«رئاسية إيران»: محاولة يائسة لمنع فوز رئيسي بالدورة الأولى

●همتي ينال دعم «3 رؤساء» ويلعب 3 أوراق لاستمالة السنة والنساء وأنصار ظريف
●خامنئي يصف الاقتراع بالمصيري

نشر في 17-06-2021
آخر تحديث 17-06-2021 | 00:05
مؤيدون لرئيسي في طهران أمس الأول (رويترز)
مؤيدون لرئيسي في طهران أمس الأول (رويترز)
عشية بدء التصويت لاختيار رئيس جديد للبلاد، في اقتراع وصفه المرشد الأعلى بأنه مصيري، لعب الإصلاحيون آخر أوراقهم القليلة للحؤول دون فوز المتشدد إبراهيم رئيسي من الدورة الأولى، وربما التوصل إلى اتفاق انتخابي مع أحمدي نجاد في الدورة الثانية.
قبل دخول إيران فترة الصمت الانتخابي، انسحب ثلاثة من المرشحين السبعة للسباق الرئاسي الـ13، وهم إصلاحي ومحافظان متشددان، ما ترك منافساً واحداً مؤيداً للتيار الإصلاحي وهو رئيس البنك المركزي المستقيل عبدالناصر همتي، بمواجهة المرشح الأوفر حظاً رئيس السلطة القضائية الأصولي المتشدد إبراهيم رئيسي، الذي باتت الأنظار متجهه اليه لمعرفة إذا كان سيفوز من الدورة الأولى.

وقبل ساعات من بدء سريان الصمت، ليل الأربعاء - الخميس، تمهيداً للتصويت في الانتخابات التي تنهي عهد الرئيس المعتدل حسن روحاني، 2013-2021، ويتوقع أن تشهد نسبة عزوف تاريخية، أعلن المرشح الإصلاحي المغمور محسن مهر علي زاده، 64 عاما، سحب ترشيحه، من دون تقديم توضيح ما إذا كانت خطوته لمصلحة المرشح الإصلاحي الآخر همتي.

لكن انسحاباً آخر سجّل من بين المرشحين المحافظين المتشددين، ويعود لعلي رضا زاكاني، الذي خرج من السباق لمصلحة رئيس السلطة القضائية الموصوف بأنه «الاختيار المفضل» للمرشد الأعلى علي خامنئي، الساعي لتعزيز قبضته الأمنية على مؤسسات الدولة.

ونقل عن زاكاني قوله بعد إعلان الانسحاب: «أعتقد أن رئيسي مؤهل وسأصوّت له، وآمل حصول إصلاحات جوهرية في البلاد مع انتخابه».

وفي وقت لاحق أعلن المرشح الأصولي سعيد جليلي انسحابه لمصلحة رئيسي.

ولا يتوقع أن تؤثر الانسحابات على المسار الانتخابي، إذ إن استطلاعات الرأي تمنح رئيسي تقدماً ملحوظاً.

استمالة ووعود

وفي موقف لافت، سعى همتي، وهو شخصية مستقلة، إلى كسب تأييد أنصار التيار المعتدل والإصلاحي بعد فشل «جبهة الإصلاح» في اتخاذ قرار بشأن دعمه، أمس الأول.

وقال رئيس البنك المركزي المستقيل إنه سيختار وزير الخارجية الحالي محمد جواد ظريف، للانضمام إلى حكومته، إما نائباً للرئيس، أو وزيراً للخارجية إذا أراد ذلك.

وكتب على «تويتر»: «التنمية الاقتصادية لإيران غير ممكنة من دون تفاعل دبلوماسي قوي في الخارج. تسعى إدارتي إلى رفع العقوبات الأميركية المفروضة على طهران، واستخدام السياسة الخارجية لتحقيق التنمية السياسية».

وفي سلسلة وعود، كشف همتي أنه سوف يعين تيمور رحماني أحد اساتذة الاقتصاد المعروفين في جامعة طهران، نائبا للرئيس للشؤون الاقتصادية ليصبح أول نائب سني للرئيس بالجمهورية الإسلامية، في حين تحدث مقربون منه انه سيعين عدداً قياسياً من النساء في حكومته.

ويأمل همتي عبر هذه الإعلانات أن يتمكن من جذب قسم كبير من أصوات الناخبين من السيدات (50% من الناخبين) والأقليات الدينية (10 %) وأنصار ظريف وقسما من المترددين المعجبين بأدائه في «الخارجية».

