فرنسا تهاجم بريطانيا: انتهازية و«عجلة خامسة»

نشر في 20-09-2021
آخر تحديث 20-09-2021 | 00:13
الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون
الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون
بانتظار تهدئة متوقعة بين باريس وواشنطن ستعقب اتصالاً هاتفياً قريباً بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون، خرج وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أمس الأول، عن الأعراف الدبلوماسية في تصريحات موجّهة لكل من أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا، المنضوية في اتفاق «أوكوس»، الذي أُعلن الأربعاء الماضي، وتضمن صفقة ثلاثية لتزويد أستراليا بغواصات تعمل بالطاقة النووية، وإلغاء عقد قيمته 50 مليار دولار لبناء غواصات فرنسية.

وذكر لودريان: «قد حصل كذب، حصلت ازدواجية، حصل تقويض كبير للثقة»، لكنه صبّ غضبه على بريطانيا، التي تواجه بلاده أصلاً مشاكل بخصوص اللاجئين وخلافات تجارية.

ورد الوزير الفرنسي بشكل لاذع على سؤال بشأن ما دفع فرنسا إلى عدم استدعاء سفيرها من بريطانيا، وقال: «مع بريطانيا، لا حاجة لذلك. نعلم انتهازيتهم الدائمة، ولذا فلا حاجة لإعادة سفيرنا ليفسّر» الوضع.

وتعليقاً على دور لندن في «أوكوس»، قال باستخفاف: «بريطانيا ليست إلا العجلة الخامسة في العربة (طرفاً زائداً) في كل هذه» المعادلة.

في المقابل، دافعت وزيرة الخارجية البريطانية الجديدة ليز تراس، في مقال نُشِر أمس عن موقف لندن، معتبرة أن «أوكوس» يبرهن على استعداد بلادها لـ «التصلب» في الدفاع عن مصالحها.

ورفض رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، أمس، الاتهامات الفرنسية لبلاده بـ «الكذب» بشأن إلغاء عقد شراء الغواصات، موضحاً أنه طرح مخاوف كانبيرا حيال الصفقة «قبل أشهر».

وحذّر محللون من أن «أزمة الغواصات» تنطوي على احتمال إلحاق ضرر دائم بالتحالف الأميركي مع فرنسا وأوروبا، وتثير الشكوك في الجبهة الموحدة التي تحاول واشنطن تشكيلها في مواجهة قوة الصين المتنامية.

وأضافوا أن الأزمة قد تكون أكثر من مجرد خلاف تجاري، خصوصاً أنها جاءت بعد أقل من 3 أشهر من جولة أوروبية لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لإصلاح العلاقات، وبث روح جديدة بين أوروبا وواشنطن.

وقال مدير مركز أوروبا في «المجلس الأطلسي» بنجامين حداد: «هذا يجعل الأوروبيين يدركون أن سياسات ترامب، بخلاف الفضائح والتغريدات، لم تكن شذوذاً بل كانت مؤشراً لتحول أعمق بالابتعاد عن أوروبا».

ويرى آخرون سوء تصرف في رسم السياسات من جانب إدارة بايدن في أعقاب النهاية الفوضوية للتدخل الأميركي، الذي استمر عقدين في أفغانستان، والذي شكت دول أوروبية من عدم التشاور معها فيه على نحو ملائم.

back to top