الذوق العام

نشر في 24-09-2021
آخر تحديث 24-09-2021 | 00:04
 ناصر بدر ناصر «الفقير ليس بالضرورة من لا يملك المال فهناك فقراء: تربية، عقل، أخلاق». (جبران خليل جبران)

يرى الباحثون أن الذوق العام نابع من أخلاق الإنسان من خلال تعامله مع الآخرين ومراعاة شعورهم وتقدير ظروفهم، وهو من الأعمال السخية التي تجعل من الشخص محبوباً لدى الآخرين، وتتفاوت درجة مراعاة الشعور والتقدير بين شخص وآخر حسب البيئة الاجتماعية والثقافية المحيطة به، والعادات والتقاليد في داخل المجتمع الواحد، إلا أن هناك أموراً وأفعالاً تعتبر كالخطوط العريضة المتفق عليها بين أجناس البشر كافة بمختلف ثقافاتهم وأبعادهم الجغرافية، وهي صفات كالصدق والكذب والأمانة والخيانة والتعدي على حقوق الآخرين وغيرها. من الأمور الناتجة عن فطرة الإنسان السليمة وأخلاقياته في إطار الذوق العام مرونة التعامل مع المواقف كالسماحة مثلا، فنجد شخصاً ما يتنازل عن حقة أو جزء من حقة بهدف إنهاء مشكلة يعلق بها ويصعب حلها دون استخدام العنف أو الإصرار على التمسك بحقة، إذاً هذا هو الشخص الواعي المتحكم في أعصابه وعواطفه المتسامح والمراعي لآداب الذوق العام.

والجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية أصدرت قانوناً خاصاً للذوق العام، وتم العمل به في عام 2019م، وهو عبارة عن مجموعة من الآداب العامة الاجتماعية والسلوكية ضمن إطار اللباقة في ظل المكان والزمان، ومنع المساس بالذوق العام والتقليل من احترام الثقافة والتقاليد، حيث تضمنت لائحة القانون 19 مخالفة، والمساس بها يعرض الشخص للحبس أو لغرامة مالية تصل إلى 5000 ريال سعودي، ومن هذه اللائحة:

- التصرفات الخادشة للحياء التي تتضمن تصرفا ذا طبيعة جنسية.

- إشغال مقاعد ومرافق كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.

- ارتداء اللباس غير اللائق في الأماكن العامة بحسب طبيعة كل مكان «الشورت».

- الكتابة أو الرسم على وسائل النقل والجدران دون ترخيص.

- تخطي طوابير الانتظار بأماكن العامة لغير الحالات المستثناة التي تحددها الجهة المعنية.

- استخدام الإضاءة المؤذية كالليزر.

- تصوير أشخاص بشكل مباشر دون استئذانهم، أو تصوير الحوادث الجنائية أو المرورية أو العرضية دون الحصول على إذن أطرافها. نأمل إقرار مثل هذا القانون الذي يسهم بدوره الفعال في توعية وتنظيم أكثر لسلوكيات الحياة العامة في المجتمعات الأخرى كافة، والحد من تصرفات بعض الأشخاص الذين لا يراعون الآداب العامة في حياتهم اليومية غير اللائقة أدبياً وذوقياً.

ناصر بدر ناصر

back to top