ما قصة طائفة «طالبان اليهودية» في المكسيك؟

أفرادها متهمون بالاتجار بالبشر وارتكاب جرائم جنسية

نشر في 01-10-2022 | 09:31
آخر تحديث 01-10-2022 | 09:31
صورة لمعقل الطائفة في المكسيك
صورة لمعقل الطائفة في المكسيك
علمت «بي بي سي» أنه قد تم إبعاد الأطفال والمراهقين عن مجمع لطائفة يهودية في غابات المكسيك بعد مداهمة الشرطة لمقرات الجماعة.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن اثنين من أعضاء طائفة ليف طاهور قد اعتقلا للاشتباه في قيامهما بالاتجار بالبشر وارتكاب جرائم جنسية خطيرة بما في ذلك الاغتصاب.

وتم نقل طفل يبلغ من العمر 3 سنوات من المجمع إلى إسرائيل.

وتُعرف طائفة ليف طاهور «وتعني بالعبرية القلب الطاهر» بالممارسات المتطرفة وفرض نظام صارم على الأعضاء.

وتؤيد هذه الطائفة زواج الأطفال، وتفرض عقوبات قاسية على التجاوزات البسيطة، وتفرض على النساء والبنات اللائي لا تتجاوز أعمارهن 3 سنوات الحجاب الكامل.

وقد أكسبت تلك الصرامة الجماعة لقب طالبان اليهودية بسبب التشابه الظاهر فيما يتعلق بقواعد الملابس التي تفرضها الجماعة الإسلامية المتطرفة التي تسيطر على أفغانستان.

وشقت الشرطة طريقها إلى المجمع الذي يبعد 17.5 كيلومتراً شمال تاباتشولا في ولاية تشياباس يوم الجمعة الماضي.

وكان قاضٍ فيدرالي قد أمر الشرطة باحتجاز العديد من قادة الجماعة المشتبه بهم بإساءة معاملة الأطفال وإنقاذ أفراد الطائفة، بعد تحقيق أجراه المدعي العام المتخصص في الجريمة المنظمة «فيمدو».

وقال مصدر على صلة بالعملية إنه سرعان ما تم فصل الأولاد والبنات عن بقية المجموعة بسبب مخاوف من أن حياتهم قد تكون في خطر من أعضاء يحاولون منعهم من الترحيل.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنه تم العثور على 26 عضواً في المجمع من بينهم إسرائيليون يحملون جنسية مزدوجة بما في ذلك جنسيات كندية وأمريكية وغواتيمالية.

وأضافت أن مواطناً كندياً وآخر إسرائيلياً اعتقلا بينما ورد أن اثنين آخرين من المطلوبين غادرا المجمع قبل يومين من المداهمة ويجري البحث عنهما، واحتُجز 5 آخرون بزعم انتهاك قواعد الهجرة.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن الأعضاء الباقين يقيمون في منشأة تابعة لوزارة الرفاه المكسيكية في انتظار قرار بشأن ما سيحدث لهم.

وكان من بين من تم إبعادهم عن المجمع طفل عمره 3 سنوات هو نجل الإسرائيلي يسرائيل أمير الذي ترك المجموعة من قبل، والذي كان حاضراً أثناء المداهمة، وقد عاد إلى إسرائيل مع ابنه يوم الإثنين الماضي.

طائفة خطيرة

عملت الشرطة المكسيكية إلى جانب فريق متطوع من 4 أفراد من إسرائيل، بما في ذلك عملاء سابقون في الموساد، في التخطيط للعملية وتنفيذها.

وقال المصدر الإسرائيلي إن وحدة شرطة النخبة التي داهمت المجمع «بحذر شديد ودون اللجوء إلى أي عنف» ضمت ضباطاً من الجنسين بسبب عدد النساء والأطفال في الطائفة.

وأضاف المصدر أن «السلطات المكسيكية قامت بواجبها بأفضل طريقة ممكنة».

وبدأت العملية قبل حوالي عامين عندما طلب أمير وأقارب آخرون لبعض أفراد المجموعة المساعدة من أحد العملاء السابقين.

وسافر الفريق بين إسرائيل وغواتيمالا، حيث عاشت الطائفة منذ عام 2014، ونفذ عمليات مراقبة وعمل مع السلطات المحلية، وسلطة إنفاذ القانون ومحقق خاص من غواتيمالا.

وقد عبر عدد يتراوح بين 40 و50 عضواً من الجماعة بشكل غير قانوني إلى المكسيك في يناير الماضي، حيث استمر تعقبهم، واستقروا في الغابة شمال تاباتشولا.

وكانت قيادة الطائفة في غواتيمالا في قلب قضية اختطاف منذ عام 2018 عندما تم اختطاف طفلين كانت قد نقلتهما والدتهما إلى نيويورك بعد أن فرت من الطائفة، وتم استعادتهما بعد ثلاثة أسابيع من المكسيك.

ووُجهت تهم إلى تسعة من أعضاء الطائفة على صلة بالقضية.

وسُجن أربعة بينهم نجل المؤسس والزعيم الحالي نحمان هيلبرانس، بينما أدين خامس، لكن أطلق سراحه بسبب الوقت الذي أمضاه بالفعل في السجن، ومن المقرر الحكم على آخر في نوفمبر المقبل، وهناك اثنان في انتظار المحاكمة، وواحد رهن الاحتجاز في غواتيمالا.

تأسست طائفة ليف طاهور في إسرائيل عام 1988 على يد الحاخام شلومو هيلبرانس الذي انتقل لاحقاً إلى الولايات المتحدة، وقضى عامين في السجن بعد إدانته بالاختطاف عام 1994 وغرق في المكسيك عام 2017.

ويصل عدد أعضاء طائفة ليف طاهور إلى حوالي 350 عضواً، وقد أُجبرت الطائفة على الانتقال من بلد إلى آخر في السنوات الأخيرة بعد خضوعها للتدقيق من قبل السلطات المحلية.

وينتشر أعضاء الطائفة حالياً في إسرائيل والولايات المتحدة ومقدونيا الشمالية والمغرب والمكسيك وغواتيمالا التي لا يزال يعيش فيها ما بين 70 و80 عضواً.

وفي حين أن الجماعة تُوصف غالباً بأنها متشددة للغاية، إلا أنها تتبع مجموعة خاصة بها من القواعد، وقد أعلنت محكمة إسرائيلية أنها «طائفة خطيرة».

ونفى قادتها خرق القوانين المحلية، وقالوا إن الجماعة مستهدفة بسبب معتقداتها.

back to top