المتحور الكويتي

نشر في 19-11-2021
آخر تحديث 19-11-2021 | 00:00
 نايف صنيهيت شرار منذ بدء جائحة "كورونا" قبل عامين، يسعى العلماء حول العالم جاهدين للتوصل إلى لقاحات فعالة تحد من أضرار الفيروس "المتحور" باستمرار، وتجاوز تلك الأزمة بأقل الخسائر البشرية والمادية.

قد تنطبق حالة تحورات "كورونا" على الحالة السياسية، فغالباً ما يساهم البرلمانيون في تشكيل السياسات والتشريعات "المتحورة"، تحسباً من ردود الفعل الجماهيرية، والتي عادة ما تراقب توجهاتهم وقرارتهم التي قد تزيد وتيرة التأزيم وإشاعة روح اليأس بين الناس.

إن ممارسة بعض ممثلي الأمة للسياسة بدون برنامج واضح وأهداف يمكن تحقيقها تعد من مظاهر الترف السياسي، وغالباً ما تحدث الكثير من الإخفاقات في الممارسة السياسية عندما تتناقض أفعال وأقوال الساسة وينقضون عهودهم بتهور وسذاجة بغض النظر عن حسن نواياهم، وهنا يطرح السؤال نفسه: ما السبب وراء كل هذه التناقضات في العمل السياسي التي جعلت المبادئ الثابتة محل شك أو تراجع في بعض الأحيان عند السياسيين؟

وقد تختلف خطورة هذا التحور من حدث إلى آخر، حيث يؤدي إلى انخفاض شديد في ثقة رجل الشارع بالسياسيين، مما يورث غصة في القلب ويكبح جماح الحلم بمستقبل أفضل.

إن التواصل مع الجماهير في كل موسم انتخابي يكشف زيف وضعف العلاقات بين السياسيين والمفاتيح الانتخابية التي تفتقر إلى رابط حقيقي بينها، إلا بقدر المصالح، وعندما تنتهي يبدو المشهد السياسي جلياً، ويصبح المواطنون بحاجة إلى من يمثلهم لا من يمثل عليهم.

ما أحوجنا في الكويت إلى رجال دولة مخلصين لبلدهم ينتشلون العملية السياسية ومؤسسات الدولة من الاحتقان السياسي مع الاستعجال باحتواء عملي لكل أشكال التحور السياسي الذي تُماثل أضراره مخاطر "كورونا" وقد تزيد!

يبقى تأكيد أن الأحوال في الدولة بحاجة ماسة إلى وضع حد لقرارات وممارسات حكومية تسببت في حدوث حالة من التراجع في التنمية والتطور أثرت على جميع مرافق الدولة وشرائح المجتمع على مدار سنوات مضت، مما أدى إلى حالة من الانحدار وربما الانتكاس على المستوى العام.

نايف صنيهيت شرار

back to top