كيف تساعد مقرّباً يعاني الاضطراب

نشر في 02-12-2018
آخر تحديث 02-12-2018 | 00:00
No Image Caption
يُعتبر الاضطراب مفهوماً جديداً في المجتمع وتتبلور أعراضه لدى الملايين من حول العالم كلّ يوم.
يتميّز هذا المرض الشائع بالشعور بعدم الارتياح والشك والإفراط في التفكير والخفقان والذعر. قد يكون الفرد حادّ المزاج ما يوصله إلى الشعور بعدم السيطرة على مجريات الأمور.

لكنّك تستطيع أن تدعم قريبك الذي يعاني الاضطراب. ففي حياتي المهنيّة كلّها كمستشارة، التقيت كثيرين من خلفيّاتٍ متنوّعة جرّبوا جميع الأدوية والعلاجات والتأمّل وعلاج وخز الإبر وغيرها. لكنّ خيارات العلاج المتنوّعة تعمل بشكلٍ مختلف مع كلّ فرد. لذا، وبفضل خبرتي في هذا المجال، أؤمن بشدة بأنّ الخطوات أدناه مفيدةٌ جدّاً في القضاء على الاضطراب.

الابتعاد عن الأحكام

أشجّعك على التوقّف والتفكير قبل إطلاق أحكامٍ على قريبك أو على الزوج(ة) المصاب بأعراض الاضطراب، لأنّ الأخير يسبّب أفكاراً سلبيّة وغير عقلانيّة، ما يؤدّي إلى نقدٍ ذاتيٍّ قاسٍ. لذا لا حاجة إلى إشعال النيران! بل هذا هو الوقت الأمثل لتعبّر عن حبّك واهتمامك. امدح قدراته مهما شعرتَ بالإحباط والعجز. قد لا تكون قادراً على إنهاء حالة الاضطراب التي يعيشها من تحبّ لكنّ دعمك له ضروري في المعركة التي يخوضها.

المذكّرة: تدوين العلامات الواضحة

يقتضي المبدأ الأوّل والأساسي في تخطّي الاضطراب بالسماح للشخص بتدوين بعض التفاصيل التي تحرّك شعوره بالاضطراب. لذا شجّع قريبك أو صديقك على التدوين في مذكّرةٍ، فقد يؤدّي الأمر إلى معجزات. يواجه كثيرون صعوباتٍ في البداية ويحتاجون أحياناً إلى مستشارٍ متخصّص يوجّههم للشروع في تحديد الأفكار والقضايا العالقة أو المخاوف، قبل أن يباشروا بالتدوين.

ماذا عليهم أن يدوّنوا؟ هذه أبرز النقاط التي يجب الكتابة عنها:

• الاعتراف بالأفكار (إيجابيّة كانت أم سلبيّة) المساهمة في تعزيز الاضطراب.

• الاعتراف بالقضايا العالقة.

• النظر في ما قد يتغيّر لو عكس الفكرة السلبيّة إلى إيجابيّة.

• كلمات محفّزة/مشجّعة (كلمات قد يوجّهها لصديقٍ يمرّ بحالةٍ مماثلة).

• التعبير عمّا يرغب في تغييره.

لا ترسم الإجراءات الواردة سابقاً طريقاً نحو الشفاء فحسب، بل تعطي بالمقابل قوّةً واكتفاءً ذاتياً وسلاماً.

ونذكر هنا أنّ التدوين في مذكّرة ليس للجميع. فلو كان قريبك يمرّ بمرحلةٍ صادمة، سيستفيد أكثر إن قونن أفكاره بمساعدة معالجٍ أو مستشار.

العلاج النافع

يُعتبر العلاج طريقةً منطقيّة وحيويّة وفاعلة لحلّ الاضطراب. ففي حين يساهم الضغط والتوتّر والخوف في تفعيله، تبقى كيفيّة مواجهة الوضع مهمّة. ما عليك سوى اتّباع ثلاث خطواتٍ أساسيّة: في البداية على الفرد المصاب بالاضطراب أن يعترف بحاجته إلى المساعدة. ذكّره بأهمّيّة الوثوق بشخصٍ ما. وأخيراً أعلمه بأنّ إشراك العائلة والأصدقاء المقرّبين عنصرٌ أساسيّ لحلّ مشكلة الاضطراب.

كيف تتبلور أهمّيّة إشراك العائلة؟

حسب الإحصاءات، نجاح علاج الاضطراب أو فشله رهنٌ بالعلاقات العائليّة، أي يعجّل إشراك العائلة من عمليّة الشفاء.

المستشار

ما الذي يجب البحث عنه قبل تعيين مستشارٍ محترف؟ ومن هو المستشار؟ وهل يعالج عادةً حالاتٍ مثل الاضطراب؟

يتلقّى المستشار تدريباً (يتضمّن الدروس المناسبة والإجازة) لتقديم الملاحظات المهنيّة حول ما يجري، موجّهاً أفكار المريض ومشاعره وحاميها. والبعض يتخصّص في مجالات الحدّ من الاضطراب والتوتّر. يقدّم المستشارون جلساتٍ وجهاً لوجه مع المريض في العيادة أو عن بعد باستخدام الهاتف أو الإنترنت.

يتردّد كثيرون في اللجوء إلى مستشارين خوفاً من الحكم عليهم. لذا يُنصح بتغيير المعالج إذا شعرتَ أنت أو من تحبّ بعدم الراحة. فالراحة والسرّية عنصران أساسيّان في العلاج.

* مانبريت ليهال

back to top