إيران: حريق «غامض» جديد... وانكشاف مالي أممي

● أوروبا تتوقع اتفاقاً في الجولة السادسة من مفاوضات فيينا
● ضربة إلكترونية لحملة همتي

نشر في 04-06-2021
آخر تحديث 04-06-2021 | 00:04
النيران التي اندلعت في مصفاة النفط بطهران كما بدت أمس الأول (أ ف ب )
النيران التي اندلعت في مصفاة النفط بطهران كما بدت أمس الأول (أ ف ب )
دخلت إيران، التي ترزح تحت وطأة عقوبات أميركية خانقة، إلى قائمة دول فقيرة تخلفت عن دفع مستحقات مالية للأمم المتحدة، مما جعلها في حالة انكشاف وفقدان لحق التصويت بالجمعية العامة، في حين توقع المنسق الأوروبي إنريكي مورا التوصل لاتفاق بشأن إحياء الاتفاق النووي خلال الجولة المقبلة بمحادثات فيينا.
أظهر تراكم مستحقات مالية، تقدر بما يربو على 16 مليون دولار أميركي، حجم الأزمة التي تعانيها إيران الخاضعة لعقوبات أميركية خانقة وجعلها في حال انكشاف أمام فقدان حق التصويت بالجمعية العامة للأمم المتحدة، في وقت دخلت به مفاوضات فيينا بشأن إحياء الاتفاق النووي مرحلة حاسمة.

وذكر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في رسالة وزعت، أمس الأول، على الأعضاء، أن إيران وجمهورية إفريقيا الوسطى لم تسددا مستحقاتهما للميزانية التشغيلية للمنظمة، وستفقدان حقوق التصويت بالجمعية العامة للأمم المتحدة المكونة من 193 عضواً.

وأظهرت رسالة غوتيريش الموجهة إلى رئيس الجمعية العامة فولكان بوزكير، أن إيران، وهي واحدة من أكبر منتجي النفط على مستوى العالم، دخلت إلى قائمة الدول المتأخرة عن سداد المستحقات بجوار دول إفريقية فقيرة، بينها جزر القمر وساو تومي وبرينسيبي والصومال.

لكنه قال إن الجمعية أقرت قراراً يسمح لهذه الدول بالتصويت في الدورة الحالية التي تنتهي في سبتمبر المقبل.

ووفقاً لرسالة الأمين العام، فإن الحد الأدنى للمدفوعات اللازمة لاستعادة حقوق التصويت هو 16.25 مليون دولار لإيران و 29.39 ألفاً لجمهورية إفريقيا الوسطى.

وتقول الرسالة إن جزر القمر بحاجة إلى دفع 871.63 ألفاً وساو تومي وبرينسيبي إلى 829.88 ألفاً، والصومال إلى 1.44 مليون دولار لخفض متأخراتها وتجنب قطع محتمل لحقوق التصويت بعد سبتمبر.

حريق غامض

إلى ذلك، وسط تقارير تشير الى تورط إسرائيل بسلسلة حوادث أصابت طهران في الأيام الماضية، شهدت إيران أمس، حريقاً جديداً اندلع في إحدى المنشآت النفطية بمدينة الأهواز جنوب البلاد، فيما تواصل تصاعد أعمدة الدخان، منذ مساء أمس الأول، في مصفاة «تندكويان» بمدينة شهر ري جنوب طهران جراء حريق هائل لم تعرف أسبابه.

وخلال أقل من 48 ساعة، وقع حريق ضخم بمصفاة نفطية جنوبي طهران، وسبقه حريق بسفينة «خارك»، أكبر سفينة عسكرية إيرانية، غرقت على إثره، وقبل ذلك بساعات، قتل طياران بسبب خلل فني في طائرة مقاتلة.

وأفاد المتحدث باسم الشركة الوطنية لحقول النفط الجنوبية، شهرام وردك، بأنه «تم احتواء حريق وقع في البداية في أنبوب نفط بقرية برومي في الأهواز»، لكن النفط الذي انسكب نتيجة تسرب من الأنبوب تسبب في اشتعال حريق جديد.

