إيران تعبر «العتبة النووية»: قادرون على صنع «القنبلة» خلال أيام

اختبرت أجهزة حديثة وخصَّبت كميات قليلة من اليورانيوم بنسبة تتخطى 90%
• إسرائيل تدعو لوقف مفاوضات فيينا فوراً وتستعد لتوجيه ضربة «لا مفر منها»
• خامنئي طلب من صالحي تجاوز «الخط الأحمر» قبل المفاوضات لامتلاك ورقة ضغط

نشر في 03-12-2021
آخر تحديث 03-12-2021 | 00:10
وزير الخارجية النمساوي مايكل لينهارت يستقبل كبير المفاوضين الإيراني علي باقري ، بمناسبة إحياء المحادثات النووية مع إيران
وزير الخارجية النمساوي مايكل لينهارت يستقبل كبير المفاوضين الإيراني علي باقري ، بمناسبة إحياء المحادثات النووية مع إيران
وسط مخاوف دولية من إمكانية فشل مفاوضات فيينا، كشف مصدر رفيع المستوى في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أن برنامج بلاده النووي عبَر خط اللاعودة فيما يخص تصنيع سلاح نووي، وأن العلماء الإيرانيين اجتازوا ما يسمى «العتبة النووية» وقاموا بتخصيب كمية صغيرة من اليورانيوم في منشأة فوردو النووية، بنسبة تفوق الـ 90% الضرورية للاستخدام العسكري.

وبينما دعت إسرائيل إلى وقف مفاوضات فيينا غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة عبر مجموعة 4+1 الدولية فوراً، رداً على الخطوة الإيرانية في فوردو، ملوحة بأنه قد لا يكون هناك مفر من توجيه ضربة عسكرية لإيران، كشف المصدر الإيراني أن تصريحات المتحدث باسم المنظمة الإيرانية بهروز كمالوند، عشية استئناف مفاوضات فيينا، التي قال فيها إن طهران تملك منذ مدة طويلة تقنيات تصنيع سلاح نووي، كانت بإيعاز من المرشد الأعلى علي خامنئي شخصياً، لتأكيد هذا الأمر قبل الجلوس على الطاولة في العاصمة النمساوية.

وبحسب المصدر، فإن خامنئي طلب من الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية علي أكبر صالحي، عند انتهاء الجولة السادسة من مفاوضات فيينا قبل 5 أشهر، العمل بأقصى قدرة لتجاوز «الخط الأحمر»، وأن يصبح لدى البلاد القدرة الكاملة عملياً لصناعة القنبلة النووية، والتوقف عند تلك النقطة؛ لتكون ورقة ضغط في المفاوضات المقبلة.

اقرأ أيضا

وقال المصدر إن الرئيس الجديد لـ «الذرية الإيرانية» أرسل منذ نحو شهر تقريراً لخامنئي يفيد بأن كل شيء بات جاهزاً، وأن تصنيع سلاح نووي يحتاج فقط إلى قرار سياسي، بعد أن قامت إيران بتصنيع عشرات أجهزة الطرد المركزي الحديثة من نوع IR-9 وتركيبها وتجربتها بنجاح، وكذلك تصنيع جهاز طرد مركزي معدل من IR-9 تمت تسميته IR-9M.

وأكد أن طهران تمكنت بالفعل من إنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة تتجاوز 60%، وخصَّبت غرامات قليلة من اليورانيوم إلى نسبة بين 90 و99.6%، وقامت بأكسدتها لئلا تكتشفها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مضيفاً أنه بعد منع طهران من إخراج اليورانيوم والماء الثقيل بموجب عقوبات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، أصبحت لدى البلاد كميات كبيرة كافية لتصنيع اليورانيوم المعدني واليورانيوم المخصب بنسب تتخطى 90%، وهي النسبة التي تتطلبها الأنشطة العسكرية، خلال أيام فقط.

وتأتي هذه المعلومات بعد أن حذّر دبلوماسيون أوروبيون مشاركون في مفاوضات فيينا من أن تخصيب طهران لليورانيوم بنسبة 90% يعني عملياً نسف المفاوضات.

وفي حين أعلنت طهران أنها قدمت مسودتين حول العقوبات الأميركية والالتزامات النووية الإيرانية، علمت «الجريدة» أن الوفد الإيراني المفاوض رفض فعلياً، رغم محاولات كبير المفاوضين علي باقري كني تلطيف الرد، مقترحاً أميركياً لرفع 70% من العقوبات، التي كان تم التوصل إليها في جولات التفاوض السابقة، بشكل فوري، مقابل عودة إيران لتنفيذ تعهداتها في الاتفاق النووي بشكل كامل، والسماح لمفتشي المنظمة الدولية للطاقة الذرية بتطبيق البروتوكول الإضافي لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، واستمرار المفاوضات مستقبلاً على رفع أو تعليق باقي العقوبات.

وحسب المصدر، فإن خبراء الوفد الإيراني جادلوا بشأن عقوبات رئيسية تغطي على أخرى ثانوية، وعملياً فإن عدم رفع هذه العقوبات يعني أن جزءاً كبيراً من العقوبات التي سترفع بموجب الاقتراح الأميركي (70% من العقوبات) سيكون رفعها وهمياً فقط. ومن بين هذه العقوبات تلك المفروضة على المصرف المركزي الإيراني والمصارف الإيرانية، لأسباب غير نووية مثل التورط في البرنامج الصاروخي أو في أنشطة إقليمية مزعزعة للاستقرار أو دعم الإرهاب.

بدوره، يبدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم، جولة خليجية تشمل قطر والإمارات والسعودية يبحث خلالها ملف إيران، في حين دعا رئيس وزراء إسرائيل نفتالي بينيت، خلال اتصال مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إلى وقف المفاوضات فوراً مع إيران. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إنه «قد لا يكون هناك مفر من ضرب إيران، ونحن نستعد لهذا الاحتمال، وقد صادقت اللجنة الوزارية للتسلح على شراء أسلحة وذخائر».

back to top