قبلة على جبين أحرارك يا فلسطين الكرامة

نشر في 25-05-2021
آخر تحديث 25-05-2021 | 00:08
تحية إجلال لكل روح زكية صعدت إلى بارئها وللجرحى والمقاومين والمعتصمين والصامدين، ولكل أم وأب وزوجة وأخت، ولكل طفل فقد حبيبا له، وألف ألف قبلة على جبينكم الشامخ، وألف ألف سجدة شكر لكل ذرة تراب من ترابك الطاهر سال عليه دم الشهداء.
 أ. د. فيصل الشريفي صولة العز والشرف الكرامة التي أطلق شرارتها أهالي حي الشيخ جراح تداعى لها أبناء غزة الشموخ والشهادة وأحرار الضفة وأم الرشاش ورام الله وأريحا ويافا وكل أبطال فلسطين.

لكم تحية بحجم السماء يا من قلبتم معادلة القوة وكل ما قيل عن القبة الحديدية، فقد كسرت إرادتكم قيود الخوف في أنفسنا قبل أن تكسروها في قلب بني صهيون الذين أرغتموهم على الهدنة خوفا من صواريخكم وبسالتكم.

لقد تجلى انتصاركم فوصل إلى القاصي والداني، وأخرس صوت تكبيراتكم أذان كل ناعق أحمق وكل لاهث وراء التطبيع باع آخرته بدنياه من العرب المتصهينين وكل من شكك في ثباتكم ووحدة صفكم، وكل من راهن على فقدان أهالي غزة ثقتهم في فصائل المقاومة الباسلة، فكان الرد مزلزلاً منهم وعلى لسان واحد "هون علينا ما نزل بنا إنه بعين الله".

صمود وشجاعة أبناء فلسطين مدعاة فخر لنا عرباً ومسلمين، كيف لا وهم يملكون هذا الكنز من الصمود وهذا الثبات الذي يضاهي ثبات الجبال الشامخات؟ وكيف لا والأم تستقبل المعزين بشهادة ولدها بمشهد أقرب من زفة العريس "يا أم محمد نيالك يا ريت أمي وابني بدالك".

وكيف لأرض لا تتحرر، وهناك أب يثكل بأربعة من أطفاله وهو يردد "لا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون"؟ وكيف لنفس أبية أن تنكسر؟ ويدها ترفع علامة النصر والوجه يبتسم والجسد منها يساق إلى السجون؟

فرحتنا يا فلسطين لم تكن بسبب الهدنة التي فرضتموها على الكيان المحتل، ولكنها بقرب تحريرك من الأنجاس الصهاينة على يد أبنائك المخلصين الذين "صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً" .

تحية إجلال لكل روح زكية صعدت إلى بارئها وللجرحى والمقاومين والمعتصمين والصامدين، ولكل أم وأب وزوجة وأخت، ولكل طفل فقد حبيبا له، وألف ألف قبلة على جبينكم الشامخ، وألف ألف سجدة شكر لكل ذرة تراب من ترابك الطاهر سال عليه دم الشهداء.

فرحتي يا فلسطين عبر عنها موقف شعب الكويت وحكومتها بكل وضوح وبكل إيمان بقضيتك العادلة، وفي حقك بتحرير كل شبر من ترابك الطاهر، فرحتي فيك يا فلسلطين ستكتمل إن شاء الله وأنا أصلي في القدس الشريف وعلى جواز سفري ختم دولة فلسطين.

ودمتم سالمين.

● أ. د. فيصل الشريفي

back to top