حكومة الظل المعارِضة في ميانمار لم تعد تثق برابطة أمم جنوب شرق آسيا

نشر في 13-06-2021
آخر تحديث 13-06-2021 | 00:00
 ذي دبلومات أعلنت حكومة الوحدة الوطنية في ميانمار أنها لم تعد تثق بقدرة رابطة أمم جنوب شرق آسيا على طرح حل للأزمة السياسية التي يشهدها البلد، فخلال مؤتمر صحافي قبل أيام، قال نائب وزير الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية، ميو زاو أوو، إن رابطة أمم جنوب شرق آسيا يُفترض أن تتواصل مع طرفَي النزاع لكنها تكتفي راهناً بالتواصل مع قادة المجلس العسكري.

صدر هذا التعليق في يوم زيارة مبعوثَين إقليميَين إلى ميانمار، وهما أمين عام رابطة أمم جنوب شرق آسيا، الجنرال ليم جوك هوي، ووزير خارجية بروناي الثاني، إيروان بهين يوسف، حيث حضر الرجلان للمشاركة في اجتماع مع قائد المجلس العسكري مين أونغ هلاينغ ومسؤولين بارزين آخرين. كان يُفترض أن تكون تلك الرحلة استكمالاً للإجماع الذي توصلت إليه رابطة أمم جنوب شرق آسيا حول خمس نقاط خلال اجتماع قادتها في جاكرتا في 24 أبريل.

دعت تلك النقاط الخمس إلى وقف أعمال العنف، وإقامة "حوار بنّاء" بين مختلف الأطراف، وتعيين مبعوث خاص لرابطة أمم جنوب شرق آسيا، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وإرسال مبعوث خاص إلى ميانمار لمقابلة الأطراف المتناحرة.

لكن حتى الآن، لم تحرز رابطة أمم جنوب شرق آسيا أي تقدّم لتنفيذ تلك النقاط الخمس، حتى أنها لم تنفذ بعد أبسط واحدة من تلك النقاط، أي تعيين مبعوث خاص.

عقدت حكومات خارجية عدة محادثات مع حكومة الوحدة الوطنية، لكنها لم تعترف بشرعية هذه الحكومة في ميانمار، إنه اعتراف واقعي بأن الحكومة العسكرية هي التي تتابع السيطرة على الدولة رغم غياب شرعيتها الشعبية، وفي ما يخص رابطة أمم جنوب شرق آسيا، سمح مبدأ الإجماع على القرارات في هذه الكتلة للمجلس العسكري في ميانمار بمنع الرابطة من التواصل رسمياً مع خصوم الجيش. لهذا السبب، لم يتلقَ ممثلو حكومة الوحدة الوطنية دعوة إلى اجتماع جاكرتا في شهر أبريل وعجزوا عن توقّع تحركات ليم جوك هوي وإيروان بهين يوسف، وتعرّضت رابطة أمم جنوب شرق آسيا للانتقادات بسبب تواصلها مع المجلس العسكري، لكنها نجحت في تجاوز البنود الأصلية المتفق عليها.

ذكرت رابطة أمم جنوب شرق آسيا في بيان أصدرته غداة زيارة المسؤولَين إلى ميانمار، أن يوسف، الذي يرأس أيضاً اجتماع رؤساء الخارجية في الرابطة، دعا ميانمار إلى تنفيذ النقاط الخمس وإلى إطلاق جميع المعتقلين السياسيين، بما في ذلك النساء والأولاد والأجانب، لكن لم تتمكن الرابطة حتى الآن من التعامل مع هذا المطلب (صوّت المعنيون ضد دعوة مماثلة خلال اجتماع في 24 أبريل)، كذلك، قدّم يوسف إلى ميانمار الأسماء التي اقترحتها الدول الأعضاء في الرابطة لتعيين مبعوثها الخاص هناك.

علّقت صحيفة "الضوء العالمي الجديد لميانمار" الموالية للحكومة على ذلك الاجتماع، فزعمت أن الطرفَين "تبادلا الآراء حول الأعمال الإرهابية التي ترتكبها منظمات وجماعات إرهابية على صلة بلجنة تمثيل بييداونغسو هلوتاو وحكومة الوحدة الوطنية في ميانمار"، وحول "الأخطاء في لوائح الناخبين ونتائج التفتيش في الانتخابات العامة المتعددة الأحزاب في العام الماضي"، علماً أن المجلس العسكري كان قد اعتبر ذلك الاستحقاق الانتخابي تبريراً لاستيلائه على السلطة.

لم تتضح بعد نتائج هذه الخطوات لأن جيش ميانمار يملك حق النقض في جميع قرارات العملية الدبلوماسية، ومن وجهة نظر رابطة أمم جنوب شرق آسيا، لا يمكن إحراز أي تقدّم من دون التواصل مع المسلحين، لكنّ إصرار هذه الكتلة على مشاركة خصوم الجيش يجازف بوقف جميع الجهود الدبلوماسية.

● سيباستيان سترانجيو - دبلومات

back to top