اتفاق أميركي ــ إسرائيلي لكبح «مسيَّرات» إيران

● تل أبيب تقترح فرض حظر جوي بمشاركة دول عربية
● واشنطن مستعدة لـ «جولة سابعة» في فيينا

نشر في 25-06-2021
آخر تحديث 25-06-2021 | 00:05
رئيسي خلال مراسم «تجديد العهد» بمرقد الخميني في طهران أمس الأول (إرنا)
رئيسي خلال مراسم «تجديد العهد» بمرقد الخميني في طهران أمس الأول (إرنا)
تمخضت تحركات إسرائيلية مكثفة للتأثير على موقف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي تتجه لإحياء الصفقة النووية مع طهران بشأن اتفاق مع واشنطن على تشكيل مجموعة لمواجهة تهديد «المسيرة»، والصواريخ الدقيقة التي تزود إيران حلفاءها بها.
في مواجهة تنامي الهجمات، التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة، وسعياً لحرمان إيران من استغلال الفوائد المتوقعة لإحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات عنها مع تقدم مفاوضات فيينا الحالية، توصلت الولايات المتحدة وإسرائيل إلى تفاهم لتشكيل مجموعة عمل مشتركة ضد تهديد الطائرات المسيرة «الدرون» والصواريخ الدقيقة الموجهة التي تنتجها طهران، وتزود بها حلفاءها في المنطقة.

وفي وقت تكثف إسرائيل تحركاتها للتأثير على قرار إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي تتجه لإحياء الصفقة النووية المبرمة عام 2015 مع طهران، ذكر موقع «أكسيوس» نقلاً عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن الاتفاق تم خلال اجتماع بواشنطن، في أبريل الماضي، وأن الاجتماع الأول لمجموعة العمل عقد قبل 3 أسابيع بحضور مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ونظيره الإسرائيلي مائير بن شبات.

واقترح الوفد الإسرائيلي خلال الاجتماع وضع إطار تعاون إقليمي يشمل الدول العربية، التي تواجه تهديداً مماثلاً من الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية.

وأضاف المسؤولون أن الجانب الإسرائيلي اقترح فرض منطقة حظر جوي على المسيرة إيرانية الصنع، دون تفاصيل عن كيفية عمل ذلك.

وأورد «أكسيوس» أن المسؤولين الإسرائيليين توقعوا استمرار اجتماعات مجموعة العمل، لأن إدارة بايدن ترى أن تهديد «الدرون» للقوات الأميركية في المنطقة يمثل أولوية قصوى.

تعاون استثنائي

في غضون ذلك، وصف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، التعاون مع الولايات المتحدة ضد إيران بأنه «استثنائي في نطاقه» وبلغ «ذروته النوعية».

وبحث المسؤول العسكري الإسرائيلي، في ولاية فلوريدا شرقي أميركا، مع قائد القيادة الوسطى للجيش الأميركي بالشرق الأوسط الجنرال فرانك ماكينزي ملفات إيران، والحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، والنزاع في سورية.

وذكر بيان للجيش الإسرائيلي أن «الهدف المشترك والمركزي بينه وبين نظيره الأميركي هو إيران، التي تعمل على إنشاء وتأسيس قوات إرهابية في العديد من الدول في جميع أنحاء الشرق الأوسط».

وحسب البيان، فإن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي عرض، خلال لقائه مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «CIA» وليام بيرنز «الطرقَ الممكنة لمنع إيران من امتلاك قدرات نووية عسكرية».

وجاء في بيان للبيت الأبيض أن لقاء كوخافي وسوليفان «ناقش التحديات التي تواجه الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، بما في ذلك التهديد الذي تشكله أفعال إيران الخبيثة».

وأشار البيان إلى أن سوليفان، أكد لكوخافي، أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية.

استهداف كرج

في السياق، أفاد تقرير عبري، أمس، بأن الهجوم التخريبي الذي استهدف أحد مباني وكالة الطاقة الذرية الإيرانية تسبب في «أضرار جسيمة»، رغم إعلان السلطات الإيرانية الرسمية إحباط الاعتداء الذي تم بواسطة «درون». في موازاة ذلك، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، نقلاً عن مسؤول إيراني وعدد من مسؤولي الاستخبارات الأميركية، أن هذا الهجوم استهدف مركزاً رئيسياً لإنتاج أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في موقعي فردو ونطنز النوويين.

