حوار كيميائي: الكويت عاصمة النفط بالعالم

نشر في 30-05-2021
آخر تحديث 30-05-2021 | 00:20
 د. حمد محمد المطر عند الحديث عن التطوير الاقتصادي في الكويت، لا بدّ من الالتفات إلى أمرين مهمين يشكلان المعطيات الأساسية لأي عملية تطوير وتحديث، الأول أن الكويت مجتمع شبابي نسبة الشباب فيها تفوق الـ ٧٠ بالمئة من عدد سكانها، ولذلك لا بدّ من التفكير بإيجاد مشاريع اقتصادية تستوعب الشباب وتوظّف طاقاتهم، وتؤمّن فرص عمل حقيقية لهم، وتوفر مجالاً حيوياً واقتصادياً لمراكمة خبراتهم وإبداعهم، فطاقة الشباب خلّاقة، ولا يمكن الحديث عن التطوير والتقدم من دون الاستناد إلى هذه الطاقة وتوظيفها.

والثاني هو أن الكويت دولة تعتمد على سلعة واحدة هي النفط، ولذلك لا بدّ من التفكير بالاستثمار الخلاق لهذه السلعة وتطويرها، حيث تكون القاعدة الأساسية للتطور الاقتصادي، وإذا كانت الكويت دولة لا يوجد فيها سوى النفط، فهذا لا يعني أن تكون مصادر دخلها محصورة في بيع النفط فقط، بمعنى أنّ هذا لا يعني أن تكون حقلاً نفطياً وميناء، بل هناك إمكانية لتأسيس وإنشاء صناعات لا حصر لها تعتمد على النفط، ومن يدرس الكثير من الصناعات المتقدمة حول العالم يلاحظ أن الصناعات النفطية تكاد تكون هي الأهم، ويدخل من ضمنها طيف كبير من الصناعات والسلع، بدءاً بالأدوية والمستحضرات الكيميائية مروراً بالمنسوجات والسّلع البلاستيكية، وصولاً إلى السيارات والصناعات الثقيلة، فالنفط أصبح قاعدة واسعة وعريضة لكثير من الصناعات المتقدمة التي يمكن توطينها واستثمار طاقات الشباب فيها.

لقد سبق أن طرحتُ فكرة تحويل المناطق الحدودية في الكويت إلى مناطق صناعات متوسطة وثقيلة، وتقدّمت باقتراح برغبة ينص على نقل الصناعات المتوسطة والثقيلة إلى المناطق الحدودية، لإنعاش هذه المناطق، وربط الحدود بالنشاط الاجتماعي والاقتصادي، مما يساهم في تأمينها من جهة، ويوفر من جهة أخرى مساحات كبيرة لإنشاء مناطق ومدن صناعية متقدمة، وتحديداً للقطاع النفطي.

إن الانتقال من اقتصاد يعتمد على بيع النفط الخام إلى اقتصاد يعتمد على تصنيعه، يعد خطوة كبرى في التطوير الاقتصادي والاجتماعي، ويحقق نهضة حقيقية في الكويت، ويؤمّن تنويعاً حقيقياً لمصادر الدخل، من خلال تحويل المصدر الوحيد إلى مصادر متعددة، ويوفر فرص عمل كبيرة ومنتجة للشباب، ويحرر الكويت من أن يبقى دخلها مربوطاً بأسعار النفط وتقلّباتها.

لقد آن الأوان لأن تتحول الكويت إلى عاصمة النفط في العالم، لأنّها تمتلك كل الفرص والإمكانات اللازمة لذلك، ولأنها - وهو الأهم - تستحق ذلك.

***

«Catalyst» مادة حفّازة:

سلعة يتيمة + حقل وميناء = مشاريع بتروكيماوية

د. حمد محمد المطر

back to top