شمعنى محافظة العاصمة؟!

نشر في 18-11-2021
آخر تحديث 18-11-2021 | 00:10
 ‏‫وليد عبدالله الغانم المحافظات في الكويت نظام تقليدي وُلِد ميتاً، ويبدو أن التفكير فيه كان لاعتبارات اجتماعية وسياسية وديكور تجميلي للهيكل الإداري العام للدولة، ولو سألت أي فرد في المجتمع عن دور المحافظات لعجز عن تقديم إجابة مفيدة سوى أنها مؤسسات شكلية تستخدم لتكريم بعض الشخصيات من المتقاعدين وتتضخم بالكادر الوظيفي وتُصرف عليها ميزانيات بلا مردود حقيقي، ولذلك لا يعرف الكثير منا أسماء المحافظين ولا مقار عملهم، ومع احترامنا للجميع فإن ما نراه من محافظة العاصمة خلال السنتين الماضيتين هو شيء مختلف، وأداء غير مسبوق واحترام صادق لدور المحافظة وواجبات المحافظ.

محافظة العاصمة قلبت موازين الأداء بين المحافظات، وكشفت عن القدرات والإيجابيات والإنجازات التي يمكن للمحافظ أن يحققها للوطن وللمجتمع إذا أراد ذلك فعلاً، ومن دون أي مبالغة فإن ما نشاهده من العمل الدؤوب والحركة النشطة لمحافظ العاصمة وفريقه الإداري هو أمر يدعو للإعجاب والتشجيع ومطالبة باقي المحافظات بالصحوة من غفلتها والاقتداء بمحافظة العاصمة ومنافستها في الخدمة العامة.

مواجهة مخالفات البناء في السكن الخاص بحزم، إزالة بعضها وهدم الأخرى، مطاردة العزاب مخالفي السكن في المناطق النموذجية (تجاوز عددهم 8000 في بعض المناطق)، تجميل المناطق وحصر المباني المتهالكة والاهتمام بنظافة الحدائق، الالتقاء بالأهالي في الميدان وسط الشارع للاستماع لشكاواهم وملاحظاتهم عن المخالفات والتجاوزات بعيداً عن المكاتب الوثيرة وقاعات الاجتماعات المكيفة وبين ورود الزينة، تنشيط عمل مؤسسات الدولة ودعمها بقوة مثل فريق مخالفات الكهرباء (النشط) وبلدية الكويت والأشغال وغيرها، والتعاون مع مؤسسات المجتمع التطوعية، وتشجيع المبادرين بدعوتهم إلى تقديم الاقتراحات والأفكار الجديدة، باختصار أخيراً عرفنا أن للمحافظات دوراً وفائدة في البلد.

لقد منح قانون تنظيم المحافظات (81-2014) صلاحيات جيدة للمحافظين تمكنهم من التواصل مع جميع الجهات الحكومية ورعاية شؤون المناطق وتطويرها وإذا ما سعت كل محافظة إلى تفعيل هذا القانون بالشكل الصحيح فإننا سنلمس تطوراً واضحاً في المرافق العامة وفي الخدمات المقدمة لمناطق السكن الخاص، لذلك فبقدر ما نشد على أيدي المجتهدين في محافظة العاصمة ونشكرهم على مساعيهم الواضحة وننتظر منهم المزيد فإننا نطالب باقي المحافظات بالانتفاضة والاجتهاد لخدمة الوطن والمواطن، فهذا أساس كل وظيفة عامة وغاية كل مسؤول مخلص... والله الموفق.

نكتة هذا الأسبوع:

يوم الأحد 8-11 لم تعقد جلسة المجلس البلدي بسبب نقص النصاب، بينما كان النقاش حاداً في نفس الوقت بين بعض أعضاء المجلس ومسؤولي البلدية حول دورات مياه المباركية وسط السوق.

‏‫وليد عبدالله الغانم

back to top