إثيوبيا تحتفل بانتهاء الملء الثاني «المحدود» لـ «النهضة»

• شراقي لـ الجريدة.: لا عودة لتعلية الممر الأوسط قبل 2022
• نفي إسرائيل التدخل في «أزمة السد» يثير جدلاً مصرياً

نشر في 20-07-2021
آخر تحديث 20-07-2021 | 00:05
صورة نشرها رئيس الحكومة الإثيوبية لسد النهضة أمس
صورة نشرها رئيس الحكومة الإثيوبية لسد النهضة أمس
أعلنت إثيوبيا أنها أكملت مرحلة الملء الثاني لسد النهضة الضخم، الذي تبنيه على النيل الأزرق، وذلك في خطوة أثارت غضب مصر بالفعل.
دخلت أزمة سد النهضة الإثيوبي مرحلة جديدة، بعدما أعلنت إثيوبيا رسميا، أمس، انتهاء المرحلة الثانية من ملء السد محل الخلاف مع مصر والسودان، بنجاح، مع بدء استعدادات إنتاج الكهرباء، بعد توقف الإنشاءات الخاصة بتعلية الممر الأوسط بالسد، مع تدفق مياه النيل من أعلى قمة السد، إيذانا ببدء وصول مياه الفيضان إلى دولتي المصب مصر والسودان.

وأعلن وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي سيليشي بيكيلي، أنه "في 19 يوليو، تم الانتهاء من السنة الثانية لعملية الملء الثاني لسد النهضة"، مضيفاً بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية: "تمت التعبئة الثانية لسد النهضة بنجاح، وذلك بفضل الأمطار الغزيرة التي تهطل في البلاد، والمياه تتدفق الآن من على قمة السد".

وتابع بيكيلي: "كمية المياه اللازمة لتشغيل توربينات السد تم إنجازها، كما تم الانتهاء من الجولة الثانية من مشروعنا الرائد في سد النهضة، وستمكن التعبئة الثانية للسد بتوليد الطاقة الكهربائية من توربينين قريباً"، وأنه عند تشغيل السد بكامل طاقته، سيصبح أكبر محطة توليد للطاقة الكهرومائية في إفريقيا، لتوفير الطاقة لـ 64 مليون نسمة، وهنأ الوزير جموع الإثيوبيين قائلا: "مبروك لإثيوبيا".

ونشرت الصفحة الرسمية لرئيس مجلس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً حديثة لسد النهضة، عقب الانتهاء من الملء الثاني، وتظهر اعتلاء المياه للممر الأوسط، وعلق آبي أحمد عليها قائلا: "مبروك الانتهاء من الملء الثاني لسد النهضة الكبير، إثيوبيا ستكون قوية".

وستكون لهذه الخطوة تداعيات على دولتي المصب، إذ بدأت إدارة سد الروصيرص السوداني في عملية التفريغ التدريجي لبحيرة السد، لاستقبال وارد المياه من إثيوبيا، ما يكشف عن خضوع إدارة السد السوداني لتحكم سد النهضة الإثيوبي في إدارة مياه النيل الأزرق وتحديد مواعيد تمرير المياه لدولتي المصب، وهو وضع سيكون أكثر وضوحا عند انتهاء عمليات البناء.

ملء محدود

وبينما لم تعلق وزارة الموارد المائية والري المصرية على أنباء انتهاء الملء، حتى عصر أمس، قال أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي: "الملء الثاني اكتمل بهذا الشكل المحدود، إذ لم تنجح إثيوبيا إلا في حجز نحو ثلاثة مليارات متر مكعب هذا العام، بالإضافة إلى نحو خمسة مليارات تم حجزهم العام الماضي، ليصبح الإجمالي ثمانية مليارات فقط، على الرغم من أن المستهدف كان الوصول بخزان السد إلى 18.5 مليار متر مكعب تقريباً".

وأشار شراقي إلى أن لا صحة لما يردده الجانب الإثيوبي حول تحقيق التخزين المستهدف، وأضاف: "حتى يوم الأحد كانت أعمال البناء وتعلية الممر الأوسط جارية، لكن اندفاع مياه الفيضان أجبر الجانب الإثيوبي على وقف الأعمال الإنشائية ورفع المعدات بشكل فوري، واكتفى بالتعلية لمستوى ثمانية أمتار خرسانة لتخزين ثلاثة مليارات فقط"، وحذر من أن الأعمال الإنشائية الأخيرة تمت بصورة متعجلة تثير التساؤلات حول مدى قدرتها على الصمود أمام مياه الفيضان الحالي.

