لقاء إيراني - عربي بحضور السعودية ورعاية العراق

• عبداللهيان: «مفاوضات فيينا» لا تتعلق باتفاق جديد
• عرض قوة لـ «الحرس» بالخليج

نشر في 23-09-2021
آخر تحديث 23-09-2021 | 00:05
صاحب «كافيتيريا» يحتسي الشاي مع زبائن في البازار القديم بطهران أمس (أ ف ب)
صاحب «كافيتيريا» يحتسي الشاي مع زبائن في البازار القديم بطهران أمس (أ ف ب)
كشف وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبداللهيان عن عقد لقاء لممثلي الدول التي شاركت في "قمة بغداد للتعاون والشراكة"، بمشاركة السعودية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في حين جددت طهران إعلانها الاستعداد لاستئناف مباحثات فيينا النووية دون تحديد موعد دقيق للمفاوضات التي يلفُّ مصيرها الغموض.
في دفعة جديدة لجهود العراق الدبلوماسية الرامية إلى تهدئة التوترات الإقليمية، وتجنب تصفية الحسابات على أراضيه، استضاف مقر إقامة وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، في نيويورك، حيث تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة حالياً، اجتماعاً لممثلي الدول التي شاركت في قمة "بغداد للتعاون والشراكة"، حضره ممثل عن السعودية ووزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان.

وقال عبداللهيان، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) التي نقلت عنه أنباء عقد اللقاء، إن بلاده "تؤكد دائماً أن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة بحاجة إلى ترتيبات أمنية نابعة من داخل دول المنطقة".

وأضاف الوزير خلال الاجتماع، الذي شارك فيه وزراء خارجية أو مسؤولون كبار من الكويت والسعودية وقطر والأردن ومصر وتركيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي إلى جانب الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، وأمين مجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، وأمين منظمة التعاون الإسلامي أحمد العثيمين، أن الدبلوماسية والحوار هما السبيل لحل الأزمات وتجاوز المشاكل ورفع الغموض وحل الخلافات.

ورأى أنه من دون الدبلوماسية والحوار "ستوظف فرص وإمكانات وثروات دول المنطقة لدعم الإنفاق العسكري والأزمات، وسيتواصل التوتر والحروب".

وجدد عبداللهيان إشادته بانعقاد "مؤتمر بغداد" أواخر أغسطس الماضي، معتبراً أنه خطوة مهمة لدعم السلام والتنمية في المنطقة، كما شدد على دعم طهران للأمن والاستقرار والتنمية في العراق وباقي دول المنطقة، لافتاً إلى أن أولوية الحكومة الإيرانية الجديدة هي تعزيز وتنمية العلاقات مع دول الجوار والمنطقة.

استئناف فيينا

إلى ذلك، عقد وزير الخارجية الإيراني لقاء مع مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، تناول مصير مفاوضات فيينا النووية التي يلفها الغموض.

وأوضح عبداللهيان أن حكومة الرئيس الأصولي المتشدد إبراهيم رئيسي "تدرس خلفية المفاوضات بدقة"، مشيرا إلى أنها ستستأنف المحادثات النووية التي توقفت بعد الجولة السادسة أواخر يونيو الماضي.

وأضاف: "على الجميع أن يعلموا أن المطلوب هو أن تكون للاتفاق النووي نتائج ملموسة لإيران، وأن ترى عملياً رفع العقوبات. وعلى جميع الأطراف أن تخطو خطوات عملية تثبت التزامها بالاتفاق" الذي انسحبت منه إدارة الرئيس دونالد ترامب عام 2018، مشيراً إلى أنه "من غير المقبول أن تطلق الولايات المتحدة تصريحات إيجابية، بينما تقوم عملياً بفرض عقوبات جديدة على إيران".

واعتبر عبداللهيان أن سلوك وسياسة إدارة الرئيس جو بايدن تجاه بلاده، والاتفاق النووي "غير بناءة"، موضحاً أن بايدن "ينتقد سياسة سلفه ترامب بالكلام، لكنه ينتهج سياسته ذاتها تجاه طهران".

