ميركل تفوز في آخر معركة قبل الاعتزال

قلّصت الفارق بين مرشح حزبها ومنافسه اليساري عشية الاقتراع

نشر في 25-09-2021 | 16:42
آخر تحديث 25-09-2021 | 16:42
ميركل ولاشيت في مدينة أخن أمس
ميركل ولاشيت في مدينة أخن أمس
بغض النظر عن نتائج الانتخابات، التي تجرى اليوم، بدا أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فازت بآخر معركة سياسية خاضتها قبل دخول قرارها باعتزال العمل السياسي حيز التنفيذ.

وتمكنت ميركل، التي حكمت ألمانيا 16 سنة، من تقليص الفارق بين مرشح حزبها المحافظ آرمين لاشيت (60 عاماً)، ومرشح اليسار منافسه الاشتراكي الديموقراطي أولاف شولتز، حتى بات يقتصر على هامش الخطأ، مما يجعل هذه الانتخابات هي الأكثر غموضاً منذ سنوات.

وخططت ميركل للابتعاد عن الأضواء في المعركة الانتخابية، في وقت تستعد للانسحاب من الساحة السياسية، لكنها وجدت نفسها مضطرة للدخول على خط برنامج حملة زعيم حزبها، لاشيـت، الذي لا يحظى بشعبية واسعة.

وخاض لاشيت المعركة الانتخابية من أجل المستشارية متضرراً بشدة من معركة صعبة خاضها للفوز بتسمية المحافظين له مرشّحاً للمستشارية.

وشوهد وهو يضحك خلف الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، بينما كان الأخير يلقي خطاباً تكريمياً لضحايا الفيضانات المميتة، التي اجتاحت ألمانيا في يوليو، في لقطة أحدثت تحوّلاً في المزاج العام حياله وحيال حزبه.

وبعدما كشفت الاستطلاعات أن الفارق يزداد لمصلحة الاشتراكيين الديموقراطيين، فما كان من المحافظين إلا أن لجأوا إلى أهم شخصية لديهم، ميركل، التي لا تزال تحظى بشعبية واسعة.

وفي آخر أسبوع من الحملة الانتخابية، رافقت ميركل مرشّح حزبها إلى دائرتها الانتخابية المطلة على بحر البلطيق، في حين كانت على رأس تجمّع ختامي، أمس الأول، شاركت فيه كبرى الشخصيات المحافظة في ميونيخ.

وفي مناشدة موجّهة إلى الناخبين الذين يهيمن عليهم كبار السن، دعت المستشارة، أمس الأول، إلى إبقاء المحافظين في السلطة من أجل الاستقرار الذي لطالما ميّز ألمانيا.

وقبل يوم من الانتخابات، توجّهت، أمس، إلى بلدة لاشيت ودائرته الانتخابية آخن، وهي مدينة منتجع تقع قرب حدود ألمانيا الغربية مع بلجيكا وهولندا، حيث وُلد المرشّح وما زال يعيش.

وقالت ميركل: "يتعلّق الأمر بمستقبلكم ومستقبل أطفالكم ومستقبل آبائكم"، داعية إلى تعبئة قوية لمصلحة تحالفها المحافظ، ومشددة على أن حماية المناخ ستكون التحدي الأبرز أمام الحكومة المقبلة.

وأفادت بأن لاشيت هو "باني الجسور الذي سيتمكن من إقناع الناس" في تشكيل ألمانيا، بما يتوافق مع مواجهة هذه التحديات.

ونزل مئات الآلاف إلى الشوارع، أمس الأول، مطالبين بالتغيير وبحماية المناخ بشكل أفضل، في حين وصفت ناشطة بارزة الاقتراع بانتخابات "القرن".

ومع بدء العد العكسي للانتخابات، بقي شولتز أيضاً قريباً من مسقط رأسه، سعياً لكسب الأصوات.

وتجنّب شولتز، وزير المال الحالي في حكومة ميركل الائتلافية، ارتكاب أي أخطاء خلال الحملة الانتخابية، وكسب دعماً واسعاً، إذ طرح نفسه على أنه "مرشّح الاستمرارية" بعد ميركل، بدلاً من لاشيت.

كما دعا أمس الأول إلى "بداية جديدة لألمانيا" و"تغيير الحكومة" بعد 16 عاماً من حكم ميركل.

وبينما يوصف بأنه ذو إمكانيات، رغم اعتباره شخصية مملة، تفوّق شولتز مرة تلو الأخرى على لاشيت بأشواط من ناحية الشعبية.

back to top