وتابع شراقي: "عدم إنجاز ما هو مستهدف أمر أقره رئيس الوزراء الإثيوبي، الأسبوع الماضي، عندما تحجج بالأحداث التي جرت في إقليم تيغراي، وتأخر وصول المعدات إلى موقع الإنشاءات"، لافتا إلى أن مياه الفيضان ستظل تمر من فوق الممر الأوسط حتى انتهاء موسم الأمطار في أكتوبر المقبل، يعقبها عملية تجفيف للممر الأوسط، على أن تعود الأعمال الإنشائية في الربع الأول من 2022.

ويسعى الاتحاد الإفريقي إلى طرح مبادرة جديدة لعودة دول الأزمة إلى طاولة المفاوضات، لكن مصادر مطلعة قالت لـ "الجريدة"، إن إثيوبيا رفضت العودة لطاولة المفاوضات في العاصمة الكونغولية كينشاسا إلا بعد إتمام الملء الثاني، وأنه من المتوقع أن يعلن عن تفاصيل المسار التفاوضي الجديد، الذي يحظى بدعم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي خلال أيام.

نفي إسرائيلي

في غضون ذلك، وبعدما تردد في الشارع المصري عن وجود دور إسرائيلي لدعم سد النهضة، نفت السفارة الإسرائيلية في مصر، ضلوع تل أبيب في أزمة السد، لدعم الموقف الإثيوبي، وما تردد حول رغبة إسرائيل في مقايضة مصر بتوصيل مياه النيل إلى صحراء النقب مقابل إقناع إثيوبيا بعدم إيقاف إمدادات المياه لمصر.

وأكدت السفارة، في بيان نشرته عبر حسابها على "تويتر": "بصورة واضحة وغير قابلة لأي تأويل، إن ما تردد مؤخراً في بعض القنوات والمقالات الصحافية عن ضلوع إسرائيل في موضوع سد النهضة هو عار من الصحة ولا أساس له".

وشددت إسرائيل على أنها كدولة لديها من المياه "ما يكفيها ويسد احتياجاتها، وهي دائما على استعداد لوضع خبراتها وتوسيع التعاون المشترك في مجال تكنولوجيا المياه مع مصر"، لافتة إلى أن تل أبيب تعتمد على طرق المعالجة الزراعية، وتحلية مياه البحر للشرب، ولديها التكنولوجيا التي توفر لها المياه.

وبينما التزمت مصر الرسمية الصمت، ولم تتفاعل مع بيان السفارة الإسرائيلية، قال الإعلامي المقرب من دوائر صنع القرار المصرية، عمرو أديب: "لو الإسرائيلي حلف على المياه تجمد إنه ملوش علاقة بأي حاجة تحصل في المنطقة أنا ما أصدقش"، وأكد مقدم برنامج "الحكاية" أن الإصبع الإسرائيلي موجود في كل مكان.

برلمانياً، هاجم النائب مصطفى بكري، عبر حسابه على "تويتر"، بيان السفارة الإسرائيلية، مذكرا بتصريح لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، عند زيارته لأديس أبابا 2016، الذي قال فيه إن إسرائيل ستساعد إثيوبيا في تحسين وزيادة حصتها في مياه النيل، وزعم وجود منظومة دفاع جوي إسرائيلية قصيرة المدى حول سد النهضة.

وتابع بكري: "نحن نعرف مطامع إسرائيل في مياه النيل، ونعرف الاتفاق الذي جرى مع إثيوبيا على ذلك، وهو ما عبر عنه المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية عن استعداد بلاده لبيع الماء والكهرباء لإسرائيل، ومن أجل أن يتحقق ذلك لابد من ممارسة الضغوط على مصر... تلك هي الحقيقة"، واصفاً النفي الإسرائيلي بأنه "من باب ذر الرماد في العيون".

متمردو «تيغراي» يهاجمون إقليم عفر

قال متحدث باسم إقليم عفر الإثيوبي، أمس، إن «قوات دفاع تيغراي» التابعة لـ «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي» شنّت هجمات داخل أراضي عفر، فيما يمثّل توسيعا لنطاق الصراع الدائر منذ 8 أشهر ليشمل منطقة لم تشهد اشتباكات من قبل.

وقال المتحدث باسم إقليم عفر، أحمد كلويتا، إن مقاتلين من تيغراي عبروا إلى الإقليم السبت الماتضي، وإن القوات العسكرية المحلية في عفر وميليشيات متحالفة معها لا تزال تخوض اشتباكات معهم.

وأضاف أن قوات الجيش الاتحادي الإثيوبي «في طريقها الآن، وسنتعاون معها في القضاء» على قوات تيغراي.

في المقابل، أكد المتحدث باسم «قوات تيغراي»، جيتاتشو ريدا، وقوع اشتباكات في عفر، لكنّه أضاف: «لسنا مهتمين بأي مكاسب إقليمية في عفر، بل نهتم أكثر بإضعاف قدرات العدو القتالية»، مشيراً الى أن متمردي تيغراي صدّوا ميليشيات من إقليم أوروميا أُرسلت للقتال في عفر.

حسن حافظ

back to top