شوشرة: نهضة الإصلاح

نشر في 26-08-2022
آخر تحديث 26-08-2022 | 00:10
 د. مبارك العبدالهادي انطلاق قطار الإصلاح لتعديل المسار بدأ أولى خطواته في تصحيح العملية الانتخابية بعد إصدار مراسيم ضرورة تتصدى للمتلاعبين في القيود، الأمر الذي جعل البعض يتسابقون للإعلان عن عدم خوضهم الانتخابات المقبلة.

إن الحكومة التي يرأسها سمو الشيخ أحمد النواف ترسم حاليا خريطة طريق لمعالجة مثالب السابق من تجاوزات وتلاعب وغيرها من عمليات القفز على القانون التي كانت تتم تحت طاولة المتنفذين الذين باتوا اليوم في وضع مزرٍ رغم محاولاتهم تعطيل أي عملية إصلاحية عبر شائعات الهمز واللمز من أبواقهم المنتشرين في بعض مواقع التواصل الاجتماعي، وغيرهم ممن يتسترون خلف حسابات وهمية أو أسماء مستعارة لأن هذا نهجهم الذي اعتادوا عليه في المرحلة الماضية التي عطلت الحياة، ومع إعلان العم الرمز رئيس مجلس الأمة الأسبق أحمد السعدون خوضه الانتخابات باتت الانفراجة واضحة لدى العديد من أبناء الوطن الذين يضعون الآمال على النخبة التي ستشارك في المنافسة الانتخابية.

إن التعهدات في إيجاد صيغة توافق بين السلطتين التشريعية والتنفيذية خلال المرحلة المقبلة ستجني ثمارها نتائج الانتخابات التي تتطلب وعي الناخب في حسن الاختيار، الأمر الذي من شأنه أن يعيد درة الخليج إلى مكانتها لتشرق شمسها في عهد النهضة والإصلاح والاستقرار والبناء والتصدي للفساد والفاسدين والعابثين، وإعادة محاسبة كل من تسبب في شرخ جدران هذا الوطن الذي أرهقته السنوات الماضية، وما عاشه من أيام صعبة بسبب التوتر في علاقة السلطتين والصراعات والتناحر وتحويل قاعة عبدالله السالم إلى حلبة لتصفية الحسابات وإثارة النزاعات والخلافات وخلط الحابل بالنابل، من أجل مصالح البعض التي تعيدنا في كل مرة الى المربع الأول وتعطل مصالح الشعب الذي سئم هذه الأوضاع والتقسيمات التي تشكلت من أدوات همُّ اصحابها الأول والأخير تحويل المسار لأهداف تخدم فئة على حساب عامة الناس، ولكن الحساب قادم دون محالة، والأيام القادمة ستحمل معها فتح الملفات والدفاتر لجرد كل من سولت له نفسه اختلاس المال العام وحقوق الآخرين والتباهي خلف مكاتب لا يستحقون الجلوس على كراسيها لأنهم جاؤوا عبر براشوتات المتنفذين.

المشكلة الكبرى أن بعض الانبطاحيين من مخلفات الماضي لا يزالون يكابرون ويزيفون الحقائق ويوهمون الناس بادعاءات وأكاذيب مكشوفة، ومع الأسف الشديد لا تزال هناك فئة من الناس عقولهم لا تنظر إلا أسفل أقدامها، لأنهم سيدعمون هؤلاء ويساعدونهم في الاستمرار في مسارهم الخطأ لإيصال هذه الفئة إلى البرلمان الذي يجب تطهيره من جميع الأدوات التي سيكون دورها في المرحلة المقبلة الهرج والمرج لخلط الأوراق بعد أن ضاقت بمعازيبهم «الوسيعة».

إن عملية الإصلاح لا تكتمل أركانها إلا بمشاركة جميع أبناء الشعب لدعم الخطوات التي بدأتها السلطة التنفيذية ورسمت عناوينها على أرض الواقع من أجل كويت الغد التي ستنهض مجدداً وستخطو نحو مستقبل باهر بفضل أبنائها الأوفياء الذين يجب أن تكون رسالتهم هادفة في صناديق الاقتراع بعيداً عن الفئوية والعنصرية والقبلية والطائفية والطبقية، لأن هناك من لا يزال يراهن على التلاعب بعقول بعض الناخبين لإيصال مناديبهم إلى كرسي البرلمان للاستمرار في تمرير أهدافهم غير المشروعة وتعطيل أي إصلاحات من شأنها الكشف عن فسادهم وتجاوزاتهم، ويجب أن يدرك البعض أن الإصلاح لا يصبح واقعا بجهود فردية ما لم يشارك الجميع فيه بدعم الإصلاحيين في السلطة التنفيذية وفوز النواب الشرفاء الذين لم يتلونوا أو يخضعوا أو يغيروا المسار من إصلاح إلى انبطاح.

آخر السطر:

الوعي من مدركات عقول الأصحاء، والصحوة ضرورية لمحاسبة من خذلوا الشعب وزيفوا الحقائق وتلاعبوا في مصير الأبرياء.

د. مبارك العبدالهادي

back to top