سجينة نسيها الزمن 9 سنوات!!

نشر في 16-07-2021
آخر تحديث 16-07-2021 | 00:05
 د. نبيلة شهاب ليس شهراً أو شهرين ولا حتى سنة أو سنتين إنها ٩ سنوات سُجنتها فتاة في بيتها بسبب طلاقها من زوجها، ولا نعلم ما تهمتها أو الذنب الذي ارتكبته، لكن مهما كان ذلك الخطأ لا يكون هذا هو عقابها، توفي الأب فتوارث الإخوة والأخوات وظيفة الجلاد السجان الظالم القاسي، لا نعرف جميع تفاصيل القضية، لكننا نعيد ونكرر مهما كانت جريمتها فلا يحق لأحد أياً كان أن يحبس حرية الآخرين وإن كانوا أبناءه أو إخوته.

حرمت من أن ترى الشمس والنور والليل والنجوم والقمر، ولم تشعر بحر الصيف ولا برودة الشتاء، ولا بالضحك والتواصل مع الآخرين، ولم تفرح أو تجادل وتشتري أشياءها وأشياء طفلها و... و... حرمان وعذاب يتبعه آخر، حرمت حتى من احتضان طفلها بصورة طبيعية! ما هذه القسوة وما هذا الظلم؟ طول الوقت كانت خلف القضبان ومن المؤكد أنها وصلت الى حالة نفسية وعقلية سيئة جداً.

أم تحرم من ممارسة أمومتها بعد أن حرمت من حريتها وحرمت حتى أن تمارس دور الابنة والأخت، قتلوا احتياجاتها كإنسانة قبل كل شيء، وبذلك قتلوها وهي حية!! أين أمها؟! لا نحتاج أن نصف ما تفعله أي أم للدفاع عن أبنائها إلا إذا كانت الأوضاع غير طبيعية لأسباب مجهولة، وأين القلوب الطيبة المرهفة من داخل الأسرة التي تخاف الله وتخشاه؟ صمت الأهل المقربين غريب إلا إن حاكوا قصصاً كاذبة؟ أين الصديقة المقربة والجيران؟ للأسف قد يكون التباعد الاجتماعي بين الأهل والجيران والأصدقاء قد ساعد في استمرارية هذه الجريمة البشعة، واستمرار عذاب تلك الشابة الضحية.

أين الزوج السابق؟ وما دوره في الموضوع؟ ألم يخبره ولو بلحظة عفوية طفله عن وضع أمه المسجونة؟ أم هو شريك لهم في هذه الجريمة؟ تساؤلات كثيرة تحتاج الى إجابات، وحتى مع معرفة كل التفاصيل لا يوجد هناك ما يبرر سجن إنسانة داخل قفص، مارسوا دور القاضي والسجان، ولم يمارس الأب والإخوة والأخوات من بعده دور المحامي الذي يدافع عن حقوقها... مؤلمة تلك اللحظات التي تمر بها وهي تأمل وتتمنى وتحلم بانتهاء هذا الكابوس البشع المخيف.

قد يكون من بين الإخوة ضحايا، لكن الخوف الذين قد يمارس عليهم يشل إرادتهم، أما إن كانوا جميعهم متفقين على تعذيبها فهم جميعاً مرضى نفسيين، لهم شخصيات عدائية تصل الى درجة الإجرام والسادية، أو حتى الإدمان.

لا نعرف نوع شخصيتها ولا ما مرت به كطفلة ومراهقة وشابة، وما نوع العلاقة التي كانت بينها وبين زوجها السابق، ولذلك من الصعب تحديد ماذا أصابها بدقة إلا بعد عدة جلسات نفسية، ولكن لا يقل ما أصابها عن إصابتها بالخوف المرضي والاكتئاب والانفصام والكثير من الأعراض النفسية والعقلية المرتبطة بالرعب والسجن والأذى النفسي أو الجسدي.

جريمة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان قبيحة محزنة مؤلمة، تعلمنا أنه مازال بيننا وحوش وإن لبسوا ثياب الحمل الوديع، والمؤلم أنه قد يكون هؤلاء أقرب الناس إلينا ومن نظنهم مصدر الحب والحماية والأمان لنا ولكن للأسف.

د. نبيلة شهاب

back to top