ويمثل إعلان همتي محاولة أخيرة لاستمالة أنصار التيار الإصلاحي، الذي راهن على ترشيح ظريف لخوض السباق قبل أن يتعرض الوزير لضغوط شديدة من قبل التيار الأصولي والمتشدد، بسبب تسريب تصريحات له حول هيمنة «الحرس الثوري» والقائد الراحل قاسم سليماني على مفاصل السياسة الخارجية.

وبعد حصوله على دعم ضمني من الرئيس الأسبق محمد خاتمي وزعيم الاتجاه اليساري المتشدد مهدي كروبي سينال همتي دعماً إضافياً من أنصار الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني والرئيس الحالي حسن روحاني، لكن المصدر أشار إلى أن محاولات التحالف بين الإصلاحيين وأحمدي نجاد فشلت، أقله في الدورة الأولى التي تجرى الجمعة.

حماسة وتخطيط

وحسب المصدر، فإن سبب هذه الحماسة الإصلاحية في اللحظات الأخيرة معلومات شبه مؤكدة عن أن الوضع الصحي للمرشد الأعلى لن يسمح له بالاستمرار في منصبه حتى 2025 وأن الأصوليين يخططون لتشكيل لجنة من 5 أشخاص بينهم رئيس الجمهورية، الذي يفترض أن يكون إبراهيم رئيسي، ونجل المرشد مجتبى خامنئي، لتقوم بوظائف المرشد، على أن تكون الكلمة الفصل بهذه اللجنة لمجتبى المدعوم من «الحرس الثوري».

من جانب آخر، تواصل الجدل بشأن إقصاء مرشحين بارزين من السباق الرئاسي، بينهم الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، والرئيس السابق للبرلمان علي لاريجاني، والنائب الأول لروحاني، إسحق جهانكيري.

وجدد لاريجاني مطالبه لـ«صيانة الدستور» بتوضيح أسباب استبعاده.

مصير وشرخ

في هذه الأثناء، وصف خامنئي انتخابات الجمعة بـ«الحدث المصيري» في تاريخ البلاد، متهماً «وسائل إعلام معادية» بالسعي إلى «تشويش أذهان المواطنين وجرهم للمقاطعة».

وقال إن «العدو يهدف إلى إيجاد شرخ بين الشعب الإيراني ونظام الجمهورية الإسلامية، لكن الشعب سيفشل مخططه».

وأكد خامنئي أنه «في حال انتخاب رئيس بنسبة تصويت عالية، فسيكون رئيساً قوياً يمكنه القيام بإنجازات كبيرة»، مشدداً على أن «الحكومة المقبلة ينبغي لها أن تعالج القلق الذي يعتري الكثيرين إزاء الوضع في البلاد».

الاتفاق النووي

إلى ذلك، صرح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إن مساعي إحياء الاتفاق النووي الإيراني، الجارية حالياً في فيينا، يجب أن تنتظر تشكيل حكومة إيرانية جديدة، لكن المطلوب هو الإرادة السياسية من جميع الأطراف.

وقال غروسي رداً على سؤال عن المرحلة، التي وصلت إليها المحادثات الدائرة حالياً، بمشاركة غير مباشرة من قبل الولايات المتحدة، بشأن إحياء الاتفاق: «الكل يعرف أنه، عند هذه النقطة، سيكون من الضروري انتظار الحكومة الإيرانية الجديدة»، التي يتوقع أن تشكل بحلول منتصف أغسطس المقبل.

في موازاة ذلك، أكدت متحدثة باسم الخارجية الفرنسية أن اختلافات كبيرة لا تزال قائمة في الجولة السادسة من محادثات فيينا، مضيفة أنه «لابد من اتخاذ قرارات شجاعة سريعاً لأن الوقت ليس في مصلحة أحد».

وفي حين تستمر الجولة السادسة من محادثات فيينا، أفادت مصادر أوروبية بأن إيران تطالب بالحصول على ضمانات تمنع الولايات المتحدة من الخروج مرة جديدة من الاتفاق، مضيفة أن تلك النقطة تشكل واحدة من النقاط المعقدة، التي مازالت قيد النقاش.

● طهران - فرزاد قاسمي

تقارير عن مسعى أصولي لـ«توريث» منصب المرشد للجنة خماسية يقودها مجتبى خامنئي
back to top