مقتدى الصدر: رافضو نتيجة الانتخابات يجرّون العراق للفوضى

الشرخ يتسع في صفوف «الإطار التنسيقي»... والعامري يلوّح بالمطالبة بإعادة الاقتراع بالكامل

نشر في 24-10-2021
آخر تحديث 24-10-2021 | 00:05
رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي يفتتح طريق بغداد- الحلة أمس (رئاسة الوزراء)
رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي يفتتح طريق بغداد- الحلة أمس (رئاسة الوزراء)
قال مقتدى الصدر، الذي يتصدر تياره نتائج الانتخابات الأخيرة في العراق إن رافضي نتائج الانتخابات يجرون البلاد إلى الفوضى، في حين لوّح زعيم تحالف الفتح هادي العامري بتصعيد التظاهرات الرافضة للنتائج، مهدداً بالمطالبة بإلغاء الانتخابات بالكامل.
مع تصاعد الخلاف داخل «الإطار التنسيقي» الذي تشكّل بعد الانتخابات، ويضم القوى الشيعية العراقية باستثناء «التيار الصدري»، حذّر زعيم التيار مقتدى الصدر، أمس، من «تعقيد المشهد السياسي والأمني وجرّ العراق إلى الفوضى بسبب محاولات معارضة النتائج».

وكتب الصدر، في تغريدة، «زعزعة السّلم الأهلي بسبب عدم قناعة البعض بنتائجه الانتخابية أمر معيب يعطي تصوراً سلبياً عنهم، وهذا ما لا ينبغي تزايده وتكراره، ومن هنا ينبغي عدم الضغط على مفوضية الانتخابات، أو بعمل القضاء والمحكمة الاتحادية، أو التدخل بعملها، بل لا بدّ من خلق أجواء هادئة لتتم المفوضية إجراءاتها بما يخصّ الطعون أو ما شاكل ذلك، وليعلم الجميع أن القناعة بالنتائج الإلكترونية سيفيء على العراق وشعبه بالأمن والاستقرار».

ومع دخول اعتصام أنصار الأحزاب والفصائل المعترضة على نتائج الانتخابات البرلمانية قرب المنطقة الخضراء وسط بغداد يومه الخامس على التوالي، لوّح تحالف «الفتح»، بزعامة الأمين العام لمنظمة بدر، هادي العامري، أمس، بالتصعيد والزج بالمزيد من المتظاهرين الرافضين لنتائج الانتخابات، محذراً من تداعيات عدم الإسراع في تنفيذ مطالب القوى السياسية والشعبية بإعادة عمليات العد والفرز يدوياً.

وقال القيادي في التحالف، أبو ميثاق المساري، إن «الأمور مرشحة للتصعيد، خصوصاً مع رفض مفوضية الانتخابات تنفيذ مطالب القوى السياسية والشعبية بإعادة عمليات العد والفرز يدوياً لجميع محطات الاقتراع في عموم العراق، وهذا الأمر يؤكد وجود تزوير وتلاعب في النتائج».

وأضاف المساري «النتائج جاءت مغايرة والأيادي الخارجية لعبت بأرقامها، وبالتالي لا يمكن بأي حال البناء عليها لتشكيل حكومة أو تحالفات»، موضحاً أن «التلاعب الخارجي بالأرقام هدفه تنفيذ أجندات خلال المرحلة المقبلة، وإبعاد قوى سياسية دائما ما تُفشل المخططات الخارجية عن المشهد السياسي والحكومي، ولهذا لم ولن نسكت عن سرقة أصواتنا».

وبيّن أن «الخيارات الحالية كثيرة أمام الإطار التنسيقي وقوى تحالف الفتح، كما أن الإصرار على رفض إعادة عمليات العد والفرز يدوياً، سيدفع القوى السياسية والشعبية إلى المطالبة بإلغاء كل الانتخابات المبكرة». ودخل الاعتصام أمس يومه الخامس، وسط توقّعات بتوافد أعداد إضافية إلى ساحة الحسنين في بغداد، والتي تنتشر فيها الخيام وترفع فيها الشعارات المطالبة بإعادة العدّ والفرز يدوياً.

ومن أصل 295 طعناً، ردت المفوضية العليا أمس الأول 294 منها لأسباب مختلفة، أهمها خلوّ الطعن من الدليل أو مخالفته قانون الانتخابات، ووافقت على إعادة العد والفرز اليدوي بحضور ممثلي المرشحين المتنافسين في محافظة كركوك، لكونه الطعن الوحيد المدعم بالأدلة.

مجلس الأمن راضٍ

دولياً، أكد مجلس الأمن، في بيان، أن الانتخابات جرت بسلاسة، وتم التحضير لها بشكل أفضل من سابقتها تقنيا وفنيا. ودان الاتهامات الموجّهة لمفوضية الانتخابات ورئيسة بعثة الأمم المتحدة، جانين بلاسخارت، التي تلقت انتقادات واسعة وتهديدات من قبل أطراف وأحزاب خسرت الانتخابات.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف العراقية إلى الصبر والالتزام بالجدول الزمني الانتخابي. وشدد على ضرورة إنشاء حكومة شاملة في العراق، وحلّ الخلافات المتعلقة بالانتخابات قانونياً.

نجل المرجع

ووسط ترجيحات بخروج عمار الحكيم وحيدر العبادي من «الإطار التنسيقي» عاد الحديث عن وساطة يقودها محمد رضا نجل المرجع الديني علي السيستاني للتهدئة بين «الإطار» و«التيار الصدري».

قبول أم تهديد؟

وفي موقف ملتبس، اعتبر البعض أنه قبول بنتيجة الانتخابات، بينما رأى فيه آخرون تهديداً، أكد رئيس الحشد الشعبي، فالح الفياض، خلال اجتماع حول نتائج الانتخابات أمس الأول، التزام القانون والدستور وعدم التدخل في النقاشات السياسية، مشددا على أن ‹الحشد الشعبي قوة أساس لحماية النظام الديموقراطي، وليست وظيفته حماية نفسه إنما حماية أمن واستقرار العراق»، لكنّه قال إن «الحشد لن يسمح بنشوء أي دكتاتورية أو تزييف للنظام الديموقراطي».

وبينما كشف مصدر مطلع عن احتضان منزل رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي اجتماعاً جديداً اليوم، رحب التيار الصدري بالعمل مع المستقلين لتشكيل الحكومة المقبلة، مؤكداً أن «العراق بحاجة إلى تضافر الجهود الوطنية بعيداً عن التوافقات عبر سياسة جديدة».

البيت الكردي والرئاسة

وفي توضيح لموقفه من التحالفات، اعتبر قيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني أن «الحزب يسعى كخطوة أولى إلى توحيد البيت الكردي للتوجه إلى بغداد بوفد مشترك»، مشدداً على أن «موضوع رئاسة الجمهورية سيُحل داخل البيت الكردي».

الكاظمي والإعمار

أما رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، الذي يعتقد البعض أن الازمة الحالية قد ضاعفت حظوظه للتجديد لولاية أخرى، فقال أمس خلال افتتاحه المرحلة الأولى من طريق بغداد - الحلة، إن العراق بحاجة إلى حشد جميع الجهود لإيجاد حركة إعمار شاملة في مختلف المجالات، مؤكداً أنه أطلق في الفترة القصيرة له مشاريع مهمة في مجال الطرق والجسور، وأنه في سباق مع الوقت ليسلّم العراق للأجيال المقبلة بأفضل صورة ممكنة.

«الحشد» لا يتدخل بالنقاش السياسي لكن لن يسمح بتزييف الديموقراطية فالح الفياض
back to top