غضب في الضفة بعد وفاة معارض معتقل لدى السلطة

هندوراس تفتتح سفارة بالقدس وبينيت يخفف شروطه في غزة

نشر في 25-06-2021
آخر تحديث 25-06-2021 | 00:05
جانب من التظاهرات ضد السلطة في رام الله أمس (رويترز)
جانب من التظاهرات ضد السلطة في رام الله أمس (رويترز)
وجدت السلطة الفلسطينية، بقيادة الرئيس محمود عباس، نفسها في قلب عاصفة غضب شعبي واتهامات سياسية، إثر وفاة الناشط السياسي المعارض نزار بنات، فجر أمس، بعد ساعات من اعتقاله من الأجهزة الأمنية التابعة لها.

وقال محافظ مدينة الخليل جبريل البكري، في بيان، «على أثر صدور مذكرة إحضار من النيابة العامة لاعتقال المواطن نزار خليل بنات (43 عاماً)، قامت فجر الخميس قوة من الأجهزة الأمنية باعتقاله، وخلال ذلك تدهورت حالته الصحية، وفورا تم تحويله إلى المستشفى، وتمت معاينته من أطباء، فتبين أنه متوف».

وأثارت وفاة الناشط والحقوقي الفلسطيني موجة غضب واتهامات لعناصر الأمن التابعين لـ «السلطة» بضربه والاعتداء عليه، ما ادى الى مقتله، وخرجت تظاهرات في مدينتي الخليل ورام الله تطالب بكشف الحقيقة ومحاسبة المسؤولين في الأجهزة الأمنية.

وبنات، الذي كان مرشحا عن قائمة مستقلة لانتخابات المجلس التشريعي الملغاة، من أشد المنتقدين للسلطة وعباس وحركة فتح، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتعرض منزله مطلع الشهر الجاري لإطلاق نار عقب إعلانه توجيه رسالة لممثلي الاتحاد الأوروبي يعلن فيها اعتزامه التوجه إلى المحاكم الأوروبية لطلب وقف الدعم المالي للسلطة بسبب تأجيل الانتخابات، كما سبق أن تعرض للاعتقال السياسي عدة مرات، بما في ذلك تحريك دعاوى قانونية ضده، على خلفية انتقاداته العلنية للسلطة وكبار المسؤولين فيها.

وروى أفراد من عائلته، التي اتهمت أجهزة أمن السلطة باغتياله عن سبق الإصرار تنفيذا لتهديدات سابقة، أنه «كان في منزل عمه عند اعتقاله في بلدة دورا بالخليل، وعند الثالثة والنصف صباحا داهمت قوة أمنية المنزل، وضربته بهراوات على رأسه بمجرد استيقاظه، ثم سحلوه لسيارة الاعتقال، وقاموا بشتمه وإهانته، وكانت الدماء تسيل منه»، وذكر ابن عمه عمار أن العائلة تواصلت مع الأجهزة الأمنية لمعرفة مكانه، لكن «قالوا لنا: نزار غير موجود»، مطالبا بتشكيل لجنة تحقيق دولي في عملية «الاغتيال الجبانة».

وطالبت مؤسسات حقوقية ومنسقة الأمم المتحدة لين هاستينغز، وممثل الاتحاد الأوروبي سفين كون، بإجراء تحقيق فوري في ظروف وفاة بنات، بينما نددت الفصائل العاملة في غزة بشدة بالحادثة، وطالبت بمحاسبة جميع المتورطين بتهمة تعمد قتله، معتبرة أن «الحادث يفتح مجددا موضوع طبيعة دور ووظيفة السلطة وأجهزتها الأمنية في استباحة حقوق المواطنين الديمقراطية، واتباع سياسة تكميم الأفواه والملاحقة والاعتقال والقتل».

ووصف الناطق باسم «حماس» فوزي برهوم الحادث بأنه «جريمة مدبرة ومنظمة تعكس نوايا وسلوك السلطة وأجهزتها الأمنية تجاه المعارضين وخصومها السياسيين»، محملا عباس المسؤولية الكاملة عن كل التداعيات والنتائج. وأمر رئيس الوزراء محمد أشتية بتشكيل لجنة تحقيق فورية ومحايدة برئاسة وزير العدل محمد الشلالدة، وعضوية رئيس الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان عمار دويك، وطبيب ممثل عن عائلة بنات للتحقيق في وفاته خلال اعتقاله من قبل قوى الأمن.

من جهة ثانية، كشفت الإذاعة العبرية عن عرض سيقدمه الوفد الإسرائيلي للقاهرة، في حال استمر الهدوء، يتمحور حول إعادة إعمار غزة مقابل الحصول على معلومات عن الجنود الأسرى لدى «حماس»، وهو ما يمثل تراجعا من رئيس الوزراء نفتالي بينيت عن الشرط السابق بعدم السماح بإعادة الإعمار إلا بعد إعادة جنديين أسيرين ورفات آخرين شاركوا في حرب 2014.

في السياق، اتهم مكتب بينيت «حماس» بأنها «تختار باستمرار الاستثمار في الإرهاب، لكن الأمور ستختلف من الآن فصاعدا، والقاعدة التي نتصرف بموجبها بسيطة، ومفادها أن أفعالهم إما تقربهم منا أو تبعدهم عنا، وسيتم اختبارهم ليس من خلال تصريحاتهم وإنما بأفعالهم».

ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين إسرائيليين ودبلوماسيين غربيين تخوفهم من أن تعثر المفاوضات غير المباشرة بين تل أبيب و»حماس» لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة قد يؤدي إلى تجدد المواجهة.

ونقل الموقع الأميركي عن دبلوماسيين غربيين أن رئيس «حماس» في غزة يحيى السنوار رفض آلية عرضها منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، تتعلق بصرف أموال إعادة الإعمار في غزة، لأنه يريد الاستمرار في السيطرة على الأموال.

وأشار «أكسيوس» إلى أن قطر تعهدت بتقديم 500 مليون دولار، والعقبة الرئيسة هي كيفية تحويل المبلغ إلى غزة، مبينا أن إسرائيل تهدد بتعليق العملية إذا لم يسجل تقدم بشأن صفقة الأسرى.

في غضون ذلك، أبلغ وزير خارجية عمان بدر البوسعيدي، أمس، نظيره الإسرائيلي يائير لابيد أنه يأمل أن تتبنى حكومة بينيت رؤية للسلام وتتخذ خطوات ملموسة تتلاقى مع تطلعات الفلسطينيين بإقامة دولته المستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

في المقابل، أصبحت هندوراس رابع دولة تفتتح سفارة لها في القدس. وقال بينيت، لدى استقباله رئيسها خوان أورلاندو هيرنانديز، «نعتبركم صديقا حقيقيا، وسيتم تسجيلكم في صفحات التاريخ كرجل قام بعمل شجاع، وأهلا بكم في القدس عاصمتنا الأبدية».

back to top