إصابتان شائعتان في الكتف وكيفية تفاديهما

نشر في 24-04-2022
آخر تحديث 24-04-2022 | 00:00
يسهل أن نتعرّض جميعاً لإصابة في الكتف بعد عمر الخمسين. بحلول هذه المرحلة، تضعف عضلات وأوتار الكتف، ويُستنزَف الغضروف، وتبدأ العظام بخسارة كثافتها. وقد يتعرّض كبار السن لنوعَين شائعَين من إصابات الكتف.

إصابة الكفّة المدورة

تشير الكفة المدورة إلى مجموعة عضلات وأوتار تضمن ثبات الكتف، وتُسهّل تحريك الذراع. وتكون هذه المنطقة معرّضة للالتهاب أو التمزق.

غالباً ما تظهر هذه الإصابة أثناء حمل غرض ثقيل فوق الكتف، كما يحصل مثلاً عند وضع الأمتعة في حجرة فوق الرأس على متن الطائرة، أو عند تمديد الذراعين لإزالة أغصان الأشجار. يقول جراح كتف في مستشفى ماساتشوستس العام التابع لجامعة هارفارد د. إيفان أودونيل،: "نحن نتكل كثيراً على الكفة المدورة لتعزيز الحركة والقوة، لكن هذه العضلات تكون صغيرة جداً وغير قوية بما يكفي، لذا قد تتمزق بسهولة عند الضغط عليها أكثر من اللزوم".

وتبرز أسباب أخرى لإصابة الكفّة المدورة، منها التعرّض لحادث سقوط قوي، أو ظهور مناطق عظمية غير طبيعية قد تزيد الضغط على الأوتار أثناء تحريك الكتف.

عند التعرّض لهذه الإصابة، ويبقى نطاق الحركة سليماً، لكنك تشعر بالألم في الجهة الخارجية من الساعد، لا سيما أثناء رفع الذراع فوق الرأس.

وغالباً ما يتفاقم ألم الكفة المدورة خلال الليل، لأن الجسم يطلق عناصر كيماوية التهابية أثناء النوم، أو ربما يتعلّق السبب بالنوم على الكتف وعدم إيجاد أي وضعية مريحة.

ويقضي العلاج في هذه الحالة بحقن نوع من الستيرويدات القشرية (دواء مضاد للالتهاب) في الكتف، أو يمكن الخضوع للعلاج الفيزيائي لتمطيط الكتف وتقوية عضلاتها وأوتارها. إذا لم تكن هذه العلاجات كافية للسيطرة على الألم، ويمكن استبدال الكتف أو أخذ أوتار من الظهر لبناء كفّة مدورة جديدة.

تمرين لتمطيط الكتف

قف باستقامة وافتح قدمَيك بِعَرض وركَيك، وضع يديك على جنبك. ضع الجهة الخلفية من يدك اليمنى على خصرك ووجّه أصابعك نحو الأعلى. حرّك يدك اليمنى ببطء نحو أعلى نقطة ممكنة من ظهرك، ومدّدها إلى أن تشعر بتشنّج خفيف. حافظ على هذه الوضعية بين 10 و20 ثانية، ثم كرّر التمرين باليد الأخرى.

كسور الكتف

تكون عظام الكتف (لا سيما عظم الساعد والترقوة) من أكثر العظام المعرّضة للكسور بعد حوادث السقوط. وقد تُسبب هذه الكسور الألم والتورّم والكدمات أو تظهر نتوءات في موقع الكسور، حتى أنك قد تجد صعوبة في تحريك ذراعك أو تسمع صوت طقطقة أثناء تحريكها.

يمكن التحكم بعدد كبير من كسور الكتف من دون الخضوع لأيّ جراحة. ضع ذراعك في حمّالة كتف مثلاً، أو اخضع لجلسة من العلاج الفيزيائي لتمطيط كتفك وتقويتها. إنها مقاربة واعدة. يُفترض أن يتلاشى ألم الكتف ويتحسّن نطاق الحركة خلال مدة تتراوح بين 3 و6 أشهر.

إذا أصبتَ بكسر معقّد (ما يعني أن ينكسر العظم في نقاط متعددة ويتضرر النسيج حوله)، قد تحتاج إلى جراحة لإصلاح الكسر أو استبدال الكتف. إنها جراحة كبيرة، وهي تتطلب علاجاً فيزيائياً في المرحلة اللاحقة، لكن تكون نتيجتها جيدة أو ممتازة بشكل عام. يسترجع معظم الناس نطاق حركتهم الطبيعي ويتخلصون من الألم.

خطوات فاعلة

وللاحتماء من إصابات الكتف، تقضي أفضل طريقة بالحفاظ على سلامة المفاصل وقوتها ومرونتها. هذه المقاربة نفسها تسمح بتخفيف حوادث السقوط أو مخاطر الكسور.

