جو بايدن «يبارك» تخلّي اليابان عن حيادها السلمي

الصين: استراتيجية واشنطن لـ «المحيطين» ستفشل

نشر في 23-05-2022
آخر تحديث 23-05-2022 | 00:04
ناشطون يابانيون خلال تظاهرة مناهضة للولايات المتحدة في طوكيو (أ ف ب)
ناشطون يابانيون خلال تظاهرة مناهضة للولايات المتحدة في طوكيو (أ ف ب)
يصل الرئيس الأميركي جو بايدن إلى اليابان؛ المحطة الثانية بجولته الآسيوية الهادفة لمواجهة نفوذ الصين، في حين تمضي طوكيو في تخلّيها عن نهجها السلمي الذي اعتمدته بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، وهو ما يلقى على ما يبدو ترحيباً من واشنطن التي تبحث عن حلفاء إقليميين أقوياء في مواجهة بكين.
عززت زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن الآسيوية الأولى الهادفة لتعزيز التعاون ضمن جهود أوسع لمواجهة تنامي نفوذ بكين، وممارسة الضغط على موسكو، توجّه اليابان إلى التخلي عن خط التهدئة السلمي الذي انتهجته عقب الحرب العالمية الثانية، والتحول إلى سياسة الردع بسبب تصاعد التهديد الصيني والغزو الروسي لأوكرانيا.

ووفق شبكة سي إن إن، فإن أعضاء الحزب الحاكم في اليابان قدموا الشهر الماضي اقتراحاً برفع ميزانية الدفاع من 1 إلى 2 بالمئة، بما يتماشى مع أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) وتطوير قدرات الهجوم المضاد في خطوة تنذر بتغييرات كبيرة في الموقف السلمي لليابان، التي لا تستثمر فقط في الدفاع عنها، بل تستخدم الدبلوماسية لتقوية علاقاتها في المنطقة وخارجها.

وأشارت الشبكة الأميركية إلى أنه قبل اجتماع رئيس الوزراء فوميو كيشيدا مع الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم، توقّع الخبراء أن اليابان ستعيد تقييم مقاربتها للردع لتظهر كشريك موثوق به على المسرح العالمي، موضحة أن ثالث أكبر اقتصاد في العالم قبل أكثر من 10 سنوات طرحت فكرتها عن «قوس الحرية والازدهار»، الذي يمتد عبر المحيطين الهندي والهادي ويستقطب الولايات المتحدة وأستراليا.

وفي أواخر العام الماضي، أعلن كيشيدا أن حكومته تدرس خيارات لمنح اليابان القدرة على ضرب قواعد العدو، وأوضحت الشبكة أنه منذ ذلك الحين، تكثفت الدعوات من داخل الحزب الحاكم لتطوير قدرات الهجوم المضاد بالتنسيق مع الولايات المتحدة. ورأت أن هذه الخطوة ستؤدي إلى توسيع حدود الدستور السلمي، وستزيد من قدرة طوكيو على الرد على الهجمات المحمولة والغواصات.

آسيا الأوسع

وفي عام 2007، أخبر رئيس الوزراء آنذاك، شينزو آبي، المشرّعين الهنود أن «آسيا الأوسع» بدأت تتشكل، وناشد دلهي العمل مع طوكيو «لرعاية وإثراء هذه البحار».

وأوضحت الشبكة أن محاولات آبي كانت لتوحيد حلفاء المحيط الهادي، في وقت كانت الصين تتفوق على اليابان كثاني أكبر اقتصاد في العالم، لافتة إلى أنه قبل فترة طويلة، كانت تروج لمبادرة الحزام والطريق لتطوير طرق تجارية جديدة تربط الصين بالعالم.

ووفقا للشبكة، تؤكد الصين سيادتها على البحر الجنوبي البالغة مساحته 1.3 مليون ميل مربع تقريبًا، وقامت بتحويل العديد من الشّعاب المرجانية والحواجز الرملية بعيدًا عن شواطئها إلى جزر اصطناعية محصنة بشدة بالصواريخ والمدارج وأنظمة الأسلحة.

