اكتئاب الصباح... أسبابه والحلول

نشر في 07-07-2021
آخر تحديث 07-07-2021 | 00:05
اكتئاب الصباح... أسبابه والحلول
اكتئاب الصباح... أسبابه والحلول
تتعدَّد أنواع الاكتئاب التي تصيب الناس، ويشير بعضها إلى "اختلاف يومي" يترافق مع أعراض تتفاقم في أوقات معيّنة من اليوم. وتشمل هذه الأعراض الشعور بالعجز والحزن واليأس، وقد تزيد هذه المشاعر سوءاً في الصباح. لذا يُسمّى هذا الشكل من الاختلاف اليومي اكتئاب الصباح.
وتعني هذه الحالة أن الأعراض تتكرر أو تتفاقم في الوقت نفسه تقريباً من كل يوم. بالنسبة إلى بعض الناس، تنشأ المشكلة في فترة بعد الظهر أو في المساء.
يواجه المصاب باكتئاب الصباح أعراضاً تنذر باضطراب اكتئابي رئيس، تنشأ أو تزيد حدّتها في فترة الصباح عموماً. وقد تتلاشى أو تخفّ حدّتها مع تقدّم ساعات النهار.

يُشخّص الأطباء الاكتئاب استناداً إلى المعايير الواردة في "الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية"، الطبعة الخامسة.

ولتشخيص الاكتئاب، يُفترض أن يواجه الشخص خمسة أعراض من تلك المذكورة أدناه على الأقل طوال أسبوعين أو أكثر. يتعلق جانب أساسي من الحالة بنشوء مزاج كئيب أو فقدان الاهتمام أو المتعة بنشاطات كان يستمتع بها الشخص سابقاً. قد تبرز أيضاً الأعراض التالية:

• مزاج كئيب يدوم في معظم فترات اليوم، مع أنه يتفاقم في أوقات محددة من اليوم.

• تراجع المتعة أو انعدامها في النشاطات كافة تقريباً.

• فقدان جزء كبير من الوزن عن غير قصد أو تراجع الشهية.

• صعوبة في النوم أو الإفراط فيه.

• توتر في معظم أيام الأسبوع.

• إرهاق أو شعور بالكسل في معظم أيام الأسبوع.

• شعور بتراجع القيمة الشخصية أو بذنب فائق.

• صعوبة في التركيز أو التفكير أو اتخاذ القرارات في معظم أيام الأسبوع.

• أفكار متكررة عن الموت أو الانتحار أو إيذاء الذات.

كذلك، قد يمرّ المصاب باكتئاب الصباح بالأعراض التالية:

• صعوبة في الاستيقاظ صباحاً.

• صعوبة جسدية في النهوض من السرير.

• ميل متكرر إلى الإفراط في النوم.

• صعوبة في التفكير بوضوح، لا سيما في فترة الصباح.

• صعوبة في إتمام المهام الصباحية الاعتيادية كارتداء الملابس وتنظيف الأسنان.

قد تخفّ أعراض اكتئاب الصباح أو تختفي مع تقدم ساعات النهار.

الأسباب

لم يحدِّد الأطباء بعدُ السبب الدقيق لاكتئاب الصباح، لكن تتعدّد العوامل المؤثرة في هذا المجال. لما كان اكتئاب الصباح ينشأ في الوقت نفسه من كل يوم، فيربطه الأطباء غالباً باضطرابات في إيقاع الساعة البيولوجية.

يشير إيقاع الساعة البيولوجية إلى دورة النوم واليقظة (فضلاً عن عمليات أخرى) وتؤثر الهرمونات وتقلباتها اليومية فيه، من بينها الميلاتونين المرتبط بشعور النعاس.

يواجه بعض الناس تقلبات مزاجية متواصلة على مر اليوم رغم عدم تشخيص الاكتئاب لديهم من الناحية العيادية، لكن يبدو أن المصابين باكتئاب الصباح يسجلون تقلبات أكثر حدة تتكرر يومياً أو كل يوم تقريباً.

تثبت بعض الأبحاث أن التقلبات المزاجية قد تنجم عن اضطراب ساعة الجسم الداخلية ومدة النوم والتعرض للضوء، لا سيما في حالة المصابين بالاكتئاب.

إلى جانب التغيرات الحاصلة في إيقاعات الجسم الطبيعية، تبرز عوامل أخرى قد تكون مسؤولة عن اكتئاب الصباح أو عن الاضطراب الاكتئابي الرئيس:

• تاريخ عائلي بالاكتئاب.

• إدمان سابق أو مستمر على المخدرات أو الكحول.

• مشاكل طبية تؤثر في المزاج مثل اضطراب النوم وأي ألم مزمن والقلق واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.

• تغيرات حديثة في ظروف الحياة مثل الطلاق أو فقدان شخص عزيز.

