اختار الحب على مُلك بريطانيا العظمى

نشر في 07-09-2021
آخر تحديث 07-09-2021 | 00:17
 د.نجم عبدالكريم "أنا إدوارد الثامن ملك بريطانيا وأيرلندا والممتلكات البريطانية وراء البحار... أُعلن قراري التنازل عن العرش بالنسبة لي ولسُلالتي، وأرغب أن توضع وثيقة هذا التنازل موضع التنفيذ في الحال... وقد وقّعتها بنفسي في شهر ديسمبر عام 1936/ إدوارد، ملك وإمبراطور بريطانيا العظمى".

***

• ثم أعقب ذلك بتوجيه كلمةٍ إلى الشعب البريطاني:

"هأنذا بعد سكوتٍ طويل، أستطيع أن أقول كلماتٍ تعبر عما في صدري... لقد اتخذت هذا القرار، وهو أهم قرارٍ في حياتي، لأني رأيت فيه خيراً للجميع... وإنه لمن الجُبن ألا أصارحكم، وكأنه كان يتعذر علي أن أقوم بالعبء الثقيل المُلقى على عاتقي كملكٍ، دون معاونة ومساندة من السيدة التي أحببتُها... وأرجو أن تعلموا أنني وأنا أتخذ هذا القرار الخطير، لم أنسَ البلاد التي خدمتها 25 عاماً كولي للعهد، إلى جانب جلالة الملك».

***

• وبعد أن انتشر الخبر في كل أنحاء العالم، وكان الموضوع الأول الذي يتصدر كل الجرائد والمجلات، كانت الجماهير تحتشد كل يومٍ أمام القصر تطالب مليكها المحبوب بالبقاء على عرش أجداده.

وفي البرلمان وقف تشرشل خطيباً:

" هل يجب أن يتنازل الملك عن العرش، عملاً برأي الوزارة القائمة؟ فلم يحدث في تاريخ الحياة البرلمانية أن قُبل مثل هذا الرأي... أيها السادة، ابعثوا إلى جلالة الملك مطالبين إياه بالتروي قبل تنفيذ قرار التنازل... ولا تجعلوا الحكومة القائمة تعلو في قراراتها فوق قرار سلطة جلالة الملك".

***

• وبالفعل اجتمع رئيس الوزراء بالملك، ودار بينهما الحوار التالي:

- يا صاحب الجلالة، ليتك تعيد النظر في فكرة التنازل عن العرش، فبريطانيا لا يمكن أن تغامر بفقدانك.

- لقد اتخذت قراري وانتهى الأمر.

- يا صاحب الجلالة، ألا يمكنك تأجيل الزواج؟

- إلى متى؟

- إلى ما بعد الانتهاء من حفل تتويج جلالتك.

- ولماذا، بحق السماء؟

- لكي تُقسم اليمين.

- وهل تريد مني أن أكذب أثناء القسم؟

- وأين الكذب يا صاحب الجلالة؟

- عندما أقبل التاج سوف التزم بالقسم... والسيدة سمسون مطلقة، والكنيسة الأنجيلكانية لا توافق على الطلاق... فكيف أقبل التاج وأضعه على رأسي، وأنا أكذب بقلبي ولساني؟

***

وعندما التقت عمة السيدة واليس سمسون بالملك قالت له:

- يا صاحب الجلالة، إن قرارك التنازل عن العرش يُعد أعظم تقديرٍ يقدمه رجلٌ لامرأة على امتداد التاريخ البشري، ولكن أرجو أن تسمح لي أن أخالفك الرأي.

- بماذا؟

- أتمنى على جلالتك أن تقدر ظروف المرأة التي تُحبك.

- لم أفهم ما الذي ترمين إليه!

- إن ابنة أخي الأميركية ستغدو في نظر البريطانيين، أنها هي التي أغوت ملك بريطانيا، وأفقدته الإمبراطورية التي تسيطر على نصف العالم!

- سيدتي، مع احترامي لرأيك، فما بيننا من حُب، يتجاوز كل ما تفكرين فيه.

- يا صاحب الجلالة، في استطاعتك الزواج من امرأةٍ أخرى، ولكنك لن تستطيع أن تجد عرشاً آخر... يا صاحب الجلالة، إن ابنة أخي تبكي ليل نهار، فهي تُحبك بجنون.

- وأنا أيضاً... جنوني بحبها يأمرني أن أكون إلى جانبها، لأجفف دموعها... ونحن في الطريق لقضاء شهر العسل!

د.نجم عبدالكريم

back to top