جو بايدن لا يستبعد حرباً مع «قوة عظمى» بسبب هجوم سيبراني

«بوتين رجل خطير لديه نووي ونفط... ورئيس الصين يستميت لتكون بلاده الأقوى في 2040»

نشر في 29-07-2021
آخر تحديث 29-07-2021 | 00:06
بايدن خلال زيارته لمكتب مدير الاستخبارات الوطنية امس الأول (أ ف ب)
بايدن خلال زيارته لمكتب مدير الاستخبارات الوطنية امس الأول (أ ف ب)
لم يستبعد الرئيس بايدن أن يؤدي أي هجوم سيبراني من «قوة كبرى» على بلاده إلى حرب حقيقية، ووعد بعدم فرض أي ضغوط على عمل الاستخبارات، في مواجهة التهديدات.
في تصريحات تسلط الضوء على ما تعتبرها واشنطن تهديدات متنامية من جانب روسيا والصين، حذر الرئيس الأميركي جو بايدن من أن هجوماً إلكترونياً كبيراً على الولايات المتحدة يمكن أن يؤدي إلى "حرب حقيقية مع قوة عظمى"، متّهماً روسيا بالسعي لعرقلة سير الانتخابات التشريعية المقرّرة في بلاده العام المقبل، معتبراً في الوقت نفسه أن نظيره الصيني "يستميت ليصبح الأقوى عسكرياً واقتصادياً في العالم".

وفي خطاب استمر نصف ساعة خلال زيارة لمكتب مدير الاستخبارات الوطنية بالقرب من واشنطن، أمس الأول، قال بايدن، إنه يعتقد بأنه إذا نشبت "حرب حقيقية مع قوى كبرى فسيكون ذلك على الأرجح نتيجة لاختراق إلكتروني له عواقب وخيمة".

وأضاف: "أعد خلال فترة رئاستي، أنني لن أفرض ضغوطاً سياسية على عمل الاستخبارات، ولديكم ثقتي الكبرى وأتمنى أن تكون أحكامكم مبنية على المنطق".

وأوضح إن التهديدات باتت أكثر تنوعاً جغرافياً مما كانت عليه قبل 20 عاماً، وهذا يستدعي توسيع نطاق عملنا"، مشيراً إلى تنامي الهجمات السيبرانية في الآونة الأخيرة.

وتصدّر الأمن الإلكتروني جدول أعمال إدارة بايدن بعد سلسلة من الهجمات البارزة على كيانات منها شركة "سولارويندز" لإدارة الشبكات، وشركة "كولونيال بايبلاين" لخطوط أنابيب الوقود، وشركة "جيه بي إس" لمعالجة اللحوم، وهي هجمات ألحقت ضررا كبيرا بالولايات المتحدة. وأثرت بعض الهجمات على إمدادات الوقود والغذاء في مناطق من الولايات المتحدة.

كما أعرب الرئيس الأميركي عن قلقه إزاء تزايد وتيرة الهجمات الإلكترونية، بما في ذلك عبر "برامج الفدية" التي تقوم على تشفير معطيات تابعة لهدف معيّن والمطالبة بالمال، غالباً بعملات البتكوين، لفكّ هذا التشفير.

وكانت الولايات المتّحدة حمّلت الصين مسؤولية القرصنة الواسعة النطاق التي استهدفت في مارس خدمات "مايكروسوفت إكستشينج"، في حين دعا البيت الأبيض مراراً روسيا إلى اتخاذ إجراءات ضدّ هجمات "برامج الفدية" التي تشنّ انطلاقاً من أراضيها.

الرئيس الصيني

من ناحية أخرى، قال بايدن، إن الرئيس الصيني شي جينبينغ "يستميت من أجل أن يصبح الأقوى عسكرياً واقتصادياً في العالم بحلول عام 2040، لذلك علينا أن نكون متقدمين تقنياً وعلمياً".

لكنه أوضح أن على بلاده أن تعمل "بروح التعاون مع الصين وروسيا في القضايا الوجودية، وبينها التغير المناخي، كما أن علينا في المقابل أن نكون متيقظين من أهداف وغايات المنافسين".

روسيا

واتّهم الرئيس الأميركي روسيا بالسعي لعرقلة سير الانتخابات التشريعية المقرّرة العام المقبل في بلاده من خلال نشرها "معلومات مضلّلة".

