رد صيني - روسي جوي على جولة بايدن الآسيوية

• بكين تلوِّح بـ «بندقية الصيد» في وجه «كواد»
• قاذفات صينية وروسية تنفذ طلعات قرب القمة
• الهند تحافظ على خصوصيتها بشأن حرب أوكرانيا

نشر في 25-05-2022
آخر تحديث 25-05-2022 | 00:12
وجهت قمة كواد التي جمعت قادة الولايات المتحدة والهند واليابان وأستراليا رسالة شديدة إلى الصين محذرة من أي تغيير للواقع بالقوة، في إشارة محتملة لتايوان، وهو ما ردت عليه بكين بالتلويح بالبندقية مستعينة بأغنية تراثية صينية.
حذر قادة دول التحالف الأمني الرباعي (كواد) الولايات المتحدة والهند واليابان وأستراليا، أمس، من محاولات "تغيير الوضع القائم بالقوة" في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، في حين لوحت وزارة الخارجية الصينية بالبندقية، داعية واشنطن إلى "الاستماع إلى أغنية صينية قديمة مشهورة تقول إنه "عندما يأتي صديق، يتم الترحيب به بنبيذ جيد، وعندما يأتي ابن آوى، يرحب به ببندقية الصيد".

أنشطة الصين

وفي بيان مشترك لتحالف "كواد" تجنب الإشارة مباشرة لتصاعد النفوذ العسكري للصين في المنطقة، لكنه لم يدع مجالاً للشك بشأن مكامن قلقه، أشار الرئيس الأميركي جو بايدن ورؤساء حكومات اليابان فوميو كيشيدا والهند ناريندرا مودي وأستراليا أنتوني خصوصاً إلى "عسكرة مواقع متنازع عليها والاستخدام الخطير لسفن خفر السواحل والميليشيات البحرية ومحاولات التشويش وتعطيل أنشطة استغلال موارد الدول الأخرى"، وهي جميعها أنشطة تتهم الصين بتنفيذها في المنطقة.

ودان القادة، خلال الاجتماع الشخصي الثاني للمجموعة الرباعية في طوكيو، "أي أعمال قسرية أو استفزازية أحادية الجانب تعمد لتغيير الوضع القائم وتؤجج التوتر في المنطقة"، متعهدين بدعم الالتزام ببنود القانون الدولي المتعلقة بضمان حرية حركة الملاحة والطيران لمواجهة التحديات التي تعترض النظام القائم في منطقة المحيطين الهندي والهادئ بما فيها البحر الشرقي وبحر الصين الجنوبي.

وإذ شددت القمة على أهمية احترام سيادة ووحدة أراضي جميع الدول، وافق قادة التحالف على مشروع للمراقبة البحرية يتوقع أن يعزز متابعة التحركات الصينية في المنطقة. كما أعلنوا عن خطة لإنفاق 50 مليار دولار على الأقل لمشاريع بنى تحتية واستثمارات في منطقة المحيطين على مدى السنوات الخمس القادمة.

وتجنب القادة الإدانة العلنية للصين أو روسيا. وأشار البيان، الذي اختيرت عباراته بحذر، إلى النزاع في أوكرانيا، لكن دون التعبير عن موقف مشترك من روسيا، التي تفردت الهند وحدها بعدم إدانتها بشكل واضح دون باقي أعضاء "كواد" الذين لم يخفوا موقفهم إزاء الحاجة لرد قوي يكون بمنزلة رسالة تردع دولاً أخرى أهمها الصين.

وقال رئيس وزراء اليابان: "فيما يهز الغزو الروسي لأوكرانيا المبادئ الأساسية للنظام العالمي، أكدنا أن أي محاولات أحادية لتغيير الوضع القائم بالقوة لن يتم التهاون معها في أي مكان، وخصوصا في منطقة المحيط الهندي الهادئ"، مستخدماً تسمية أخرى لمنطقة آسيا- المحيط الهادئ.

طلعات جوية

وفي تصعيد تزامن مع القمة، نفذت طائرات صينية وروسية 4 طلعات مشتركة فوق بحر اليابان وبحر الصين الشرقي. واعتبر وزير الدفاع الياباني نوبو كيشي ذلك "استفزازاً" بشكل خاص نظراً للقمة في طوكيو. كما أمر الجيش الكوري الجنوبية بالإقلاع الفوري لطائرات مقاتلة بعد أن دخلت أربع طائرات حربية صينية وأربع روسية على الأقل منطقة الدفاع الجوي الخاصة به.

