عن الباراشوت!

نشر في 11-04-2021
آخر تحديث 11-04-2021 | 00:10
تسويق فكرة الإنجاز بحد ذاتها وبالشكل المطروح من قياديين في الدولة بات مفضوحاً، بل إن بعض الجهود الأهلية التي يبذلها أفراد، أو جمعيات أهلية يفوق ما يمكن أن يخرج به وزير أو قيادي كبير ليوهمنا بإنجازاته الكاذبة.
 مظفّر عبدالله أول العمود:

ضد مبدأ استقالة نائب من البرلمان، ولكن في الوقت ذاته هي مؤشر على ضرورة إجراء تغيير جوهري في العمل السياسي.

***

يتم تداول هذا المصطلح في بيئة الإدارة الكويتية، وفي وسائل الإعلام الأهلية للدلالة على تعيين شخص في منصب قيادي من خارج المؤسسة ومن دون مؤهلات أو سابق خبرة ليعطل التطور الطبيعي للترقي في المؤسسة.

هذا ليس سراً، بل تداوله رئيس الوزراء الأسبق والحالي بشكل أو بآخر في أحاديث منشورة وبينا مخاطره! لكن أياً منهما لم يستطع وقف هذا السلوك الإداري المشين.

الباراشوت هذا أسلوب يتم تفعيله في الغالب من وزراء أو نواب أو متنفذين لفرض توظيف أسماء في مؤسسات لم يكونوا فيها أصلاً، ولا يعلمون طبيعة عملها، وتجدهم يتسابقون في الظهور الإعلامي الممجوج لإظهار جدارتهم بالمنصب!

ومن بين أكثر المظاهر المكشوفة من هؤلاء الحرص على الوجود الإعلامي، وإظهار ما يوهمون به الناس على أنه إنجازات!

يندر أن نشاهد اليوم قيادياً في مؤسسة رسمية قدم شيئاً حاز إعجاب الناس، أو انتشل مؤسسته من سباتها، أو طور فيها بشكل ينقلها من مكانة إلى أخرى، خذ مثلاً قضية استغلال المزارع، إنعاش جون الكويت، إطارات منطقة إرحية، تجارة الإقامات، تكرار ظاهرة عدم تسليم العمال لرواتبهم، وغير ذلك الكثير. ماذا يفعل المسؤولون لسنوات في هذه الملفات؟

لا أعلم إن كان صائباً اتخاذ مجلس الوزراء قراراً يمنع الوزراء وقياديين في الدولة من الظهور الإعلامي لبث معلومة عن (إنجاز) إلا بعد إتمامه ١٠٠ في المئة ويكون إنجازاً ذا صلة بتطوير استراتيجي في مؤسساتهم، بدلاً من الظهور المستهلك للتبشير عن إنجاز ١٠٠٠ معاملة، أو منح مكافآت ممتازة، أو إنجاز ٢٠ في المئة من مشروع متعثر!

تسويق فكرة الإنجاز بحد ذاتها وبالشكل المطروح من قياديين في الدولة بات مفضوحاً، بل إن بعض الجهود الأهلية التي يبذلها أفراد، أو جمعيات أهلية يفوق ما يمكن أن يخرج به وزير أو قيادي كبير ليوهمنا بإنجازاته الكاذبة.

مظفر عبدالله

back to top