إيران تُطمئن الخليج... وتحذير لبايدن من اتفاق جزئي

● 4 دول تضغط على طهران بشأن «إسقاط الأوكرانية»
● قمع «انتفاضة الجفاف» بأصفهان

نشر في 26-11-2021
آخر تحديث 26-11-2021 | 00:05
تظاهرات حاشدة في شهركرد أمس الأول (إرنا)
تظاهرات حاشدة في شهركرد أمس الأول (إرنا)
أرسلت طهران كبير مفاوضيها النوويين في جولة خليجية، وسط تصاعد المؤشرات نحو اتجاه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى اتفاق نووي جزئي مع طهران في مفاوضات فيينا، وهو ما حذّرت منه إسرائيل، معتبرة أنه سيكون هدية مجانية لطهران.
وسط ترقّب لاستئناف مفاوضات فيينا النووية يوم الاثنين المقبل، تتصاعد التحذيرات من ذهاب إدارة الرئيس جو بايدن الى اتفاق جزئي مع إيران، بينما حاولت هذه الأخيرة طمأنة دول الخليج، بجولة لكبير المفاوضيين النوويين مساعد وزير خارجيتها، علي باقري كني، شملت حتى الآن الامارات والكويت.

وبينما لا يزال موقف دول الخليج التي طالبت بالمشاركة في المفاوضات، حذراً حيال المعلومات عن تجاه بايدن الى اتفاق غير مكتمل مع إيران، ولا يعالج هواجس دول المنطقة بشأن أنشطة طهران في المنطقة وبرنامجها الباليستي، خصوصاً الصواريخ الدقيقة والمسيّرات، عبّرت اسرائيل صراحة عن رفضها لهكذا اتفاق، حسب صحيفة وول ستريت جورنال.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤول إسرائيلي بارز، أمس، أن إسرائيل قلقة للغاية من تمهيد إدارة بايدن الأرضية لإبرام اتفاق بصيغة «أقل مقابل أقل»، محذراً من أن «مثل هذا الاتفاق سيجلب تأثيراً ضاراً، ولن يفيد أحداً سوى النظام الإيراني والرئيس المتشدد إبراهيم رئيسي المرتبط بالحرس الثوري، وسيمثل ذلك هدية ضخمة له».

وقال المسؤول الإسرائيلي: «صفقة بصيغة أقل مقابل أقل مع إيران ستزيد من قدراتها على التدخل في مختلف أنحاء المنطقة، وسيجعل الدول الغربية رهينة لتهديداتها المستمرة باستئناف إنتاج الوقود النووي، إضافة إلى شرعنة مخالفاتها لمعايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وإذ شدد المسؤول على أن مثل هذا الاتفاق سيقنع إيران ودول المنطقة بفعالية أسلوب «الابتزاز النووي»، استغرب مواصلة واشنطن للتواصل مع طهران رغم عرقلتها للمباحثات، واستهداف الفصائل الموالية لها قاعدة التنف الأميركية في سورية. وتابع: «يبدو أن الجانب الأميركي قد يمنح إيران صفقة مفيدة لها».

ولفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل حذرت واشنطن من مخاطر إبرام اتفاق نووي جزئي، بالتزامن مع تصعيدها في الأسابيع الأخيرة لتهديداتها باللجوء إلى خيار عسكري لكبح جماح البرنامج النووي.

«أقل مقابل أقل»

وبحث مسؤولون أميركيون، حسب الصحيفة، نظرياً إمكانية إبرام صفقة «أقل مقابل أقل» مع إيران ضمن مشاوراتهم مع حلفائهم في أوروبا والشرق الأوسط، وناقشوا سلسلة أفكار لإبقاء الدبلوماسية على قيد الحياة إذا لم ترغب حكومة رئيسي في العودة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015، لكن ذلك دون طرح أي اقتراحات أو مبادرات جديدة على الطاولة.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين قولهم إن اتفاقا بصيغة «أقل مقابل أقل» قد يبرم في سيناريوهات مختلفة، منها استخدامه حلا مؤقتا يمنع تحول الخلافات النووية القائمة بين واشنطن وطهران إلى مواجهة عسكرية، أو كطريقة لمنع إيران بشكل مؤقت من مواصلة تطوير برنامجها النووي، مما سيمنح الطرفين المزيد من الوقت لإبرام اتفاق أوسع. وذكّرت «وول ستريت جورنال» بأن الولايات المتحدة أبرمت صفقة مؤقتة مماثلة عام 2013 خففت بموجبها عقوبات بنحو 700 مليون دولار شهرياً، مقابل تقديم إيران سلسلة تنازلات، منها تعليق إنتاج اليورانيوم بدرجة نقاء 20 بالمئة، وخفض احتياطيات المخصب منه.