وقال: "انظروا إلى ما تفعله روسيا منذ الآن بشأن انتخابات 2022 والمعلومات المضلّلة"، في إشارة إلى معلومات بهذا الشأن حصل عليها خلال الإحاطة اليومية التي يتلقّاها. وأضاف "هذا انتهاك صريح لسيادتنا".

كما هاجم الرئيس الأميركي نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وقال: "بوتين لديه مشكلة حقيقية، فهو على رأس اقتصاد يمتلك أسلحة نووية وآبار نفط ولا شيء غير ذلك"، مضيفاً "هذا يجعله أكثر خطورة بالنسبة لي".

تصريحات رنانة

وتعليقاً على هذه التصريحات، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أمس، إن "الحديث يدور عن أقوال غير صحيحة من حيث جوهرها على أقل تقدير".

وأشار بيسكوف إلى أن الرئيس الأميركي أدلى بتصريحاته هذه وهو يتحدث أمام موظفي الأجهزة الاستخباراتية الأميركية، مضيفاً: "من الواضح أن هذا النوع من الجمهور يحب تصريحات رنانة. لكن من الواضح أيضاً أن الرئيس الأميركي يعرب عن مواقف تأتي من ديوانه ومساعديه، وهذا ما يدل على سوء معرفة بروسيا الحديثة، وسوء فهم بخصوصها".

بلينكن

وقبل ساعات من وصوله الى الكويت، أنهى أمس وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، زيارته الرسمية الأولى للهند، حيث بحث تفعيل "الحلف الرباعي" بوجه بكين اضافة الى قضايا التوترات الحدودية بين الهند والصين، والأزمة الأمنية في أفغانستان الناجمة عن الانسحاب الأميركي، وسبل مواجهة وباء "كورونا"، وملف حقوق الإنسان.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أن زيارة بلينكن للهند تأتي "في وقت تسعى إدارة الرئيس بايدن إلى طمأنة شريك آسيوي رئيسي بشأن الانسحاب العسكري للولايات المتحدة وحلفائها من أفغانستان، وتوطيد العلاقات الأمنية بين البلدين، وسط مخاوف من النفوذ الصيني في المنطقة".

وقالت الصحيفة، إن بلينكن التقى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ووزير الخارجية سوبرامانيام جايشانكار، ومستشار الأمن القومي أجيت دووال حيث تركزت المناقشات على سبل تعميق التعاون بين مجموعة "الدول الرباعية" التي تضم كلا من الهند والولايات المتحدة واليابان وأستراليا إذ تم طرح القضايا العالمية ذات الاهتمام المشترك خلال الحوار وتبادل الخبرات الوطنية والآراء التاريخية.

حملة منسقة

وقال سريرام تشوليا، عميد كلية الشؤون الدولية بجامعة "أو بي جندال" في مدينة سونيبات الهندية، لـ"وول ستريت جورنال"، "ثمة حملة منسقة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ تنفذها إدارة جو بايدن لدعم كل التحالفات والشراكات الأميركية، والهند تُعد محوراً أساسياً لذلك".

تحالف ضد الصين

وحسب "فرانس برس"، فإن السلطات الهندية لديها أيضاً متطلبات مقابل الرغبة الأميركية في إنشاء تحالف ضد الصين، إذ تأمل نيودلهي بأن تُبدي الإدارة الأميركية الجديدة دعماً صارماً لها مثل ذلك الذي أظهرته إدارة دونالد ترامب أثناء المواجهات الدامية العام الماضي بين الهند والصين على حدودهما في منطقة الهيمالايا.

ويرى براهما تشيلاني، الأستاذ في مركز أبحاث السياسات الهندي ومقرّه نيودلهي، أنه "في حال تردّدت الولايات المتحدة برئاسة بايدن في دعم الهند علناً ضد الصين، كيف يمكن أن يأملوا بأن تعمل الهند مع الولايات المتحدة للتصدي للصين؟ يجب أن تكون هناك معاملة بالمثل".

كما التقى وزير الخارجية الأميركي، أمس، بجيشي دورغي دامدول، ممثل حكومة التبت في المنفى والمقرب من الدالاي لاما، في خطوة من المرجح أن تستفز الصين التي تعتبر التبت جزءا من الصين وتعتبر الدالاي لاما "منشقاً".

بلينكن يبحث في دلهي تفعيل «الحلف الرباعي» في وجه بكين ويلتقي ممثل «حكومة التبت»
back to top