واشنطن تحذّر موسكو من «عسكرة» القطب الشمالي

سيرغي لافروف : هذه أرضنا ونحن مسؤولون عن ضمان سلامة ساحلنا

نشر في 19-05-2021
آخر تحديث 19-05-2021 | 00:03
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مصافحاً نظيره الأيسلندي غودلوغور ثوردارسون في ريكيافيك أمس         (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مصافحاً نظيره الأيسلندي غودلوغور ثوردارسون في ريكيافيك أمس (رويترز)
دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس، من آيسلندا إلى "تجنّب عسكرة" القطب الشمالي، في تحذير إلى روسيا التي دافعت في اليوم السابق عن أنشطتها العسكرية في هذه المنطقة الاستراتيجية.

وقال بلينكن أمام الصحافة:"لدينا مخاوف حيال مسألة زيادة بعض الأنشطة العسكرية في القطب الشمالي التي تعزز مخاطر حصول حوادث وتقوّض الهدف المشترك المتمثل بمستقبل سلمي ومستدام للمنطقة".

وأضاف عشية اجتماع لـ"مجلس المنطقة القطبية الشمالية" في ريكيافيك وقبل لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف، "الأمر الذي يجب أن نتجنّبه هو عسكرة المنطقة".

يأتي ذلك عقب تحذير لافروف، الدول الغربية من أي مطالبات في المنطقة القطبية الشمالية في وقت يزيد التغيّر المناخي من سهولة الوصول إليها ويحولها إلى موقع للمنافسة العالمية.

وتحوّلت المنطقة القطبية الشمالية في السنوات الأخيرة إلى موقع تنافس جيوسياسي بين الدول المنضوية في "مجلس المنطقة القطبية الشمالية" وهي روسيا والولايات المتحدة وكندا والنروج والدنمارك والسويد وفنلندا وآيسلندا.

وقال لافروف، في مؤتمر صحافي في موسكو، قبل توجّهه إلى آيسلندا، "كان من الواضح تماماً بالنسبة إلى الجميع منذ مدة طويلة أن هذه أرضنا. نحن مسؤولون عن ضمان سلامة ساحلنا في المنطقة القطبية الشمالية".

وفيما سهّل التغير المناخي إمكان الوصول إلى القطب الشمالي، نما اهتمام عالمي بالموارد الطبيعية للمنطقة وطرق ملاحتها وموقعها الاستراتيجي بين أعضاء المجلس وكذلك الصين.

وجعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من المنطقة القطبية الشمالية أولوية استراتيجية في السنوات الأخيرة وأمر بالاستثمار في البنى التحتية العسكرية واستخراج المعادن، ما أدى إلى تفاقم التوتر مع أعضاء المجلس.

وتصدت الولايات المتحدة من جهتها لما تعتبره "عدوانية" روسية وصينية في المنطقة.

وللمرة الأولى منذ ثمانينيات القرن الماضي، أرسل سلاح البحرية الأميركي حاملة طائرات إلى بحر النروج عام 2018.

وأرسلت الولايات المتحدة في فبراير قاذفات استراتيجية للتدرّب في النروج في إطار الجهود الغربية لتعزيز الوجود العسكري في المنطقة.

وتابع لافروف "دعوني أؤكد مجدداً هذه أرضنا ومياهنا". وتدارك:"لكن عندما يحاول حلف شمال الاطلسي تبرير تقدّمه في المنطقة القطبية الشمالية، فالوضع مختلف بعض الشيء هنا ولدينا أسئلة لجيراننا مثل النروج الذين يحاولون تبرير حاجة حلف شمال الأطلسي للقدوم إلى المنطقة القطبية الشمالية".

وأوضح وزير الخارجية الروسي: "سنتحدث عن ذلك بصراحة" في الاجتماع الوزاري للدول الثماني واقترح استئناف حوار منتظم بين القادة العسكريين للدول الأعضاء.

ومن المتوقع أن يصدر المجلس بياناً ختامياً وخطة استراتيجية مشتركة للعقد المقبل في نهاية الاجتماع.

وفي وقت يتراجع الغطاء الثلجي في المنطقة القطبية الشمالية، تأمل روسيا باستخدام ممر بحر الشمال الملاحي لتصدير النفط والغاز إلى الأسواق الخارجية. واستثمرت روسيا بكثافة من أجل تطوير الممر، ما سمح للسفن بخفض مدة الرحلات إلى الموانئ الآسيوية بـ 15 يوماً مقارنة باستخدام طريق قناة السويس التقليدي.

وفي أغسطس 2017، أبحرت أول سفينة على طول طريق بحر الشمال بدون استخدام كاسحات جليد.

وعززت موسكو أيضا وجودها العسكري في المنطقة وأعادت فتح العديد من القواعد والمطارات المهجورة أو تحديثها منذ نهاية الحقبة السوفياتية ونشرت نظام الدفاع الجوي الروسي المتطور S400.

في مارس، نفذت روسيا مناورات ضخمة في المنطقة القطبية الشمالية، مع إشادة بوتين بالتدريبات العسكرية، فيما قال أدميرال متقاعد إنها بمثابة "إشارة إلى أصدقائنا الأجانب، الأميركيين".

ورغم ارتفاع منسوب التوتر، أشارت روسيا والولايات المتحدة خلال مفاوضات مناخية جرت في وقت سابق من العام إلى أن المنطقة القطبية الشمالية هي منطقة تعاون.

back to top