محاولة تشخيص لعلل دون نهاية

نشر في 11-01-2022
آخر تحديث 11-01-2022 | 00:18
 حسن العيسى بعيداً عن الغزوات الدونكيشوتية بين أعضاء المجلس بعضهم مع بعض ومع حكومة الهون أبرك ما يكون، كتب عز الدين فشري مقالاً مهماً في "واشنطن بوست" في أغسطس الماضي تُرجم للعربية، بعنوان "انتصار حركة طالبان يكشف حقائق مهمة عن الشرق الأوسط"، ويمكن بقليل من الفكر أن نقول إن ما كتبه الفشري غير مقيد بالعالم العربي المنكود فقط، وإنما له انعكاساته علينا تحديداً هنا بالخليج وبالكويت، ويلقي الضوء على فشل القوى التقدمية في تحقيق أي إنجاز يذكر لتحقيق الدولة الديموقراطية الليبرالية، وهو الشكل الوحيد لدولة الحريات والتقدم والعدالة الاجتماعية.

يذكر الكاتب عز الدين عدة نقاط منها:

1) إن أنصار الديموقراطية الليبرالية من أمثالي فشلوا في بناء قواعدهم في ظل النظم الاستبدادية بمصر وتركيا وإيران في فترة ما قبل الثمانينيات، وفشلوا في قيادة انتفاضات شعبية واستغلال الفرص عام 2011 (أيام الربيع العربي)، وفي أفغانستان والعراق هم (الليبراليون) فشلوا في تقوية مركزهم السياسي رغم "جهود بناء الدولة التي قامت بها الولايات المتحدة والدول الغربية، كان هناك فساد وسوء إدارة وتدخل أجنبي لعبت أدواراً رئيسية".

2) عودة طالبان للحكم سدت المنافذ التي فتحتها أحداث 11 سبتمبر 2001 (تفجير مبنى التجارة... إلخ) لاستئصال التطرف الإسلامي من خلال إحداث تحولات هيكلية داخلية في دول الشرق الأوسط، ومن غير الوارد في الوقت ذاته "أن تقدم حكومة أجنبية الآن على تعريض علاقاتها بالمستبدين (حكام الأنظمة الشرق أوسطية) للخطر من أجل حثهم على إدخال الديموقراطية.

3) إن الفروق بين الإسلاميين مثل الإخوان ومن معهم هي فروق دقيقة سرعان ما تزول، حين هلل الإخوان "المعتدلون" لانتصار "طالبان"، وهذا رد لمن يقول لماذا تضعون الإسلاميين في سلة واحدة، ولا تفرقون بين المعتدل والمتطرف، فكلهم صفقوا لانتصار "طالبان"، واحتفوا به باعتبارها حركة تحرر وطني!

ويمضي الكاتب للكلام عن التحديث وفشله في دولنا وتجاربه في قلع المستبدين العسكريين وإحلال مستبدين إسلاميين مكانهم (سودان النميري والبشير والجمهورية الإسلامية) وأصبح حال المنطقة كالمستجير من الرمضاء بالنار، وأثر تقلص الدور الأميركي بالمنطقة، ويذكر في النهاية "باختصار، كل تداعيات انتصار طالبان على المنطقة سيئة... فلم يكن الشرق الأوسط منطقة مستقرة ناجحة قبل 2001، وهي ليست في وضع أفضل اليوم بعد عقدين من الغليان والآمال المحطمة...".

هل كل ما ذكره الكاتب صحيح تماماً؟ وما علاقة ما ذكره مع رؤية صموئيل هنتتغتون في كتابه المرجعي "النظام السياسي في مجتمعات متغيرة"؟ وما علاقة كل ذلك ببلد مثل الكويت الذي يراوح في مكانه، لا، بل يتراجع بقفزات كبيرة للخلف مع هذه السلطة الحائرة المترددة...؟ ولهذا مقال آخر.

حسن العيسى

back to top