ولفتت الصحيفة إلى أن الإيرانيين رفضوا فكرة إبرام اتفاق جزئي، وطالبوا الولايات المتحدة برفع جميع العقوبات مسبقاً، وتقديم ضمانات بعدم انسحابها مجدداً من الصفقة.

«الوكالة الذرية»

وقبل أيام من العودة إلى فيينا، أسف مدير وكالة الطاقة الذرية، رافاييل غروسي، لعدم التوصل إلى اتفاق» مع إيران حول برنامج تفتيش مواقعها النووية، وحذر قائلاً: «نحن نقترب من نقطة لن أتمكن فيها بعد الآن من ضمان استمرارية المعلومات» حول البرنامج النووي. وفي حين وصف وزير الخارجية حسين عبداللهيان المحادثات مع غروسي بالودية والصريحة والمثمرة، مع الحاجة إلى مزيد من العمل بشأن بعض المصطلحات، أصدرت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة بيانًا مشتركًا في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية، أعربت فيه عن قلقها من تقدّم البرنامج النووي والتوترات المنهجية له، ونبهت إلى أن تصرّفات إيران في تعزيز قدراتها تعرّض المجتمع الدولي لأخطار جادة.

التعاون الشامل

وفي الصين، أبدى عضو مجلس الدولة وزير الخارجية، وانغ يي، أمس، وفي محادثات عبر الفيديو مع نظيره الإيراني الاستعداد للعمل مع طهران لتنفيذ برنامج التعاون الشامل والدفع لتحقيق إنجازات جديدة في مجالات الشراكة بين البلدين، مبينا أن هذا العام يوافق الذكرى الـ 50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما.

الطائرة الأوكرانية

من جهة أخرى، استنكرت كندا وبريطانيا والسويد وأوكرانيا رفض إيران التفاوض معها لدفع تعويضات لذوي ضحايا طائرة ركاب أوكرانية أسقطتها في 8 يناير 2020 دفاعاتها الجوية «عن طريق الخطأ» بصاروخ استهدفها بُعيد إقلاعها من طهران إلى كييف، في كارثة راح ضحيتها 176 شخصاً.

وقالت الدول الأربع، في بيان مشترك، «إننا نبدي خيبة أملنا العميقة لأن إيران لم تقبل طلباتنا المتعددة لعقد اجتماع في 22 الجاري، ونذكّرها بأن عليها أن تفي بواجباتها القانونية الدولية في دفع تعويضات كاملة لمجموعة البلدان المعنية، وبالتالي نكرر دعوتنا إليها للتفاوض بحُسن نية قبل نهاية العام».

داخلياً، لمح وزير الداخلية الإيراني، أحمد وحيدي، أمس، إلى وقوف «الأعداء» وراء توسع تظاهرات الجفاف وشح المياه المستمرة منذ أيام عدة، مشدداً على أنه لا يمكن السماح لهؤلاء باستغلال المشاكل لتحقيق مآربهم، ومؤكداً أن «محاولات الأعداء الرامية لإثارة التفرقة لن تفلح». ولليوم الخامس على التوالي من الاحتجاج على أزمة المياه، تجمّع أمس مئات من المحتجين في شهركرد، عاصمة محافظة جهارمحال وبختياري الواقعة جنوب غرب إيران للتنديد بأسوأ موجة جفاف تشهدها إيران منذ 50 عاماً. أما في مدينة أصفهان، التي شهدت منذ أيام عدة، تظاهرات تنديد بجفاف نهر زاينده رود، ونقل المياه من النهر إلى الصناعات العسكرية والتجارية الحكومية، شنت الشرطة حملة على خيام المزارعين المحتجين فجر أمس، وهاجمت خيام الاحتجاج، وأضرمت فيها النيران، كما منعت الأصفهانيين من الاستمرار في الاحتجاجات.

يذكر أن المزارعين في إقليم أصفهان يحتجون منذ سنوات على تحويل المياه من نهر زاينده رود لتزويد مناطق أخرى، مما أدى إلى معاناة مزارعهم من الجفاف وتهديد سبل عيشهم.

back to top