هل يتعثّر بوتين؟

نشر في 07-04-2022
آخر تحديث 07-04-2022 | 00:00
 بوليتيكو شكّك البيت الأبيض قبل أيام في تعهد روسيا بتخفيف حدة العنف في أوكرانيا تمهيداً لإجراء محادثات سلام محتملة، فقد اعتبر المسؤولون الحكوميون أن الكرملين يغيّر وجهة الغزو بكل بساطة بدل أن ينهيه.

بدا وكأن المفاوضات الحاصلة في إسطنبول بين المسؤولين الروس والأوكرانيين بدأت تحرز التقدم تمهيداً لإجراء لقاء محتمل بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفي ما يخص النقاش المباشر بين بوتين والرئيس الأميركي جو بايدن، أصرّ المسؤولون في البيت الأبيض على ضرورة أن تتخذ موسكو خطوات أكثر إقناعاً لتقليص مظاهر الحرب قبل حصول أي محادثات مماثلة.

يظن بعض المحللين أن تنظيم قمة أو محادثة بين بايدن وبوتين قد يكون ضرورياً لإنهاء الحرب، لكن لا يبدي البيت الأبيض بعد استعداده لإطلاق أي مفاوضات مباشرة، بل يفضّل المسؤولون في فريق بايدن تكليف قادة آخرين، من أمثال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالتحاور مع الزعيم الروسي ونقل الرسائل اللازمة إليه، وتكلم ماكرون وبوتين يوم الثلاثاء بعد تواصل بايدن وماكرون في إطار مكالمة أوسع نطاقاً.

يقول المسؤولون إن المكالمة المنتظرة بين بايدن وبوتين لن تحصل إلا إذا أثبتت روسيا أولاً استعدادها لتقليص الأعمال العدائية بطريقة ملموسة، فقد عرض البيت الأبيض إجراء محادثة من هذا النوع قبل بدء الغزو، لكنه عاد وألغاها بعد توغل القوات الروسية في أوكرانيا، وأوضح المسؤولون يوم الثلاثاء أن أي مكالمة رئاسية تحمل ثقلاً دبلوماسياً كبيراً، لذا يُفترض أن تكون هذه المحاولة آخر خطوة يمكن اتخاذها، فهم لا يريدون عقد قمة مماثلة ثم يتابع بوتين تكثيف أعمال العنف في المرحلة اللاحقة.

لم تتبقَ خيارات كثيرة أمام بايدن وحلفائه نظراً إلى قدرة بوتين على تحمّل الضغوط الدولية والعقوبات الاقتصادية الثقيلة التي يتعرّض لها بلده، فقد أسفرت الحرب حتى هذه اللحظة عن مقتل الآلاف، ودمّرت مدناً كاملة، وأجبرت ملايين الأوكرانيين على النزوح، ومع ذلك يُصِرّ بايدن على عدم استعداده للمجازفة بخوض مواجهة مباشرة مع روسيا لأن هذه الخطوة قد تطلق حرباً عالمية ثالثة.

يفترض المسؤولون الأميركيون أن نزعة الروس إلى المشاركة في محادثات سلام هي مجرّد مناورة لكسب الوقت وإعادة تزويد القوات الروسية المحاصرة بالإمدادات، كذلك، قد يكون ابتعاد الروس عن كييف، ولو مؤقتاً، محاولة لحفظ ماء الوجه والتستر على الخسائر الهائلة التي تكبّدتها قوات بوتين، لقد أخطات موسكو في تقدير قوة المقاومة الأوكرانية (وقوتها الخاصة) بشكلٍ فاضح وخسرت نتيجةً لذلك عدداً ضخماً من الجنود والمعدات.

لكن حذّر المسؤولون الأميركيون من المبالغة في التفاؤل في ظل تباطؤ الغزو الروسي، فدعا بايدن، خلال مكالمة صباحية يوم الثلاثاء الماضي، قادة فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا إلى متابعة الضغط على موسكو وإرسال المزيد من الأسلحة والمعدات إلى أوكرانيا.

بعد عودة بايدن من رحلته الأوروبية التي كانت تهدف إلى حشد الحلفاء، صعّد الرئيس الأميركي خطابه ضد روسيا فرفض التراجع عن موقفه الارتجالي المرتبط بضرورة أن يتنحى بوتين من السلطة، مع أنه أصرّ على وضع هذا الموقف في خانة الحُكم الأخلاقي ولم يربطه برغبته في تغيير النظام الروسي.

عبّر المسؤولون الأوكرانيون يوم الثلاثاء عن استعدادهم للتفاوض حول مكانة شبه جزيرة القرم عبر محادثات تمتد على 15 سنة، ويظن بعض المحللين العسكريين أن بوتين قد يسحب قريباً جزءاً من القوات الميدانية من نقاط الصراع الساخنة ويكتفي بتنفيذ حملة قصف مطولة لتدمير المدن الأوكرانية.

لكن تبقى هذه الحملة، رغم الدمار الذي تُسببه في أوكرانيا، بعيدة كل البعد عن اقتناع موسكو الأولي بقدرتها على احتلال كييف خلال أيام.

يقول جيفري إدموندز، مدير الملف الروسي في مجلس الأمن القومي في عهد أوباما: «ما يحصل مختلف بالكامل عن أهداف بوتين الأولية من الحرب. إنها هزيمة كبيرة لأهداف بوتين المتطرفة، تحاول القيادة الروسية بكل بساطة إنقاذ نفسها من إخفاق عسكري كبير».

* جوناثان ليماير، ألكسندر وارد

back to top