نشاطات رفع الأوزان: يمكنك أن تقوّي عظامك وعضلات كتفَيك عبر حمل أوزان صغيرة أو ممارسة تمارين وزن الجسم، مثل وضعية اللوح الخشبي أو نسخ معدّلة من حركة الرفع نحو الأعلى (Push-up).

حركات التمطط: يمكنك أن تطيل عضلاتك وتزيد مرونتها وتسرّع ردة فعلك حين تخسر توازنك، عبر الالتزام ببرنامج تمطط يومي يشمل تمارين تحمية (المشي في مكانك طوال دقيقتَين). تصبح عضلات وأوتار الكتف أقل عُرضة للتمزق خلال النشاطات إذا حافظت على مرونتها.

تحسين التوازن: تتطلب تمارين مثل التاي تشي واليوغا حركات بطيئة ومُركّزة لتحدي توازن الجسم وتحسينه، مما يسهم في تخفيض احتمال السقوط. قد تسمح هذه الممارسات أيضاً بتقوية عضلات الكتف وتمطيطها.

الحمية الغذائية الصحية: حين تختار حمية غنية بالخضراوات والفاكهة الملونة، والبقوليات، والمكسرات، والبذور، وبعض الدواجن والأسماك ومشتقات الحليب (مثل الألبان)، ستحصل على معظم الفيتامينات والمعادن والمغذيات التي تحتاج إليها للحفاظ على سلامة جسمك، بما في ذلك عضلات الكتف وعظامها.

الكالسيوم والفيتامين D والبروتينات: تُعتبر هذه المغذيات البالغة الأهمية للحفاظ على صحة العظام. وفق توصيات "الأكاديمية الوطنية للطب"، تحتاج المرأة بعد عمر الخمسين إلى 1200 ملغ من الكالسيوم يومياً، وتتراوح الكمية التي يحتاج إليها الرجل بين ألف و1200 ملغ. ويحتاج الراشدون بعد عمر الخمسين إلى 600 أو 800 وحدة دولية من الفيتامين D يومياً. لاحتساب كمية البروتينات التي تحتاج إليها كل يوم، اضرب وزنك بوحدة الباوند برقم 0.36.

نشاطات إضافية

قد تساعدك الخطوات التالية على حماية كتفَيك أيضاً:

تمطط بالشكل المناسب قبل نشاطاتك: خصّص بضع دقائق للتمطط قبل النشاطات التي تتطلب قوة معيّنة على مستوى الكتفين، مثل رفع سلة الغسيل الثقيلة أو تعليق الستائر. تحرّك في مكانك طوال دقيقتين لضخّ الدم في أنحاء جسمك، ثم ضع يدك اليسرى على طرف جدار وحرّك جسمك نحو اليمين إلى أن تشعر بتشنّج بسيط تحت الإبط. ثم جرّب التمرين نفسه مع الجهة الأخرى من الجسم. ضع يدك اليسرى على نقطة منخفضة من الجدار، بعلو كتفك تقريباً، وحرّك جسمك نحو اليمين إلى أن تشعر بتمطط في الجهة الأمامية من كتفك، ثم كرر التمرين نفسه مع الجهة الأخرى من الجسم.

تمرين بسيط لتقوية الكتف: ضع مرفقك الأيمن على خصرك ومدّد ساعدك نحو الأمام، وكأنك تريد مصافحة شخص آخر. ابدأ بأرجحة يدك باتجاه بطنك ثم نحو اليمين بقدر ما تستطيع، ثم أعد يدك إلى بطنك ووجّهها نحو اليمين مجدداً. أبقِ مرفقك على مستوى خصرك طوال الوقت. كرّر هذه الحركة 10 مرات، ثم بدّل الذراع التي تُشغّلها. سيتعب كتفك سريعاً، لكن يضمن هذا التمرين تقوية عضلات الكفّة المدورة.

خفّف مصادر الخطر في المنزل: يمكنك أن تتجنب حوادث السقوط عبر التخلص من الأغراض المبعثرة على الأرض أو إزالة السجاد الفضفاض. احرص أيضاً على إضاءة الأروقة بدرجة كافية، وأضف حواجز للتمسك بها أثناء التنقل، وضع رقعاً على أرض الحمّام الزلقة، وأصلح عتبات السلالم المكسورة، وانتعل حذاءً غير زلق على الأرضيات الصلبة.

لا تحمل أغراضاً ثقيلة فوق رأسك: أبقِ هذه الأغراض على مستوى خصرك أو تحته إذا أمكن. احضنها بإحكام واتكل على ساقيك لتحمّل وزنها، وقف باستقامة لتخفيف مستوى إجهادك. يسهل أن تتمزق الكفة المدورة عند إبعاد الأغراض الثقيلة عن جسمك ورفعها فوق رأسك.

من أسباب الإصابة بالكفة المدورة التعرّض لحادث سقوط قوي أو ظهور مناطق عظمية غير طبيعية
back to top