لماذا نقع في الحب... كم عدد حواسّنا؟

نشر في 10-04-2022
آخر تحديث 10-04-2022 | 15:58
لماذا-نقع في الحب
لماذا-نقع في الحب
في أبسط مستوى له، يتعلق الحب بالبقاء بالنسبة الى الفرد والأنواع Species البشر متعاونون جدا. فنحن علينا أن نتعاون من أجل البقاء واكتساب المعرفة وتربية ذريتنا التي تعتمد اعتمادا كبيرا علينا، لكن التعاون ليس بالأمر السهل.

في عالم مثالي، كنا سنعيش سعداء في عزلة عن الآخرين، وسنفعل ما نرغب فيه عندما نرغب من دون أن نضطر الى مراعاة احتياجات الآخرين أو ما يمثلونه من تهديد لنا.

تعني الحياة الاجتماعية أنه يتعين علينا التنافس على الموارد وتنسيق حركاتنا والعيش ضمن تسلسل هرمي، والحذر من أولئك الذين قد يكذبون ويخدعون ويسرقون. إذن ما الذي جاء به التطور لضمان أن نبدا هذه العلاقات الحاسمة للبقاء ثم نستثمر فيها، على الرغم من تكلفتها العالية؟ إنه الحب.

الحب هو الدواء

تطور الحب ليرشونا كي نبدأ تلك العلاقات ونحافظ عليها مع من نحب ومع الأطفال والعائلة والأصدقاء، وهي علاقات نحتاج اليها ببساطة للبقاء على قيد الحياة وتأمين انتقال جيناتنا واستدامتها. تأتي هذه الرشوة البيولوجية على شكل مجموعة من 4 مواد كيميائية عصبية ترتكز عليها الجاذبية والحب: الأوكسيتوسين Oxytocin والدوبامين Dopamine والسيروتونين Serotonin وبيتا- أندورفين Beta-endorphin.

يعد الأوكسيتوسين مهما في اثناء الانجذاب، لأنه يقلل من مثبطاتك التي قد تحول دون البدء في علاقات جديدة من خلال تهدئة اللوزة Amygdala مركز الخوف في الدماغ، مما يعني أنك واثق عند الاقتراب من أحد معارفك الجدد.

كم عدد حواسّنا؟

هل هناك شيء مثل الإحساس بالتوقيت؟ ماذا عن الإحساس بالاتجاه؟ تتعمق د. ليزا فلدمان باريت DR LISA FELDMAN BARRETT في الطرق الطرق المختلفة التي يمكننا من خلالها إدراك العالم وتتجاوز البصر والصوت واللمس والذوق والشم.

على افتراض أنك تساوي الحواس مع مستقبلاتها Receptors، مثل شبكية العين في عينيك والقوقعة في أذنيك، فإن الاجابة التقليدية عن هذا السؤال أنها خمس: البصر والسمع واللمس والشم والتذوق. ويطلق عليها اسم "الحواس الخارجية" Exteroceptive، لأنها تنقل الينا معلومات عن العالم الخارجي، لكن جسمك يحتوي أيضا على مستقبلات الأحداث التي تحدث بداخلك، مثل ضربات القلب، وتوسّع الرئتين، وقرقرة المعدة، وعديد من الحركات الأخرى التي لا تشعر بوجودها. يجري تجميعها معا تقليديا بصفتها حاسة أخرى تسمى الحاسة الداخلية Interoception.

6... 7... 8

لكن الإجابة الصحيحة عن هذا السؤال أكثر تعقيدا، كما أنها مثيرة للاهتمام. فمن جهة يحوي جسمك مستقبلات لنقل أنواع أخرى من المعلومات، مثل درجة الحرارة، ولا نعتبرها عادة حواسا. أيضا يجري استخدام بعض مستقبلاتك لأكثر من حاسة واحدة.

شبكية العين، على سبيل المثال، هي بوابة لموجة الضوء التي تحتاج اليها لتبصر، لكن بعض خلايا الشبكية تعلم الدماغ أيضا إذا كان الوقت نهارا أو ليلا "حاسة النهار/ الليل Day Night sense غير المسماة هي الأساس للتواتر اليوميCircadian rhythms أو إيقاعات الساعة البيولوجية التي تؤثر في التمثيل الغذائي ودورة النوم والاستيقاظ.

حتى الحواس التي تبدو أساسية، مثل البصر، مرتبطة ارتباطا وثيقا بالحواس الأخرى التي تبدو منفصلة. على سبيل المثال اتضح أن ما تراه وكيف تراه مرتبط بتتبع دماغك لنبضات قلبك، وهو جزء من الحاسة الداخلية. في اللحظات التي ينقبض فيها قلبك ويدفع الدم الى الشرايين، يأخذ دماغك معلومات بصرية أقل من العالم.

يولّد دماغك أيضا حواس لديك مستقبلات لها. ومن الأمثلة على ذلك النكهة التي يبنيها الدماغ من بيانات الذوق (التذوق) والشمّ (الرائحة) والرطوبة التي يحصل عليها من اللمس ودرجة الحرارة.

في الواقع، يولّد دماغك كل ما تراه وتسمعه وتشمّه وتتذوقه وتشعر به باستخدام أكثر من مجرد بيانات الحواس من مستقبلات الجسم.

موجات الضوء، على سبيل المثال، لا تدخل ببساطة عينيك وتنتقل الى عقلك كإشارات كهربائية، ثم تری. يتنبأ دماغك بالفعل بما قد تراه قبل أن تراه، بناء على تجربة سابقة وحالة جسمك ووضعك الحالي. فهو يجمع بين تنبؤاته وبيانات الحواس الواردة من شبكية عينك لبناء تجربتك المرئية للعالم من حولك.

وبالمثل عندما تضع أصابعك على معصمك لتشعر بنبضك، فإنك تشعر في الواقع بإحساس بني على أساس تنبؤات عقلك وبيانات الحواس الفعلية. فأنت لا تشعر بالأحاسيس من خلال أعضاء الحواس، بل تختبرها من خلال دماغك.

المصدر: مجلة مدار سلسلة مقالات تنشر بالتنسيق مع التقدم العلمي للنشر. تابع قراءة الموضوع عبر الموقع الإلكتروني: www.aspdkw.com

آنا ماكين

حاسة النهار أو الليل غير المسماة هي الأساس للتواتر اليومي أو إيقاعات الساعة البيولوجية التي تؤثر في التمثيل الغذائي ودورة النوم والاستيقاظ
back to top