دعوة كريمة وفرصة مؤاتية

نشر في 08-10-2021
آخر تحديث 08-10-2021 | 00:05
 حبيب السنافي الإعلان عن الدعوة الكريمة من صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد للسلطتين التشريعية والتنفيذية، بغية تهيئة الأجواء من أجل توحيد الجهود وتقرير التعاون، لفتة أبوية سامية، وزخم معنوي محفز للسلطتين من أجل دفع عجلة التعاون والتصالح للانطلاق، وفرصة ثمينة لا تعوض، ومفتاح لحل وفك وجهات النظر المتشابكة بأدنى الخسائر، والتوصل لإرضاء كل الأطراف والجهات بأبخس ثمن.

الدعوة السامية حقنة منشطة للحراك السياسي الراكد بسبب "القطيعة المؤقتة" بين السلطتين المنوط بهما تسيير وتوجيه دفة الحياة السياسية، وأثر ذلك في تعطيل وإقرار التشريعات القانونية الملحة بمراعاة الأوضاع الحالية. الحياة السياسية الرسمية تعاني اليوم جموداً وانغلاق أفق، ولعدة عوامل أهمها الإطالة في وصد باب الحوار بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، بسبب الدوغمائية/الأنانية من الجانبين في اتخاذ القرارات، مما أفقدهما المرونة السياسية، وتأخرهما عن متابعة ومسايرة المتغيرات المحلية والإقليمية. رئيس الوزراء صباح الخالد من الشخصيات المؤثرة والفاعلة، يتجشم الاستماع لآراء ومقترحات مختلف الفرقاء، وتعقد عليه آمالٌ عريضة لإنجاح وإنجاز الرغبة الأميرية وتحقيق غاياتها، وهذا بلا شك إضافة لرصيده السياسي (إن تحقق)، وسيسنده شعبياً وإعلامياً باستحقاق، وسيسطّر له التاريخ إنجازاً لا ينسى.

رئيس السلطة التشريعية النائب مرزوق الغانم، أمام اختبار جاد لكفاءته السياسية، ومقدرته على المناورة بنظرية لاغالب ولا مغلوب، وأفضلية التجاوب مع الدعوة الحكيمة، دون الولوج في الصراعات الجانبية التي تستنزف وقته وجهده، وهو الذي يعلم يقيناً أن أصحاب المصالح السياسية والاقتصادية لم يوفروا يوماً ما خططهم لخدمة الأهداف الوطنية في الإصلاح والتنمية. أعضاء مجلس الأمة مهمتهم شاقة، لكنها ليست مستحيلة، فإصرارهم على تلبية المطالب الشعبية، وحرصهم على الالتفات إلى مصالح الشعب المعطلة، دافع ووقود للحوار مع السلطة التنفيذية بلاشروط مسبقة، أو نوايا وأغراض شخصية مبيتة، وعليهم أن يدركوا أن الشعب الواعي يتابع ويقيّم أداء نوابه، ولن يبخل عليهم بالنصيحة والنقد، والقدح والذم، متى ما حان موعدهما.

إن السمو الأخلاقي بالتسامح والمؤاخاة، من شيم النفوس العفيفة، والعقول المستنيرة، ولا يقلل أبداً من مكانة ووجاهة السلطة، التي عهدناها متفانية في ودّها لقواعدها الشعبية الوفية والمخلصة لتراب وطنها والأسرة الحاكمة.

حبيب السنافي

back to top