وقالت الشبكة «كان المراقبون قلقين من أن التوسع الصيني قد يسمح لبكين في نهاية المطاف بالسيطرة على الممرات المائية بالبحر، مما يهدد التدفق الحر للتجارة».

دور أقوى

وقالت الشبكة إن المحللين يقولون الآن إن الولايات المتحدة تتوقع أن تقوم اليابان بدور قيادي أقوى في المنطقة، وهي تعلم أن هذا يعني أنها بحاجة إلى تكثيف دفاعاتها.

ونقلت الشبكة عن الأستاذ في جامعة كيو خبير الأمن القومي، كين جيمبو، قوله «تدرك اليابان أنها إذا اعتمدت فقط على الولايات المتحدة، فلن يحافظ ذلك حقّا على الثقة السياسية بين الجانبين».

وقالت باسكال: «اليابان تريد أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها في معركة، يوجد في البلاد شريحة قوية جدّا من السكان الذين لا يريدون الاعتماد على القوى الخارجية من أجل أن يكونوا قادرين على اتخاذ قرارات لا تضرّ بسيادة اليابان».

بدوره، قال خبير العلاقات الدولية في جامعة تمبل، جيمس براون: «لا يزال الرأي العام الشعبي ينظر إلى اليابان على أنها دولة مسالمة، لا ينبغي أن يكون لديها القدرة على مهاجمة الآخرين، بل يجب أن يكون لديها فقط الوسائل الكافية للدفاع عن نفسها، لذا، فإن هذا القلق جعل الحكومة تتحرك بشكل أبطأ في هذا الشأن».

وتابع: «مع ذلك، يبدو أن الحرب في أوكرانيا تعمل على تغيير المواقف، إذ أظهر استطلاع حديث أجرته جامعة طوكيو أن 64 بالمئة من 3 آلاف شخص شملهم الاستطلاع يؤيدون تعزيز اليابان قدراتها الدفاعية، وهي أعلى نسبة منذ عام 2003».

مرحباً كيم

وبعد سلسلة اجتماعات على يومين مع نظيره الكوري الجنوبي يون سوك-يول، ناقشت توسيع التدريبات العسكرية وردع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، بدأ بايدن، أمس، زيارة لليابان تستمر 3 أيام يلتقي خلالها كيشيدا والامبراطور ناروهيتو، اليوم، وزعماء الهند وأستراليا، في قمة تحالف كواد الرباعي غداً لتأكيد الدور الأميركي القيادي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

ومن المقرر أن يطلق بايدن، اليوم، إطار العمل الاقتصادي للرخاء في منطقة المحيطين، وهو برنامج طال انتظاره يهدف إلى ربط دول المنطقة بشكل أوثق عبر معايير مشتركة في مجالات تشمل مرونة سلاسل الإمداد والطاقة النظيفة والبنية التحتية والتجارة الرقمية.

وقبل كشفه اليوم عن هذه المبادرة الرئيسية المتعددة الأطراف، بعث بايدن برسالة مقتضبة إلى كيم، قائلاً: «مرحباً نقطة على السطر»، مشدداً على أنه «لا يشعر بالقلق» من إجرائه تجارب نووية جديدة، ستكون الأولى منذ 5 سنوات.

وقبل مغادرته سيول، قال بايدن، الذي أكد أن آسيا هي ساحة معركة رئيسية في «المنافسة العالمية بين الديموقراطيات والأنظمة الاستبدادية»: «نحن مستعدون لأي شيء تفعله كوريا الشمالية، وقمنا بدراسة كيفية الرد أيا ما كان، ولذلك فأنا لا لست قلقا».

من ناحيته، أعلن وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، أن الاستراتيجية الأميركية الخاصة بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ «محكوم عليها بالفشل».

وقال وانغ يي خلال لقاء نظيره الباكستاني الجديد بيلاوال بوتو في غوانغتشو: «الحقائق ستثبت أن ما يعرف باستراتيجية الهندي- الهادئ، هي في الأساس استراتيجية لخلق الانقسامات».

آسيا ساحة معركة في المنافسة العالمية بين الديموقراطيات والأنظمة الاستبدادية الرئيس الأميركي
back to top