«هيومن رايتس»... حقوق فلسطينية منتهكة

نشر في 12-05-2021
آخر تحديث 12-05-2021 | 00:09
لطالما كان الدفاع عن حقوق الإنسان الفلسطيني اهتمامي الأساسي، ولذا شعرت بدرجة ما من التعضيد لعملي أثناء قراءة عرض منظمة هيومن رايتس ووتش للانتهاك المنهجي للحقوق الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية وحتى داخل إسرائيل نفسها، وشعرت بألم عميق وأنا أتذكر كثيرين من ضحايا هذه السياسات من الفلسطينيين الذين عرفتهم على مدار سنوات.
 جيمس زغبي أثناء قراءتي تقرير منظمة «هيومن رايتس ووتش» الجديد الذي يرصد الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون، انتابتني مجموعة من المشاعر، فالتقرير ترك لديّ أيضاً سؤالاً كبيراً، وقد تأثرت بعمق بالطابع العلمي الصارم للتقرير، وفي الوقت نفسه استدعى التقرير مشاعر الغضب والحزن العميق، فهو يمثل دراسة كاملة بشكل استثنائي لا ترصد بالتفصيل الوسائل الكثيرة، التي تم من خلالها انتهاك طائفة واسعة من حقوق الإنسان الفلسطيني فقط، بل أيديولوجية الاستعلاء التي تم استخدامها لتسويغ القمع.

ولطالما كان الدفاع عن حقوق الإنسان الفلسطيني اهتمامي الأساسي، ولذا شعرت بدرجة ما من التعضيد لعملي أثناء قراءة عرض منظمة هيومن رايتس ووتش- خصوصا أنها منظمة دولية غير حكومية- للانتهاك المنهجي للحقوق الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية وحتى داخل إسرائيل نفسها، وشعرت بألم عميق وأنا أتذكر كثيرين من ضحايا هذه السياسات من الفلسطينيين الذين عرفتهم على مدار سنوات، مثل الذين تعرضوا للتعذيب وأزيلت منازلهم أو صودرت أراضيهم وطُردوا واُحتجزوا لسنوات دون محاكمة أو أصبحوا لاجئين.

وشعرت بالحزن تجاه أبطال الدفاع عن حقوق الإنسان من الفلسطينيين والإسرائيليين الذين عرفتهم مثل محامية حقوق الإنسان فيليشيا لانجر ورئيس ونائب رئيس الرابطة الإسرائيلية للحقوق المدنية والإنسانية إسرائيل شاحاك ويوري ديفيس، والشاعر ورئيس بلدية الناصرية وعضو الكنيست الإسرائيلي توفيق زياد، ورؤساء البلديات في الضفة الغربية الشجعان عبد الجواد صالح وفهد قواسمة ومحمد ملحم. فهؤلاء الأشخاص كرسوا حياتهم للدفاع عن العدل لكنهم لم يدركوا اليوم الذي وُصف به النظام الذي تصدوا له بقوة بالاسم الذي يستحقه، في نهاية المطاف، وهو الفصل العنصري «آبارتهايد».

الجديد، بالتأكيد، في تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش ليس الاتهامات، بل الجديد أن المنظمة أبطلت الحجة التي لجأ إليها الليبراليون في الولايات المتحدة ليحللوا أنفسهوا من مسؤولية انتقاد إسرائيل، فحين كانوا يُواجهون بالتقارير السابقة عن الانتهاكات، كانت أكثر الإجابات شيوعاً هي «إذا ركرنا على مثل هذه الأمور، فهذا يجعل الإسرائيليين أقل استعدادا للتفاوض على حل الدولتين مع الفلسطينيين» أو «إذا استمر الإسرائيليون في هذا الطريق، فسيصبح حل الدولتين مستحيلاً».

لقد تم تجاوز الحد، وبالتخطيط الإسرائيلي المحسوب لم يعد حل الدولتين ممكناً، فالانتهاكات تميز الواقع القائم في كل المنطقة الخاضعة لسيطرة إسرائيل، ونصيحتي لمنتقدي هذا التقرير هي «اقرؤوه» وكفى، فحين يقرأه المرء، فإنه يطرح على نفسه سؤالاً واحداً: «هل الفلسطينيون بشر كاملو البشرية تعادل حياتهم في القيمة حياة أي شعب آخر؟» وإذا كانت إجابته هي «نعم»، إذاً عليه أن يسأل نفسه كيف يمكنه السكوت والإذعان أمام الانتهاك المنهجي المروع الذي أُجبر الفلسطينيون على تحمله؟ وكيف يمكنه الاستمرار في التهاون في إنكار الحقوق الفلسطينية مثل حرمة بيوتهم وممتلكاتهم وحقوقهم الأساسية في الحياة والحرية؟

*رئيس المعهد العربي الأميركي في واشنطن

جيمس زغبي

back to top