من جهته، استعرض بوريل إجراءات الاتحاد الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي، معتبراً أن نجاح الاتفاق "لا يخدم فقط إيران ومجموعة 4+1، بل المنطقة والعالم".

وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية الإيراني أن مفاوضات فيينا لا تهدف للوصول إلى اتفاق جديد "بل لعودة أميركا الكاملة إلى التزاماتها في إطار الاتفاق النووي والقرار الأممي 2231"، خلال مباحثات مع نظيره الألماني هايكو ماس.

في السياق، ذكر مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية لصحيفة "واشنطن بوست"، أمس، أن بلاده لا تملك جدولاً زمنياً للمفاوضات، مضيفاً: "نحن مستعدون للعودة إلى الطاولة، على الرغم من أنه في مرحلة ما، لن يكون ذلك ممكناً، لأن تقدم إيران النووي سيصبح لا رجوع فيه، ولن يكون من الممكن العودة إلى الوراء"، في إشارة إلى احتمال انهيار المباحثات التي تشارك فيها واشنطن بشكل غير رسمي إلى جانب مجموعة "4+1".

وتأتي تلك التطورات بعد كلمة مسجلة للرئيس الإيراني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أكد فيها أنه يسعى إلى "التفاعل البناء مع كل دول العالم وخصوصاً دول الجوار"، مشدداً على أنه يبحث عن محادثات حول القضايا النووية من شأنها أن تؤدي إلى رفع العقوبات.

استعراض واتهام

في غضون ذلك، نظمت القوة البحرية لـ "لحرس الثوري" الإيراني عرضاً بحرياً كبيراً في مياه الخليج شارك فيه 650 قطعة بحرية حربية.

وصرح مسؤول في بحرية الحرس بأن العرض "يظهر استعداد قوات التعبئة الشعبية والعسكرية للقيام بالمهام". وقال المسؤول إن الخليج "آمن للأصدقاء وغير آمن للأعداء"، مضيفاً أنه "تتم مراقبة جميع تحركات الأعداء في الخليج الفارسي وفي حال حدوث أي خطأ في الحساب، سيتم التعامل معهم بحزم".

في موازاة ذلك، رأى رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف أن بلاده باتت تقف حالياً على حدود إسرائيل "بعدما كانت ​إسرائيل​ تفكر بالاقتراب من حدودنا".

وقال قاليباف، خلال مراسيم إحياء "أسبوع ​الدفاع​ المقدس"، إن "الإسرائيلي كان يفترض أن بإمكانه الاقتراب من خطوطنا الأمامية في جلولاء العراقية على بعد كيلومترات قليلة من حدودنا، لكنه اليوم يتخوف من حضورنا في الجولان على بعد كيلومترات فقط من حدوده"، في إشارة إلى الميليشيات التي تقاتل إلى جانب الحكومة السورية والمدعومة من طهران.

ورأى أن "من يتبنى أفكاراً انبطاحية غربية في الداخل، يجب أن يفهم أن العزة والكرامة في الدنيا والآخرة لا تأتي إلا من خلال الاتكاء على الإسلام والشعب وبذل الجهود، والعمل المضني والتمسك بثقافة الإيثار والشهادة".

في المقابل، وصف متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية تصريحات الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الأول، بأنها "مليئة بالأكاذيب والتشاؤم". وقال عبر "تويتر": "على المجتمع الدولي إدانة النظام الإيراني، ومنع هؤلاء المتطرفين من الوصول إلى القدرات والأسلحة النووية"، مؤكداً أن النظام الإيراني يشكل تهديداً للسلام العالمي والإقليمي.

واتهم حكومة رئيسي بتشجيع ورعاية الإرهاب الذي يزعزع استقرار الشرق الأوسط بأكمله.

بعدما كانت إسرائيل تفكر بالاقتراب من خطوطنا في جلولاء العراقية نحن الآن نقف على حدودها بالجولان قاليباف
back to top