High Light: الحرير مجرد وهم

نشر في 27-08-2021
آخر تحديث 27-08-2021 | 00:09
 د. حمود حطاب العنزي تابعنا لقاء سمو رئيس مجلس الوزراء مع الخريجين، وهو من الناحية التنظيرية حديث رائع يعطي طاقة إيجابية ودفعة معنوية عالية، ولا سيما أننا نتحدث مع شباب وطنيين متفوقين مقبلين على الحياة بحماس يريدون أن يسهموا في نهضة الكويت من جديد لتستعيد أمجاد الماضي، أما من الناحية العملية فنحن أمام وهم كبير اسمه مدينة الحرير فنحن نسمع عن المشروع منذ 2006 ولا جديد يذكر على أرض الواقع.

والحقيقة أن الحديث عن مستقبل الكويت والكويتيين هو حديث خاص عن مستقبل النخب السياسية، وما زيادة مدركات الفساد إلا دليل على ذلك.

إن فكرة المشروع الوطني قد شغلت تفكير النخب المثقفة الكويتية منذ عقود مضت، على اعتباره يمثل الخيار الأمثل لبناء الإنسان الكويتي بالتالي تحقيق آماله وتطلعاته وطموحاته وفق رؤية وطنية ديموقراطية تتأسس على قاعدة صلبة من الحرية والعدالة والمساواة تنصهر معها كل الصيحات العنصرية.

وهنا تبرز أهمية دور مؤسسات المجتمع المدني في ترسيخ قيم الحرية والمسؤولية والتسامح والكرامة والمساواة والعدالة وكل القيم الإنسانية، وتبقى مسؤولية وطنية على الدولة في رعاية حوار وطني للمصالحة السياسية يشارك فيها ممثلون عن كل مكونات الشعب الكويتي، على أن يسبق هذا الحوار عفو شامل عن كل سجناء الرأي ولا سيما الشباب الوطنيين في المهجر.

ختاماً:

في إطار هذه الرؤية يمكن تجديد المشروع الوطني باعتباره لا يقتصر على فئة متنفذة معينة، بل باعتباره أفقا واسعا لمستقبل الكويت يصحح حركة التاريخ ليختفي خطاب الكراهية الذي مزق النسيج الاجتماعي والذي يحدث على مرأى ومسمع الحكومة وللأسف الشديد! والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يستطيع سمو رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد تنفيذ هذا المشروع في ظل وجود تحديات الغول الاقتصادي ونفوذه؟

أتمنى ذلك.

● د. حمود حطاب العنزي

back to top