الصمت الذكي

نشر في 23-09-2022
آخر تحديث 23-09-2022 | 00:00
 د. منيرة سعد السلطان السالم إرضاء الناس غاية لا تدرك! فعلا فنحن نختلف بالطباع والميول والقناعات، حتى في مستوى الخير والشر، غريبون أولئك البشر فقد يمحون تاريخك الجميل مقابل آخر موقف منك لم يعجبهم.

عنواني هو الصمت الذكي فكثير من الحكم قيلت عن الصمت وأنواعه وفوائده فكم من أقوال مأثورة قيلت لتكن هي أرقى وسيلة للرد على كثير من الكلام، والشيء الوحيد الذي لا تندم عليه هو الصمت، فقال الإمام الشافعي:

وَجَدتُ سُكوتي مَتجَراً فَلَزِمتُهُ

إِذا لَم أَجِد رِبحاً فَلَستُ بِخاسِرِ

فالصمت فن إن أتقنته باقتناع ونضج فستكون أكثر سعادة في عملك وحياتك. فلو افترضنا أنك لا تتفق مع الصمت الذكي ولك رأي آخر بأن الصمت هو عدم اهتمام أو غرور فالشخص الصامت غامض أو غير واثق من نفسه، فلك مطلق الحرية بمفهومك أو قناعاتك، وإن أعجبك الصمت فأنت إنسان بطبعك تحب الاطلاع وتطوير الذات.

استوقفني التفكير لأتعمق في مفهوم الصمت الذكي، وهل هو التعبير عن الذكاء أم أنه صفة الأذكياء؟ فاسترجعت بعض المواقف المستفزة التي تتطلب الرد السريع للحد من متابعة الجدال والأخذ والرد، ولكن ردي كان الصمت، ليس بسبب عدم وجود رد للموقف، ولكن حتى لا أتأخر بالرد لوقت آخر لربما فسر بشكل خطأ غير مقصود فيؤجل التوجيه لوقت آخر، فالوقت يداوي الأمور العالقة ويعطيك بصيرة بشكل أوضح، فإياك والتسرع، وانتبه لمن تجادل، فقد قال معاوية بن أبي سفيان «العقل مِكْيالٌ، ثلثه فِطْنَةٌ، وثُلثاه تغافلٌ».

فالعقل ميزان الإنسان فاقتنص الفرصة ليكن ردك له قيمة، وإن لم يحالفك الحظ وتعثرت في جدال عقيم فكن على يقين أن ردك ليس ضرورياً فاصمت بذكاء.

فالصد والتغافل مفتاح السلام النفسي لك بالمقام الأول والوقت كفيل على كل شيء، فاصمت بذكاء وحكمة، وليكن ردك جميلاً بالكلام لترتقي بنفسك، وواصل في ردك الجميل ليتطبع الآخرون منك، ودع الصمت مبادرة خيرة لحل الأمور، فإن استعجلت ولم يعجبهم الرد فلك أن تتخيل أن كل شي جميل صنعته قد يتلاشى بثانية، ولا تدقق واترك الأحاديث، فلو صمت وتريثت فستكون أنت الرابح، ولتدع الأمور تتشكل بما يروق لك، واقتنص الفرصة المناسبة، وليكن ردك هو الصمت بحكمة وذكاء.

د. منيرة سعد السلطان السالم

back to top