وزعم المسؤول الإيراني، بأن الحريق تم احتواؤه بالكامل وإخماده أيضاً، نافياً وجود خسائر مادية أو بشرية جراء الحادث الغامض.

في غضون ذلك، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة تكرير النفط في طهران، حامد آرمان فر، أن عملية مكافحة حريق «تندكويان» ستستمر بمشاركة عناصر من الجيش و4 طائرات هليكوبتر و60 عربة إطفاء. وتوقع أن يتم السيطرة على الحريق الهائل ليل الخميس الجمعة «حتى نفاد الهيدروكربونات داخل الخزانات المشتعلة بالكامل».

من جهة أخرى، أعلن رئيس مركز طوارئ طهران أن 11 شخصاً أصيبوا في هذا الحادث.

وتأتي الوقائع الأخيرة لتكمل سلسلة الحوادث الغامضة التي شهدتها إيران، منذ يوليو من العام الماضي، وأصابت بعضاً من أكثر المواقع والمنشآت حساسية، مثل منشآة نطنز النووية. وفي وقت سابق، اتهمت السلطات الإيرانية إسرائيل بالتورط بعدد من الحوادث والتي كان أبرزها حريق وحدة الكهرباء المسؤولة عن أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم بـ»نطنز».

ووسط التوتر الشديد مع إسرائيل، يرى البعض في إيران في كل حادث بصمات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، فيما يشير آخرون إلى العقوبات الأميركية التي تعزل طهران عن باقي العالم وتجعل من الصعب صيانة البنى التحتية الصناعية.

مفاوضات فيينا

في غضون ذلك، أكدت وزارة الخارجية الألمانية، أمس، أن «محادثات فيينا مع إيران مكثفة لكن لا يمكن التكهن بموعد تحقيق النجاح». وأشارت الى أن «القضايا الحيوية في محادثات فيينا مع إيران لم يتم حلها خلال الجولة الخامسة التي اختتمت أمس الأول».

وفي حين، رأى كبير المفاوضين عباس عراقجي أن الوقت قد حان لكي تتخذ الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا قراراتها الصعبة لإحياء الاتفاق النووي، توقع المنسق الأوروبي إنريكي مورا التوصل لاتفاق خلال الجولة المقبلة من المحادثات النووية، التي تأتي قبيل انقضاء صلاحية اتفاق مؤقت يسمح باستمرار المراقبة الدولية للمنشآت الذرية الإيرانية وإجراء طهران الانتخابات الرئاسية في 18 يونيو المقبل.

وفي وقت سابق، أكد عراقجي أن الخلافات وصلت إلى نقطة يمكن حلها، مشيراً إلى أن الوفود توافقت على ضرورة العودة إلى العواصم من أجل التشاور واتخاذ المزيد من القرارات حول القضايا الخلافية المتبقية.

الانتخابات الرئاسية

على صعيد آخر، أعلنت حملة المرشح الرئاسي عبدالناصر همتي تعطل حسابه على «تويتر»، في ثاني حادث من نوعه بعد تعطل حساب رئيس البرلمان السابق علي لاريجاني، قبل أن يعلن رفض طلبه للترشح في الانتخابات الرئاسية ضمن خطوة استبعدت جل المنافسين المحتملين لإبراهيم رئيسي، رئيس السلطة القضائية مرشح المرشد الأعلى المفضل، علي خامنئي.

وكان همتي طلب أخيراً من رئيس القضاء والمرشح الأوفر حظاً للفوز بالرئاسة إبراهيم رئيسي، رفع الحظر عن «تويتر»، وكتب في تغريدة: «الآن وبعد أن دشّن رئيسي بعد فترة طويلة حساباً رسمياً في شبكات التواصل، من أجل رفع التمييز في الوصول، ورفع ظلم الحجب، أطلب منه أن يصدر أمراً صباح غدٍ لكي يستفيد جميع الناس من تويتر».

في سياق منفصل، أعلنت وزارة الموارد المائية العراقية، أمس، عن اجتماع مرتقب مع الجانبين السوري والإيراني لزيادة الحصص المائية للبلاد.

back to top