«فيينا 7» تنطلق بتوقعات منخفضة: «اتفاق مؤقت» أو استنزاف

بينيت يتخوف من رفع العقوبات عن إيران مقابل قيود غير كافية على برنامجها النووي

نشر في 29-11-2021
آخر تحديث 29-11-2021 | 00:00
صورة نشرتها البحرية الأميركية أمس لإجلاء الصيادين الإيرانيين في خليج عمان (أ ف ب)
صورة نشرتها البحرية الأميركية أمس لإجلاء الصيادين الإيرانيين في خليج عمان (أ ف ب)
وسط ضغوط اقتصادية يواجهها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وأخرى سياسية يواجهها نظيره الأميركي جو بايدن، تُستأنف اليوم مفاوضات فيينا، في محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي.
ووسط توقعات منخفضة بإمكانية التوصل إلى اتفاق شامل، يبرز خياران؛ إما اتفاق مؤقت يُكسب إدارتَي بايدن ورئيسي مزيداً من الوقت، أو استنزاف في المفاوضات قد يتطلب زيادة منسوب التوتر من الطرفين.
في ظل توقعات منخفضة بالتوصل الى اتفاق شامل يتضمن شروط إحياء الاتفاق النووي الموقّع بين ايران والقوى الكبرى عام 2015، من المقرر أن تنطلق اليوم الجولة السابعة من مفاوضات فيينا.

واجتمع كبير المفاوضين النوويين الإيراني، علي باقري كني، الذي سيكون تحت الأضواء وستجرى مقارنته بوزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف، أمس، مع الوفدين الصيني والروسي، ومنسق الاتحاد الأوروبي ورئيس اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي إنريكي مورا.

وسيعقد اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي اليوم، بين إيران ومجموعة 1+4 (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين)، وينتظر أن تشارك الولايات المتحدة في المفاوضات بشكل غير مباشر، وهو الأمر الذي انتقده المبعوث الأميركي الخاص بإيران، روبرت مالي، الذي قال إنه سيكون منتظراً في غرفة بالفندق للاستماع الى تقرير "من الذين توافق إيران على الاجتماع بهم".

وكتب مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية، ميخائيل أولياونف، في تغريدة، "انطلقت أولى المشاورات الثنائية غير الرسمية، استعداداً لاستئناف المفاوضات رسميا اليوم لاستعادة خطة العمل الشاملة المشتركة"، لافتا إلى أن "التوصل إلى اتفاق ما زال يتطلب جهودا كبيرة".

ضغوط واشنطن

واستبق روبرت مالي جولة المفاوضات بالتلويح بممارسة الولايات المتحدة وشركائها ضغوطاً على إيران إذا استغلت المحادثات ذريعة لتسريع برنامجها النووي.

إذا ارتأت الولايات المتحدة فور استئناف المحادثات أن هدف إيران الوحيد هو شراء الوقت، فلن تقف "مكتوفة الأيدي"، وفق مالي.

وقال: "سيتعيّن علينا النظر في خطوات أخرى دبلوماسية أو غير ذلك، لمحاولة التعامل مع طموحات إيران النووية".

وتشمل الخيارات الدبلوماسية المطروحة إبرام اتفاق مؤقت يثير قلق أصدقاء واشنطن بالمنطقة، بينما لم يحدد البيت الأبيض ماهية الخيارات غير الدبلوماسية، لكنّه ألمح بوضوح إلى احتمال القيام بتحرّك عسكري.

إلا أن الدبلوماسي الأميركي السابق، دينيس روس، قال في مقال إن الإشارة "الروتينية" إلى "خيارات أخرى" لم تعد كافية، إذ إن طهران "لم تعد تأخذ واشنطن على محمل الجد".

قلق إسرائيل

وفي رسالة عاجلة إلى بايدن، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، أمس، عن قلقه من تمكّن إيران من الحصول بسهولة على تخفيف للعقوبات دون تقييد كاف لمشروعاتها النووية، التي يحتمل أنها تحتوي على قدرات صنع قنابل.

وقال بينيت: "إسرائيل قلقة للغاية من الاستعداد لرفع العقوبات والسماح بتدفق مليارات الدولارات على إيران مقابل قيود غير مُرضية على الصعيد النووي، وهذه رسالة ننقلها بكل السبل؛ سواء للأميركيين أو للدول الأخرى التي تتفاوض مع إيران".

وعارضت إسرائيل الاتفاق الأصلي ووصفته بأنه محدود النطاق والمدة. وهددت منذ فترة طويلة بالقيام بعمل عسكري ضد إيران إذا لم تفلح المساعي الدبلوماسية في منعها من امتلاك أسلحة نووية.

مفاوضات استنزافية

وفي إيران، أكد المتحدث باسم لجنة الأمن القومي، محمود مشكيني، أن البرلمان لن يسمح بالخضوع لمفاوضات نووية استنزافية، مهددا بالاستمرار بالاجراءات النووية التصعيدية في إطار "المبادرة الاستراتيجية لإلغاء الحظر" التي أقرها البرلمان الإيراني ردا على حملة الضغط القصوى التي كان يعتمدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

تدخّل خارجي

من جهته، اعتبر الرئيس إبراهيم رئيسي أن انسحاب الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي أثبت أن أهداف واشنطن تتعارض مع مصلحة المنطقة المتمثلة في التعاون المشترك بين جميع دولها، مؤكدا أن طهران تعطي الأولوية للتعاون مع دول الجوار ومستعدة للتعاون بكامل إمكاناتها معها".

وأكد رئيسي، خلال القمة الـ15 لمنظمة التعاون الاقتصادي (إيكو) في تركمانستان، "تبنيه نهجاً يستهدف تطوير التعاون مع دول الجوار والمنطقة، وأن البنى التحتية الاقتصادية والتجارية المناسبة لتطوير إيران وترقية التعاون الثنائي والإقليمي قائمة".

وشدد خلال لقاء مع نظيره التركي رجب طیب إردوغان، علی هامش القمة، علی تطویر مستوی الشراکة الثنائیة في المجالات کافة، معتبراً أن الجانبين لديهما القدرة على تقریب مستوی العلاقات الاقتصادية والسیاسیة إلی المستوی الاستراتیجي.

وقال: "تنمیة العلاقات الثنائیة بین طهران وأنقرة تصب في مصلحة الشعبین والسلام والاستقرار في المنطقة. ویجب حلحلة المشاکل والمعضلات الإقلیمیة عبر جهود دول المنطقة نفسها"، مشيراً إلی أهمیة إحلال السلام والاستقرار فی سوریة.

من جانبه، شدد إردوغان على أن تنمیة العلاقات مع إیران ضروریة، وبالإمكان تعزيزها خاصة في المجالات الاقتصادیة"، مؤكداً أنه "بإمکان إيران وروسیا وترکیا أن تحافظ علی أمن واستقرار المنطقة بالتعاون مع دول الجوار".

وحذّر رئيس الأركان اللواء محمد باقري أعداء الثورة والنظام الإسلامي ومن يريدون السوء لإيران من أي مغامرة أو خطأ في الحسابات لتبرير وجودهم في المنطقة، لاسيما في الخليج وبحر عمان.

من جهته، دعا رئيس البرلمان محمد قاليباف، في الذكرى الأولى لاستشهاد العالم النووي محسن فخري زاده وحلول يوم القوة البحرية، إلى العمل بقوة لتطوير مراكز الأبحاث النووية.

رئيسي لإردوغان: حل أزمات المنطقة دون تدخُّل خارجي
back to top