الوعود الحكومية... حبر على ورق

نشر في 24-09-2021
آخر تحديث 24-09-2021 | 00:02
 د. هشام كلندر في الأعمال التجارية هناك نصيحة ذهبية وهي "من الأفضل لك إثارة إعجاب العميل من خلال تجاوز التوقعات، بدلاً من لفت انتباهه إلى ادعاءات، لا يمكن احترامها ولا الالتزام بها بالأوقات".

الحوافز السياسة، أو المصالح الدنيوية، أو الجهل المركب لمن هم على سدة المسؤولية، أو تعيينات المحسوبية، وغياب مبدأ تحمل المسؤولية، وعدم العقاب والمساءلة القانونية، كلها دفعت الكثيرين إلى الاتجاه المعاكس للنصيحة التجارية السابقة، فكثير من وعود المسؤولين في الأجهزة الحكومية هي حبر على ورق وبعضها وهمية، وللأسف هذا ليس مقتصرا على الأجهزة الحكومية، بل حتى بعض ممثلي الشعب لم يلتزموا بوعودهم التي تكلموا بها في الحملات الانتخابية، والتي قد لا يستطيع البعض تحقيقها حتى لو كانت تلك رغبتهم ومن أولوياتهم.

فأين مدينة الحرير، وأين مشروع السكك الحديدية، وأين مشروع الدبدبة للطاقة الشمسية، وأين المدن العمالية، والجامعات الحكومية، وأين المدن السكانية، التي عُطل كثير منها أو تأخر بسبب البيروقراطية، أو مصالح شخصية، أو سوء إدارة وعدم تحلي البعض بالمسؤولية، وغيرها من المشاريع التي رميت في الأدراج؟

إذا بدأت بالفشل في تلبية التوقعات والوعود التي حددتها منذ البداية للمواطنين، فهذا سيؤثر في سمعتك، ولن يثقوا بك، ولكي تبني المصداقية من خلال الخطط الاستراتيجية فلا تبالغ في الوعود المستقبلية، فهناك أوقات ستواجه فيها صعوبة في تلبية التوقعات، واعلم أن عدم تنفيذ الوعود والالتزامات قد لا يصلح بالاعتذارات.

ببساطة لا تقدم وعوداً معينة لا يمكنك الوفاء بها بغض النظر عن مدى جدية الرغبة في القيام بذلك، بل يجب أن تكون تصريحات المسؤولين منطقية وعقلانية، تلامس حاجات المواطن اليومية، ولها أهداف مستقبلية، تركز على ما تم إنجازه لا على ما سيتم، كذلك يجب أن تكون المنجزات عالية القيمة وتلامس الحاجات الأساسية، ويشعر بها المواطنون ليكونوا هم أول من يدافع عن تلك الإنجازات، لأنك ببساطة التزمت بوعودك.

يريد المواطنون أن يشعروا أنهم يمثلون أولوية لدى المسؤولين، فإذا كنت دائما تتأخر بوعودك، فسيكون لديهم شعور سلبي تجاهك وتجاه عملك، وعندما تكون الكثير من وعود المسؤولين في الجهاز الحكومي حبراً على ورق فذلك ينعكس سلبا على الثقة في هذه الجهاز لدى المواطنين، نعم أستطيع أن أقول إن الجهاز الحكومي بدولة الكويت يمر بأزمة ثقة، وسأتطرق إن شاء الله في مقالة قادمة لكيفية إعادة بناء الثقة المتدهورة.

د. هشام كلندر

back to top