رئاسة ليبيا: صالح يركز على المصالحة... والدبيبة يطعن بدستورية الانتخابات

نشر في 21-11-2021
آخر تحديث 21-11-2021 | 00:00
رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح
رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح
قدّم رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، أمس، ترشحه لأول انتخابات رئاسية تجرى بالاقتراع العام، في مقر المفوضية الوطنية في مدينة بنغازي، تزامناً مع تحذير رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة من تحول القانون إلى أداة للاستغلال السياسي.

وبعد تقديم أوراقه رسمياً، شدد صالح على أن قانون الانتخابات لم تتم صياغته لمصلحة أشخاص معينين، ولا مجال لتعديل المادة 12 منه، مؤكداً أن «على أي شخص يرغب في الترشح أن يتوقف عن عمله مؤقتاً».

ودعا صالح مواطنيه للمشاركة في الانتخابات بكثافة، وطالب المجتمع الدولي للإشراف عليها «حتى يطمئن الناس في الداخل والخارج على نزاهتها»، مشيراً إلى أنه «يرغب في التركيز على المصالحة الوطنية حال فوزه بالرئاسة».

ومع بقاء إجراء الاقتراع غير مؤكد، في ظل السياق الأمني الهش والخلافات السياسية المستمرة، بما في ذلك على موعده المقرر في 24 ديسمبر، شنّ رئيس حكومة الوحدة الوطنية هجوماً لاذعاً على الطبقة السياسية، واتهمها بالتآمر للتحكم في سيادة الليبيين، والسيطرة على ثرواتهم وأفكارهم. وقال الدبيبة، خلال زيارة تفقدية إلى مدينة زوارة غربي ليبيا رفقة نائبه رمضان بوجناح، وعدد من المسؤولين: «مقبلون على انتخابات لا دستور فيها، وطبقات سياسية تتآمر للتحكم في سيادة الليبيين»، مضيفاً: «الانتخابات القادمة مفصلة على مقاس أشخاص بعينهم، لكي يحرم المواطنين من حق تقرير مصيرهم».

وحذر «من خطورة أن يتحول القانون إلى أداة للاستغلال السياسي»، داعياً «الليبيين إلى تقرير مصيرهم، وعدم التعويل على الخارج». وإذ اعتبر الدبيبة أن «العزل السياسي» يستهدف مكونات المجتمع، شدد على «حق الأمازيغ في المطالبة بدستور يكفل لهم كل الحقوق»، مضيفاً: «أصدرت تعليماتي لمصلحة الأحوال المدنية للسماح لكم بتسجيل الأسماء الأمازيغية طالما لا تخالف الشريعة الإسلامية».

ومع وصول عدد المرشحين لرئاسة ليبيا إلى 23 مرشحاً، بينهم صالح، ووزير الداخلية السابق فتحي باشاغا، خرج مئات الليبيين في العاصمة طرابلس ومصراتة، أمس الأول، للتنديد بترشح سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الراحل معمر القذافي، والمشير خليفة حفتر لخوض الاستحقاق ولوّح المتظاهرون في العاصمة بالعلمين الليبي والأمازيغي، ورفعوا لافتات باللغتين العربية والإنكليزية نددت بمشاركة من وصفوهم بـ«مجرمي الحرب»، وداسوا صور نجل القذافي وحفتر المشطوبة بعلامة حمراء.

وكتب على لافتات حملها متظاهرون «لا لقوانين عقيلة»، و«الانتخابات الرئاسية بدون دستور تعني عودة الدكتاتورية والاستبداد». وفي مدينة مصراتة، تظاهر «عدة مئات» للاحتجاج بحسب تلفزيون «قناة فبراير» الخاص. وهتف المتظاهرون «نعم للانتخابات لا للمجرمين».

وقدم حفتر الثلاثاء ملف ترشحه للانتخابات الرئاسية، بعد يومين من تقديم ملف سيف الإسلام القذافي، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، بتهمة ارتكاب «جرائم ضد الإنسانية». من جهته، أعلن رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري مقاطعة الانتخابات، وندد بقانون الانتخابات الذي صادق عليه صالح في سبتمبر بدون عرضه على النواب للتصويت عليه، ووصفه بأنه مصمم على مقاس حفتر.

وشكك رئيس المجلس الأعلى للدولة في إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر على النحو المنصوص عليه في خريطة الطريق التي تم وضعها تحت رعاية الأمم المتحدة لمساعدة ليبيا على الخروج من أزمتها.

back to top