خطط بكين

وتترافق مساعي الدول الأربع لتعزيز تحالفها ليكون ثقلاً موازياً أمام النفوذ الصيني العسكري والاقتصادي المتزايد، مع تحذيرات غربية من خطط لبكين لاجتياح تايوان ومساعيها لبناء علاقات مع دول في منطقة المحيط الهادئ، مثل فانواتو وساموا وتونغا وكيريباتي وجزر سليمان، التي وقعت معاهدة أمنية معها الشهر الماضي، وسيزورها وزير خارجيتها وانغ يي خلال أيام.

وغداة إثارة بايدن الدهشة والغموض بإعلانه استعداده للتدخل عسكرياً للدفاع عن تايوان، حضّ كيشيدا أعضاء تحالف الرباعي على "الإصغاء بانتباه" لجيرانهم الإقليميين ومنهم جزر المحيط الهادئ، معتبراً أنه "من دون العمل جنبا إلى جنب مع دول المنطقة، لا يمكن لكواد أن ينجح".

وقال رئيس وزراء أستراليا، الذي حضر القمة بعد ساعات فقط من أداء اليمين الدستورية، إن على التكتل "الدفع بقيمنا المشتركة في المنطقة في وقت تسعى الصين بوضوح لفرض مزيد من النفوذ".

وأكد ألبانيزي، الذي أعاد حزبه "حزب العمال" إلى السلطة لأول مرة منذ تسعة أعوام، لنظرائه زعماء دول منطقة المحيطين التزام الحكومة الأسترالية الجديدة تجاه مجموعة كواد، التي أسست في 2004 عقب تسونامي المحيط الهندي وينظر إليها على نطاق واسع على أنها قوة موازنة لنفوذ الصين المتزايد في المنطقة.

بندقية الصين

وبعد تحذيرها لبايدن، الذي تولى منصبه وهو يتمتع بخبرة خارجية أكبر من أي رئيس آخر في العقود الأخيرة، من إساءة تقدير عزيمة الصين الحازمة وإرادة شعبها في الدفاع عن سيادته الوطنية وسلامة أراضيه، حذر المتحدث باسم وزير الخارجية وانغ وينبين واشنطن من "اللعب بالنار"، واتهم بايدن "بالتلاعب بالألفاظ".

وقال وينبين: "تبذل الولايات المتحدة قصارى جهدها في التلاعب بالكلمات بشأن مبدأ الصين الواحدة. لكني أريد أن أذكرها بأنه لا توجد قوة بالعالم، بما في هي نفسها، يمكنها تجنيب الداعين لاستقلال تايوان الهزيمة".

وأضاف أن الولايات المتحدة أخلت بوعود قطعتها بشأن قضية تايوان وقوضت ودمرت مبدأ الصين الواحدة وحرضت سراً وعلناً ودعمت الأنشطة الانفصالية لتايوان، وإذا استمرت بالمسار الخطأ، فلن يؤدي ذلك إلى عواقب لا رجعة فيها بالعلاقات فحسب، بل وسيجعلها في النهاية تدفع ثمناً لا يطاق".

وأكد أن الصين لديها "الثقة الكاملة والقدرة والاستعداد لاحتواء الأنشطة الانفصالية الهادفة إلى استقلال تايوان بحزم ومنع التدخل الخارجي بحزم والدفاع بحزم عن السيادة الوطنية وسلامة الأراضي".

وخلص بالقول: "أنصح الولايات المتحدة بالاستماع إلى أغنية صينية قديمة مشهورة تقول إنه عندما يأتي صديق، يتم الترحيب به بنبيذ جيد، وعندما يأتي ابن آوى، يرحب به ببندقية الصيد".

خصوصية الهند

وأنهى بايدن حولته الآسيوية الأولى بلقاء ثنائي مع مودي. واكتفى البيان المشترك عقب الاجتماع بإعلان أن الجانبين ناقشا "ردود كل منهما إزاء الصراع في أوكرانيا وتداعياته".

وفي حين أعلن البيت الأبيض في بيان أن بايدن "دان الحرب الروسية، التي لا يمكن تبريرها، على أوكرانيا"، كتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية أريندام باجشي، في تغريدة، أن "المحادثات ناقشت سبل تعزيز التعاون في التجارة والاستثمار والتكنولوجيا والدفاع والعلاقات واختُتمت بنتائج ملموسة تضيف إلى عمق وزخم الشراكة الثنائية".

وأعلن البيت الأبيض أن الهند، صاحبة الخلافات الحادة مع الصين والعلاقات المتنامية مع روسيا، ستنضم كعضو منتسب إلى القوات العسكرية المشتركة المكونة من 34 دولة، في البحرين.

قادة «كواد» أعلنوا خطة لإنفاق 50 مليار دولار لمشاريع بنى تحتية واستثمارات في «المحيطين»
back to top