بين الورى قد وهَن

وما ذاك إلا لأن الحياة

تُحارب أهل الحجى والفطن

لقد عشتَ حُراً صريح اليراع

فعضتك أنياب هذا الزمن

***

ثم استفاض أديب الكويت في رحلةٍ، غطت كل تفاصيل حياة الدكاترة زكي مبارك، مُذ ولادتهِ وحتى مماته، مما دفع بالدكتور طه حسين إلى أن يبعث بتلك الرسالة، التي أشاد فيها بالجهد الذي بذله الأديب الكويتي فاضل خلف، أمد الله بعمرهِ وغمره بالصحة والعافية!!

د.نجم عبدالكريم

back to top