بنيامين نتنياهو «خارج اللعبة»... و«التغيير» أمام استحقاقات صعبة

نشر في 13-06-2021
آخر تحديث 13-06-2021 | 00:03
جندية إسرائيلية داخل برج مراقبة في قلنديا بالضفة الغربية         (أ ف ب)
جندية إسرائيلية داخل برج مراقبة في قلنديا بالضفة الغربية (أ ف ب)
قبيل ساعات من تصويت «الكنيست» الإسرائيلي (البرلمان)، اليوم، على منح الثقة للحكومة الجديدة التي سيرأسها بالتناوب وعلى التوالي رئيس حزب «يمينا» اليميني نفتالي بينيت، ورئيس حزب «هناك مستقبل» الوسطي يائير لابيد، قالت «القناة 12» إن زعيم حزب ليكود (يمين) بنيامين نتنياهو استوعب أنه خارج اللعبة، وقد تعهّد لحلفائه بـ «مواصلة قيادة المعسكر الوطني كزعيم للمعارضة».

وكشفت القناة أن نتنياهو قام بمحاولة أخيرة لإفشال «معسكر التغيير» الذي يستعد لإخراجه من منصب رئاسة الحكومة الذي شغله لـ 12 عاماً، محاولاً استمالة زعيم حزب «أبيض أزرق» (وزير الدفاع بيني غانتس) للانفصال عن الائتلاف مقابل منحه منصب رئاسة الحكومة، لكنّ الأخير «رفض العرض بحزم».

وذكرت القناة أن نتنياهو عقد أيضاً سلسلة لقاءات في الأسابيع الأخيرة مع رئيس «القائمة العربية الموحدة» منصور عباس، في مسعى لثنيه عن دعم خصومه.

وفي سياق ذي صلة، أفادت القناة بأن نتنياهو قرر إجراء الانتخابات التمهيدية لحزب ليكود في غضون شهر تقريباً، على الرغم من المعارضة الشديدة لكبار الأعضاء». وذكرت أنه قال لمقربين منه إن بوسعه الفوز مجدداً برئاسته بسهولة، وكأنه في نزهة على الأقدام.

جاء ذلك بعد أن نشر الائتلاف الحكومي الجديد، مساء أمس الأول، الاتفاق الذي شكّل الاتئلاف على أساسه موقّعاً من أطرافه كافة.

وقال لابيد (رئيس الحكومة البديل بموجب الاتفاق) إن «الجمهور الإسرائيلي يستحق حكومة تقوم بعملها ومسؤولة، وتكون في رأس أولوياتها مصلحة الدولة، وجميع الشركاء ملتزمون تجاه مواطنيها أولاً».

بدوره، قال بينيت إن «التوقيع ينهي سنتين ونصف السنة من الأزمة السياسية. وهناك تحديات هائلة أمامنا، وجميع مواطني إسرائيل يوجهون عيونهم نحونا. وستعمل الحكومة من أجل الجمهور الإسرائيلي، متدينين، وعلمانيين، وحريديين، وعرب، من دون استثناء. وسنعمل معاً من خلال شراكة ومسؤولية قومية، وأنا مؤمن بأننا سننجح».

ومن بين اتفاقات الأحزاب في الحكومة الجديدة، قصر حكم رئيس الوزراء على فترتي ولاية أو 8 أعوام، والعمل على البنية التحتية بما يشمل مستشفيات جديدة وجامعة ومطارا، وتمرير موازنة مدّتها عامان للمساعدة في استقرار الموارد المالية للدولة، بعدما تسبب الجمود السياسي الطويل في استمرار عمل إسرائيل بنسخة من موازنة 2019 أقرت في منتصف 2018، والحفاظ على الوضع القائم بشأن قضايا الدين والدولة، ومنح حزب بينيت حقّ النقض. وتتضمن الإصلاحات المحتملة كسر احتكار اليهود المحافظين لتحديد الأطعمة الحلال لليهود، وكسر حالة المركزية فيما يتعلّق بمن يعتنقون اليهودية، ووضع خطة عامة للنقل في الضفة الغربية المحتلة، وضمان مصالح إسرائيل في مناطق بالضفة تحت السيطرة الكاملة، وتخصيص أكثر من 53 مليار شيكل (16 مليار دولار) لتحسين البنية التحتية والرفاه الاجتماعي في البلدات العربية، والحد من الجرائم العنيفة هناك، وتقنين الماريغوانا والتحرّك لتنظيم السوق.

«الأعلام» ولمّ الشمل

وتبدو وعود بينيت ولابيد مجرد تصريحات متفائلة قبل أن تواجه حكومتهما الجديدة ألغاماً زرعها نتنياهو، ستكون حكومتها مُجبرة على مواجهتها في أيامها الأولى، وأبرزها «مسيرة الأعلام» الاستفزازية التي قبل نتنياهو تنظيمها بعد غد، على عكس التوصيات الأمنية.

وتمكّن منظمو المسيرة من انتزاع موافقة الشرطة على مرورها بالحي الإسلامي في القدس القديمة، وإقامة حلقات رقص بساحة باب العامود. وقال مصدر إن الحكومة الجديدة ستلغي المسيرة، على الأرجح، فور نيلها الثقة على أن تعقد اتفاقا بشروط جديدة مع المنظمين.

وستواجه «القائمة الموحدة»، التي يتزعمها منصور عباس من «الحركة الإسلامية ـ الفرع الجنوبي»، اختباراً الأربعاء يتمثّل في انتهاء سريان التعديل السنوي لقانون لمّ الشمل، الذي يمنع لمّ شمل عائلات فلسطينية، فيها أحد الزوجين مواطن في إسرائيل والآخر مواطن في الضفة الغربية وقطاع غزة، من خلال منع السماح للفلسطيني أو الفلسطينية من الضفة والقطاع بالدخول إلى إسرائيل، أو أولادهم في حالات كثيرة.

back to top