بقايا خيال: أيها المتقاعدون... انتبهوا

نشر في 17-09-2021
آخر تحديث 17-09-2021 | 00:09
 يوسف عبدالكريم الزنكوي خلال فترة الدراسة في الولايات المتحدة الأميركية، كنا نتمتع بالتأمين الصحي لتلقي الرعاية الطبية، وكنا في كل زيارة لعيادة الطبيب نبرز بطاقة التأمين التي كانت تحمل صورة الطالب، ليقوم موظف الاستقبال في العيادة بإخراج نموذج نقوم بتعبئته ببياناتنا الخاصة، ثم يكمل موظف الاستقبال تعبئة بقية البيانات المتعلقة بغرض زيارة العيادة في ذلك اليوم، وهذا هو الروتين المعتمد في كل المراكز الصحية هناك، وهو الأسلوب ذاته المتبع في جميع العيادات حول العالم، والتي تتعامل مع المرضى الذين يحملون وثائق تأمين صحي، كما يفترض أن يكون الروتين نفسه المعتمد لدى غالبية العيادات الصحية والمستشفيات الكويتية الخاصة التي يرتادها المتقاعدون الكويتيون.

أقول "غالبية العيادات الصحية" لأنني فوجئت في أكثر من مرة أزور فيها عيادة أسنان أن موظفة الاستقبال تقوم بطلب توقيع على نموذج واحد حتى لو أجريت لي فحوصات عدة وتلقيت أكثر من علاج في يوم واحد أو خلال مواعيد أو أيام عدة متتالية، بل إنني استغربت عندما عدت لزيارة هذه العيادة بعد سنة كاملة وتلقيت العلاج المناسب، لم تطلب مني موظفة الاستقبال أن أوقع على ورقة تثبت أنني تلقيت العلاج لتقديمه لشركة التأمين، فهل تستخدم بعض العيادات نموذجاً واحداً يحمل توقيعاً واحداً للمريض ولكنه يستخدم لزيارات عدة؟ لا أدري. أمر آخر أغرب من السابق يتمثل بطلب الممرضة في عيادة الأسنان أن يصور للمريض الواحد أكثر من صورة أشعة تشخيصية لعملية واحدة في الزيارة الواحدة، وإذا كانت الزيارة لغرض علاج الجذور (Root Canal)، فقد صُورت الأسنان نفسها 3 مرات (قبل وأثناء وبعد إجراء عملية الجذور)، حتى لو كان الغرض إرسال الأشعة الأخيرة إلى شركة التأمين للتأكيد على إجراء العملية.

وإذا كان هذا الإجراء يخلو من الحرص على صحة المريض حتى لا يتعرض لمزيد من الإشعاعات، وإذا كانت شركة التأمين لا تثق ببعض الأطباء أو ببعض العيادات، فلماذا لا يتفتق عقل الأطباء، ومعهم شركة التأمين، عن فكرة أخرى تقي المرضى عموماً والمتقاعدين خصوصاً من خطر التعرض لهذه الإشعاعات في كل زيارة لعيادة الأسنان؟ وإذا لم تكن الإشعاعات خطرة إلى هذه الدرجة التي يتساهل معها الممرضون فيقومون بتصوير أشعات عدة في كل زيارة، إذاً لماذا يغطي العاملون في غرفة الأشعة أجزاء من جسم المريض حتى لا يتعرض للإشعاعات؟ ولماذا يطلبون من مرافقي المريض مغادرة غرفة الأشعة قبل تصوير الأشعة للأسباب نفسها؟ وماذا عن الأطفال وغيرهم من المرضى إذا تطلب الأمر تصوير أكثر من أشعة؟

وإذا لم يكن كل المرضى بمستوى الوعي الصحي نفسه إلى الدرجة التي تسمح له بمناقشة الموضوع مع الطبيب المختص، فهل يقوم الطبيب بواجباته الإنسانية، قبل المهنية، ويشرح للمريض، كنوع من التثقيف الصحي، عواقب تصوير أشعات عدة في جلسة واحدة؟ وهل تقوم وزارة الصحة بمسؤولياتها بفرض رقابة صارمة على العاملين في العيادات الخاصة للتأكد من عدم المبالغة في الإجراءات العلاجية، وأنهم يعملون على الحفاظ على صحة المريض وليس لزيادة مداخيلهم؟ الله أعلم.

يوسف عبدالكريم الزنكوي

back to top