«اتفاق فيينا 2» بين واشنطن وطهران معلق على قرار سياسي

«رئيسا» إيران يبحثان المفاوضات... والسعودية ستحكم على رئيسي وفق «الوقائع على الأرض»

نشر في 23-06-2021
آخر تحديث 23-06-2021 | 00:05
إيرانيون داخل بازار طهران الأحد الماضي (أ ف ب)
إيرانيون داخل بازار طهران الأحد الماضي (أ ف ب)
أصبح اتفاق فيينا 2021 والذي من المفترض أن يعيد إحياء اتفاق 2015 معلقاً على قرار سياسي من الرئيس جو بايدن، الذي عليه أن يختار بين استغلال فترة «الأسابيع الذهبية» والتوصل إلى اتفاق قبل انتقال السلطة في طهران أم الدخول في مغامرة مجهولة مع حكومة إبراهيم رئيسي.
وسط تقديرات إيرانية وغربية بأن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي مهتم بالتوصل الى اتفاق نووي قبل تسليم الحكومة الحالية السلطة في أغسطس المقبل، عقد الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني مع الرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي، أمس، اجتماعاً لبحث مستقبل الاتفاق النووي ومفاوضات فيينا، بينما قالت طهران، إن المفاوضات الفنية في العاصمة النمساوية انتهت وبات التوصل إلى اتفاق معلق فقط على قرار سياسي من الرئيس الأميركي جو بايدن.

وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي في مؤتمره الصحافي أمس: «تم التوافق بين الطرفين بشأن الخلافات المهمة، وتم إعداد الوثائق اللازمة، ودونت نصوص واضحة من جميع لجان التفاوض، وما تبقى بحاجة إلى قرار سياسي أكثر من حاجته إلى التفاوض، وإذا ما تم ذلك يكون من غير المستبعد أن ندخل المرحلة النهائية لاتفاق» يعيد العمل بالصفقة الذرية التي انسحب منها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018.

وتابع: «ننتظر القرار السياسي من واشنطن، ونأمل التوصل إلى تفاهم في فيينا خلال الحكومة الحالية» التي تنتهي ولايتها في أغسطس المقبل. وأشار إلى أن إيران تأمل في أن تكون جولة المفاوضات المقبلة هي الأخيرة.

وعن التوصل لاتفاق قبل تولي حكومة رئيسي أضاف: «لقد أكدنا مراراً أن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي لا ترتبط بالسياسة الداخلية للبلاد ونتائج الانتخابات، بل تجري في إطار السياسات العامة للبلاد طبقاً للجهات العليا ولتوجيهات المرشد الأعلى علي خامنئي».

قلق سعودي

في هذه الأثناء، أعرب وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان خلال وجوده في العاصمة النمساوية فيينا عن قلق بلاده من «أنشطة إيران النووية غير المكشوف عنها».

وعلق فرحان ضمناً على تصريحات أدلى بها الرئيس الإيراني المنتخب بشأن انفتاحه على إعادة العلاقات الدبلوماسية مع الرياض، بالقول، "السياسة الخارجية في إيران، من منظورنا يديرها الزعيم الأعلى على أيّ حال، لذلك نحن نبني تعاملاتنا ونهجنا مع طهران على أساس الوقائع على الأرض، والتي ستكون مصدر حكمنا على الحكومة الجديدة، بصرف النظر عمّن يتولى المنصب".

وفي مؤتمر مشترك مع نظيره النمساوي، ألكسندر شالينبرغ، أفصح وزير الخارجية السعودي أنه تحدث في فيينا عن التدخلات الإيرانية في المنطقة، وأن المملكة لديها رؤية مشتركة مع النمسا بشأن استقرار الشرق الأوسط.

وأشار فرحان أن الحوثيين تعمدوا التصعيد وهاجموا مدينة مأرب اليمنية الاستراتيجية، لافتاً إلى أنهم رفضوا مبادرة وقف إطلاق النار التي عرضها «تحالف دعم الشرعية» أخيراً.

من جهته، قال وزير خارجية النمسا إن هجمات الحوثيين على السعودية أمر غير مقبول، وعلى الحوثيين العودة لطاولة الحوار، مشيراً إلى أن السعودية تقوم بدور محوري ومهم في المنطقة.

وفي وقت سابق، بحث فرحان، مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أهمية «فرض آليات لتفتيش سريع لمواقع إيران النووية» أمس الأول.

وأفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» بأن اللقاء ناقش «أبرز التطورات تجاه البرنامج النووي الإيراني وأهمية وقف الانتهاكات والسياسات الإيرانية للقوانين والأعراف الدولية والتي تزعزع أمن واستقرار المنطقة والعالم».

جهود إسرائيلية

في سياق متصل، ذكر بيان للجيش الإسرائيلي أن رئيس أركانه أفيف كوخافي، حذر المسؤولين الأميركيين، من العودة إلى اتفاق 2015، خلال زيارته إلى واشنطن، كجزء من محاولة أخيرة من جانب الدولة العبرية، للتأثير على المفاوضات الجارية في فيينا.

وبين أن كوخافي عرض أمام المسؤولين الأميركيين «إخفاقات الصفقة النووية»، التي «تسمح لإيران بإحراز تقدم كبير في السنوات المقبلة، في كمية ونوعية أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم المخصب».

ووصل كوخافي إلى الولايات المتحدة، الأحد الماضي، وأمضى اليومين الماضيين في اجتماعات مع رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركي مارك ميلي، ووزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في «البنتاغون».

انتقادات الانتخابات

من جانب آخر، انتقد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية تصريحات وزارة الخارجية الأميركية بشأن الانتخابات الرئاسية التي شهدت أقل نسبة مشاركة بتاريخ الجمهورية الإسلامية.

واعتبر أن واشنطن «ليست في وضع يؤهلها لإبداء الرأي في نتائج الانتخابات في إيران أو أي بلد آخر»، مضيفاً أن «جميع الشعوب اليوم تعلم أن الديمقراطية الأميركية التي يروجون لها مليئة بالخلل ومشحونة بالتعصب».

وقال ربيعي، إن «الانتخابات وجهت لا كبيرة لمن فرضوا العقوبات على إيران ودعوا إلى مقاطعة الاقتراع». وفي وقت سابق، وصف المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، الانتخابات الإيرانية الأخيرة بأنها «مصطنعةً جداً وتفتقر للحرية والنزاهة». وقال برايس إن سياسة بلاده تجاه طهران تهدف لتعزيز المصالح الأميركية بصرف النظر عمن يرأس إيران.

في موازاة ذلك، أشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، إلى أن «أي انتهاك لحقوق الإنسان سيتحمُله الرئيس الجديد رئيسي».

كما وجه السيناتور الجمهوري توم كوتون انتقادات حادة إلى النظام الإيراني، ساخراً من «مسرحية الانتخابات»، ووصف قادة طهران بالإرهابيين والقتلة، داعياً إدارة بايدن إلى عدم رفع العقوبات عنهم ودعم المعارضة الشعبية.

وفي حين أعربت فرنسا عن قلقها بشأن مستقبل حقوق الإنسان في إيران، أكد ستيفان زايبرت المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أن طريقة اختيار المتنافسين للانتخابات في طهران «لا تتماشى مع الحرية والنزاهة». وقال زايبرت: «نحن على علم بدور إبراهيم رئيسي في الإعدامات» الجماعية التي طالت أنصار وعناصر منظمة «مجاهدي خلق» المتمردة بثمانينيات القرن الماضي، لكنه لفت إلى ضرورة المضي قدماً بمفاوضات فيينا. في غضون ذلك، حذّر الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي من أن التراجع التاريخي لنسبة الاقتراع، في انتخابات الرئاسة، يشكّل «إشارة تحذير» للنظام السياسي في إيران، معتبراً أن الأصوات الباطلة، التي حلّت في المرتبة الثانية بنحو 13 في المئة، بعد الأصوات التي نالها رئيسي، هي مؤشر على «يأس الشعب وابتعاده عن النظام».

طهران تنضم إلى إضراب عمال المصافي

انضم عمال معامل مصافي النفط والغاز في العاصمة الإيرانية طهران أمس إلى باقي عمال مصافي النفط والغاز الذين بدأوا إضرابهم قبل يومين، مما أدى الى توقف أكبر عشرين مصفاة مخصصة للداخل عن العمل. ويعترض العمال على عقود عملهم وتأمينهم الصحي الذي لا يتناسب مع باقي عمال وزارة النفط الإيرانية.

«الأوراق البيضاء» في الانتخابات تدل على ابتعاد الشعب عن النظام خاتمي

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يحذر المسؤولين الأميركيين من العودة إلى اتفاق 2015
back to top