• التعرّض لصدمة.

تشخيص الحالة

يبدأ الطبيب بتشخيص الاكتئاب وأي اختلافات يومية، مثل اكتئاب الصباح، عبر الاستفسار عن أعراض المريض. يمكن أن يطرح أسئلة عن التقلبات المزاجية والنوم والوزن والشهية. ويحاول أيضاً أن يُحدّد مدة الأعراض ودرجة تحسّنها أو تفاقمها. لذلك يحاول استبعاد أي أسباب محتملة أخرى كالمشاكل الطبية التي تُسبب أعراضاً مشابهة، من بينها قصور الغدة الدرقية مثلاً.

يُشار إلى أن ثمة أدوية تؤدي أيضاً إلى تقلبات مزاجية وظهور أعراض الاكتئاب، لذا سيسأل الطبيب عن أي أدوية يأخذها المريض.

العلاج

يجب أن يتلقى المريض مساعدة طبية عاجلة حين تراوده أفكار انتحارية أو يفكر بإيذاء نفسه. يمكن أن يقدم له الطبيب رعاية فورية ومتواصلة.

تتعدد علاجات الاكتئاب، ونذكر منها:

• العلاج النفسي: يسهم في تحديد أنماط التفكير السلبي وتعلّم سلوكيات إيجابية. ويسمح العلاج الجماعي أو العائلي بتقوية العلاقات أيضاً.

• الأدوية: تتعدد الأدوية المفيدة، من بينها مضادات الاكتئاب ومثبّتات المزاج ومضادات الذهان. لكن قد لا يحدد الطبيب العلاج المناسب والجرعات المفيدة قبل تجربة علاجات عدة.

• الرياضة: تسهم الرياضة المنتظمة في تقليص أعراض الاكتئاب الخفيفة أو المعتدلة، تحديداً عند ممارستها في الهواء الطلق. قد تصبح الرياضة الخارجية مفيدة، خصوصاً بالنسبة إلى المصابين باكتئاب الصباح كونها تخفف الأرق وتضمن التعرّض للضوء الطبيعي.

• علاجات تحفيز الدماغ: نادراً ما تكون علاجات تحفيز الدماغ خياراً أولياً لاستهداف المشكلة، لكن قد يُخفف بعض الأنواع أعراض الاكتئاب الحاد، من بينها العلاج بالصدمة الكهربائية والتحفيز المغناطيسي المتكرر عبر الجمجمة.

يستفيد بعض الناس أيضاً من علاجات بديلة مثل الوخز بالإبر والتأمل واليوغا. تسهم هذه الخيارات في تحسين الوضع والحفاظ على صحة نفسية سليمة مع مرور الوقت، لكن يُفترض ألا تكون بديلة عن العلاج الطبي لاستهداف الاضطراب الاكتئابي الرئيس.

خطة تكيّفية

تزامناً مع تلقي العلاجات الطبية، من الأفضل أن تتبنى عادات سليمة كي تتكيّف مع أعراضك. تتعدد التغيرات الإيجابية في هذه الحالة:

• حسّن نوعية نومك: تُحسّن نوعية نومك عبر إضفاء جو مظلم على غرفة النوم وإبقاء حرارتها بادرة والتخلص من الشاشات التي تشكّل مصادر إلهاء مزعجة، لا سيما الهواتف الخلوية والحواسيب والتلفزيون.

• استعدّ لصباح اليوم التالي في الليلة السابقة: تصبح فترة الصباح أسهل عليك حين تُحضّر مسبقاً الملابس ووجبات الغداء والأغراض التي تأخذها معك إلى العمل أو المدرسة إذا كنت تفتقر إلى التحفيز أو الطاقة حين تستيقظ.

• خذ قسطاً كافياً من الراحة: تُحسّن أعراضك من خلال النوم والاستيقاظ في مواعيد ثابتة. حاول أيضاً أن تنام لثماني ساعات كل ليلة.

• أعطِ نفسك وقتاً إضافياً في الصباح: يخفّ مستوى الضغط والإجهاد في الصباح حين تستيقظ في وقت أبكر أو تُعدّل جدول عملك كي تبدأ في وقت لاحق إذا أمكن.

• استعمل إشارات الضوء: يبلغ الضوء جسمك بأن الصباح حلّ وأن الوقت حان للاستيقاظ. كذلك تساعد جسمك على الاستيقاظ من خلال فتح الستائر فوراً أو ضبط ضوء فوق رأسك كي يُضاء في الوقت نفسه من كل يوم.

من جهته، يقدّم الطبيب أو المعالج توصيات فردية لكل شخص بناءً على أعراضه وحاجاته.

الأطباء يربطون اكتئاب الصباح باضطرابات في إيقاع الساعة البيولوجية

الرياضة المنتظمة تساهم في تقليص أعراض الاكتئاب الخفيفة
back to top