شجعوا الشرفاء

نشر في 02-06-2022
آخر تحديث 02-06-2022 | 00:10
 ‏‫وليد عبدالله الغانم أكثر من 70 موظفاً وموظفة في إحدى الجهات الحكومية قدموا تنازلاً مكتوباً عن تسلم مكافأة الصفوف الأمامية التي أقرت سنة 2020 لمن استمر في عمله أثناء بداية جائحة كورونا، وأرجع أولئك الموظفون سبب تنازلهم عن المكافأة المالية إلى عدم ممارستهم للوظيفة أثناء تلك الفترة، بالتالي عدم استحقاقهم للمكافأة، وهذا موقف يستحق الشكر لأمانة ونزاهة من قام به، فقد اعتدنا أن نسمع في المؤسسات الحكومية قصصاً مهولة لتسابق فئات من الموظفين وباختلاف المراكز الإدارية العليا قبل الصغرى لتسابقهم نحو (حلب) أموال الوزارات واقتناصها والاكتناز منها بكل وسيلة، ولا يسأل كثير منهم أَحلالٌ تلك الأموال أم كانت حراماً عليهم؟ وهل يأخذونها وفقاً للقانون واللوائح أم بالتحايل والتدليس؟ وللأسف أن يعتقد بعض هؤلاء أن الشطارة والذكاء بإتيان مثل تلك الممارسات المحرمة بالشرع والمجرّمة بالقانون والمهينة بالأعراف وأخلاق الأسوياء من الناس.

تقارير الجهات الرقابية في الدولة تمتلئ بذكر هذه المخالفات ومطالبة الوزارات والموظفين بإعادة ما أخذوه من الأموال بدون وجه حق، وهذا ما يسجله دوماً ديوان المحاسبة، وكذلك ما يتحفظ عليه جهاز المراقبين الماليين، ومن الغريب أن بعض الوزارات يماطل في تنفيذ هذه التعليمات أملاً في نسيان الجهات الرقابية لها، والأغرب من ذلك قيام بعض القياديين في الوزارات بإعادة تكرار هذه المخالفات المزرية كل سنة دون حياء ولا خوف، وبالطبع دون محاسبة، وهو ما يشجع هذه النوعيات التعيسة على استمرارها في عبثها.

نعود ونكرر ما نقوله دائماً أن هذه معضلة أخلاقية يجب مواجهتها وأن هناك ثغرات في اللوائح لا بد من تسويتها كما أن العنصر الأهم الذي يحد من هذه الممارسات الخبيثة هو محاسبة من يقوم بتلك الأفعال من المسؤولين قبل الموظفين، ويثبت غشه أو تدليسه وتحايله على أموال الدولة بحصوله على رواتب ومكافآت غير مستحقة له، أو بتنفيع غيره من شلته وجماعته باستغلال منصبه الوظيفي وصلاحياته الإدارية خصوصا في قرارات اللجان وفرق العمل والمهمات الرسمية وما شابه ذلك.

إن الموظفين الشرفاء الذين رفضوا تسلم مكافأة الصفوف الأولى لاعتقادهم بعدم أحقيتهم فيها يستحقون الشكر والتقدير على نزاهتهم وتمسكهم بالواجب الشرعي الذي يمليه عليهم ضميرهم، ولا أشك لحظة بامتلاء الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة بأمثال هؤلاء الطيبين الذين يمثلون الشرف والنزاهة والأخلاق الحميدة، فلو خليت خربت.

والله الموفق.

‏‫وليد عبدالله الغانم

back to top