طهران تجفف «دجلة» باتفاق قديم وبغداد تسارع إلى التحكيم الدولي

نشر في 23-09-2021
آخر تحديث 23-09-2021 | 00:05
نهر دجلة
نهر دجلة
يأتي نحو نصف مياه نهر دجلة من الهضاب الشرقية الإيرانية، عبر 4 روافد تنحدر في تيار قوي نحو الوادي العراقي، لكنّ طهران قطعتها أو قللت كثيرا من إمداداتها أكثر من أي وقت مضى، إضافة الى قطع كلّي لمياه نهر الكارون الذي يصب منذ قرون في شط العرب قرب الخليج العربي.

وانشغلت وسائل الإعلام المحلية بكواليس المفاوضات بين البلدين التي كشفها وزير الري العراقي مهدي الحمداني في لقاء متلفز، معلنا بدء التحرك نحو محكمة العدل الدولية بشأن تطبيق القوانين الخاصة بدول المنبع والمصب، حول نهر دجلة الذي يعدّ بين الأطول في العالم، إذ ينبع من جبال أرمينيا وبحيرات تركيا ويصب في الخليج، وترفده أنهار أربعة أخرى منبعها في إيران.

وقال الوزير إن إيران قامت بتحويل مجرى نهرين مهمّين؛ هما الزاب الأصغر وسيروان قرب ديالى، كما سبق أن حولت مجرى نهر الكارون قرب البصرة، وأوضح أن 3 وزراء عراقيين أمضوا ساعة ونصف الساعة في جدال شديد مع الإيرانيين الأسبوع الماضي، لإقناعهم بخطأ تفسير طهران لاتفاقية أبرمها صدام حسين مع شاه إيران عام ١٩٧٥، تخص الحدود والممرات المائية.

وتأتي تصريحات المسؤول العراقي، بعد موسم جفاف قاس يمرّ على المنطقة، لكنّ الخلاف مع تركيا تجري تسويته بطريقة أخف كل سنة، بينما تبقى الأمور عالقة مع إيران الى درجة أجبرت حكومة الكاظمي هذه المرة على اللجوء الى التحكيم الدولي.

وقال مزارعون في ديالى، وهي مركز زراعة أجود الحمضيات في البلاد، إن حقولا شاسعة ستموت بعد انقطاع الري عنها لأول مرة منذ سنوات طويلة، كما لجأ مالكو النخيل في البصرة الى محطات التحلية المكلفة لإنقاذ بساتينهم.

وشهد العراق خلال السنوات الأخيرة اهتماما بالزراعة، وحقق اكتفاء في كثير من المحاصيل بعد تدهور استمر عقودا، لكن أزمة المياه تعرقل خطط تحول البلاد الى تنويع الاقتصاد وعدم الاعتماد على ريع النفط.

ويعتمد العراق بشكل كلي على مياه دجلة والفرات وشط العرب، وتقيم تركيا وسورية سدودا على نهر الفرات أدت الى خفض مناسيبه كثيرا، وتعمل أنقرة على المشاركة في تحديث طرق الري في العراق لتخفيف الصراع على الحصص المائية. لكن إيران تمضي بتفسير عنيد لاتفاقيات سابقة بنحو أحرج الحكومة قبيل انتخابات حاسمة بعد 3 أسابيع.

ويقول خبراء إن موسم الزراعة العراقي ليس القضية الوحيدة التي ينظر اليها التحكيم الدولي، لأن ضمان حصة الأهوار وهي أكبر منخفضات مائية في المنطقة، سيدعم من الأمم المتحدة، لأنها مناطق سجلت كمحميات طبيعية وتراثية في منظمة اليونسكو بمعارضة معروفة من إيران قبل 4 أعوام.

وسبق لإيران أن أحرجت حكومة الكاظمي بقطع إمدادات الغاز التي تغذّي نحو نصف محطات الكهرباء العراقية، مما دفع الكثيرين الى مطالبة بغداد باستيراد الغاز من بلدان الخليج بدلا من إيران.

● بغداد - محمد البصري

back to top