نراهن على الحكومة القادمة

نشر في 06-09-2022
آخر تحديث 06-09-2022 | 00:10
 قيس الأسطى لعل أي متابع حقيقي للساحة السياسية يعلم أن ما يثار، ولو بصوت خافت، عن أن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد النواف مرحلة انتقالية، وأن الآتي مختلف، يعلم أيضاً أنها تمنيات لبعض المتضررين من الوضع القائم، لأن النشاط الذي بدأ يدب في المفاصل الحكومية والإصلاحات التي ابتدأت بإبعاد بعض من تدور حولهم الشبهات تزعجهم وتعطل مسيرة الفساد لديهم.

لا يا سادة، الرجل أتى ليبقى، وتقديري أنه سيتحالف مع أغلبية برلمانية قادمة توقف النزف الكبير الذي حصل للمالية العامة إثر مسلسل الفساد الذي استمر لمواسم ومواسم في السنوات العشرين الماضية.

نعم سيكون لدينا ملاحظات على بعض إفرازات الانتخابات، نعم سنستمر في سماع مواويل عن مسلسلات رمضان ودخول بعض الكتب التي يراها بعضهم مسيئة، لكننا مطالبون باحترام مخرجات الانتخابات، وعزاؤنا الوحيد أن الأغلبية الساحقة مع وقف الفساد وإعادة الريادة للكويت على مستوى المنطقة.

لكنني أناشد سمو رئيس مجلس الوزراء أن يعمل من الآن على تشكيل فريق متخصص في البحث عن شخصيات مناسبة للحكومة القادمة، فريق يبحث بالدرجة الأولى عن خلفية المرشحين بحيث لا يفاجأ سمو الرئيس أن بعض المرشحين للتوزير لديهم قضايا معلقة في المحاكم، أو لا تنطبق عليهم الشروط الدستورية، أو لديهم تصريحات سابقة تشكل استفزازاً لدول مجلس التعاون الخليجي.

سمو الرئيس: أناشدك مرة أخرى ألا يتعدى عمر أي مرشح للحكومة الخمسة وأربعين عاماً، لأنهم قادرون نفسياً وجسمانياً وعلمياً على متابعة عملهم، فالعمل الوزاري يحتاج مجهوداً بدنياً كبيراً وتنقلاً مستمراً بمختلف المناطق لمتابعة أنشطة المؤسسات التي تتبع الوزير.

سمو الرئيس: سيحدثك بعضهم عن عامل الخبرة، وهم في الغالب من يرشحون أنفسهم للعمل الوزاري بشكل مستتر، لكن بادر بالسؤال: وماذا فعلت الخبرة بنا؟ وإلى أين تدنى مستوى الخدمات بسببها؟

سمو الرئيس: حكومة الترضيات المجتمعية أثبتت فشلها، والحرص على وجود ممثلين للطوائف والقبائل والعائلات أرجعنا سنوات للخلف، نريد حكومة كفاءات ولو كانوا جميعاً من عائلة أو قبيلة أو طائفة واحدة، فكلهم أبناء الوطن.

سمو الرئيس: مشاكل البلد معروفة ومطروحة منذ سنوات وسنوات على بساط البحث، كل ما نحتاج إليه هو فريق وزاري يمتلك القدرة على اتخاذ القرار ومتابعة تنفيذه.

سمو الرئيس: لا أبالغ عندما أقول إن الاهتمام بالشأن الكويتي تعدى حدودنا الكويتية، وانتقل لشعوب الدول الأخرى، فالكل يسأل ما فائدة الديموقراطية إذا كانت ستوقف التنمية؟ وهذا الأمر ظالم جداً للديموقراطية لأنها لم تكن المسؤول الأول عن وقف التنمية، بدليل أن حقبة الستينيات والسبعينيات كانت الأجمل في الذاكرة الكويتية، وهي حقبة تميزت بنشاط وجرعات سياسية عالية.

كل التوفيق لسموكم وللحكومة القادمة برسم خريطة طريق لعودة هذا البلد إلى الإنجازات على كل الصعد.

فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.

قيس الأسطى

back to top