وأشار التقرير إلى أن هذا المبنى تابع لـ»الشركة الإيرانية لتكنولوجيا الطرد المركزي»، ويقع بالقرب من مدينة كرج، غربي العاصمة طهران، وكان ضمن قائمة الأهداف التي قدمتها الدولة العبرية لإدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أوائل عام 2020.

وأضاف المسؤول الاستخباراتي أن من بين الأهداف التي تم عرضها على الإدارة الأميركية في ذلك الوقت الهجمات على موقع تخصيب اليورانيوم في «نطنز»، واغتيال العالم النووي الإيراني فخري زادة. ونقلت الصحيفة عن شخص مطلع على الهجوم قوله، إن الطائرة المسيّرة أقلعت على ما يبدو من داخل إيران، من موقع غير بعيد عن مكان المبنى الذي تعرّض للهجوم.

لكن مصدراً أمنياً إيرانياً نفى لـ»الجريدة»، أمس، تعرض أجهزة طرد لتخصيب اليورانيوم للتخريب، وقال إن الحديث يدور عن هجومين فاشلين، الأول استهدف منشأة لتصنيع اللقاحات المضادة لـ»كورونا»، ويعمل بها خبراء صينيون، وصلوا إلى البلاد قبل أسبوع، وقد سقطت المسيرة المهاجمة قبل بلوغها المصنع. والثاني، كشفت تفاصيله «الجريدة»، ويتعلق بإسقاط درون صغيرة كان من المفترض أن تشغل عن بُعد قنبلة مزورعة في مبنى تابع لـ»منظمة الطاقة الإيرانية» بكرج كان يستضيف اجتماعاً يضم أكثر من 100 عالم ومهندس نووي. وأعلنت وكالة الطيران الإيرانية، أمس الأول، قانوناً جديداً ينص على تسجيل جميع الطائرات المسيّرة المدنية، بغض النظر عن حجمها أو عملها، على موقع حكومي في غضون 6 أشهر، ليتم إصدار تراخيص لها.

استئناف فيينا

إلى ذلك، أعلن مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية أن المفاوضين الأميركيين مستعدون للعودة إلى الجولة السابعة من المحادثات غير المباشرة مع إيران حول الاتفاق النووي، إما الأسبوع المقبل أو حتى بعد تنصيب الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي في 3 أغسطس المقبل.

كما أوضح أن فريق التفاوض بقيادة روبرت مالي، قد يعود إلى محادثات فيينا في وقت مبكر من الأسبوع المقبل، رغم أن هذا الموعد قد يؤجل.

في هذه الأثناء، اعتبر الرئيس الإيراني المنتهي ولايته حسن روحاني، أن البيروقراطية داخل بلاده، خصوصا في البرلمان، تؤخر جهود حكومته لرفع العقوبات التي فرضها ترامب بعد انسحابه الأحادي من الاتفاق النووي عام 2018.

وأشار روحاني إلى أن البيروقراطية في البرلمان، الخاضع لهيمنة التيار المتشدد، تتسبب في تعطيل رفع العقوبات. وجاء انتقاد الرئيس المعتدل بالتزامن مع انتهاء صلاحية اتفاق مؤقت أبرمته حكومته مع الوكالة الدولية للطاقة للعمل على استمرار مراقبة المنشآت الذرية بعد قانون فرضه البرلمان، لرفع وتسريع تخصيب اليورانيوم.

وكانت الجولة السادسة من المفاوضات توقفت قبل أيام دون أن يؤكد أي من المشاركين موعد استئنافها لاحقاً، رغم أن بعض الدبلوماسيين ألمحوا إلى احتمال انطلاق الجولة التالية مطلع يوليو المقبل.

إيران تفرض قانوناً جديداً لترخيص "الدرون" المدنية تحوطاً لاستخدامها بمهاجمة نقاط حساسة
back to top