قالها... الكويت أكبر من حمد

نشر في 18-05-2021
آخر تحديث 18-05-2021 | 00:06
ما أعظمك يا حمد وما أكبره من ثمن تتعب الجسوم والهمم لبلوغه وتقديمه، وقد شهد على وفائك بذلك كبير الكويت، قائلاً: حمد لقد أنقذت الكويت من شر عظيم فأنت صديقي.
 حجاج بوخضور عندما أصابته رصاصة الغدر في 28 فبراير 1991 صدمت الكويت فرفعت البنادق حينها من نواب سابقين ومن رموز المعارضة وبعض المتعاطفين للأخذ بثأر "حمد"، ثأر أشرف أبنائها وأخلصهم لها من الخائن الغادر، وحينها تدارك "حمد" فقال يا إخواني "أنزلوا بنادقكم" ثم قال كلمته العظيمة مقدما حياته وصحته ثمنا: "الكويت أكبر من حمد"، قالها بحزم العظماء لوأد فتنة عجز صدام بغزوه للكويت عن بلوغها وتحقيقها.

فما أعظمك يا حمد وما أكبره من ثمن تتعب الجسوم والهمم لبلوغه وتقديمه، وقد شهد على وفائك بذلك كبير الكويت، قائلا: حمد لقد أنقذت الكويت من شر عظيم فأنت صديقي.

قلتها يا أخي العظيم مضحيا بحقك في القصاص، لتبدأ رحلة الألم طوال 25 عاما يشاركك فيها أهلك وزوجتك وأخواتك وابن عمك ومن أثبت أنهم أقرب الناس إليك الذين كانوا مع كل خافقة وهاتفة يهجدون الليل يدعون الله لك بالشفاء بعدد الأنفاس ابتهالاً، يودعونك بين القلب والحشا مقاما، لتأخذ عنوانا بالسماء عظمة وإجلالا ومكانا.

انصرف الجميع وتحمل "بو عبدالله" وحده الآلام بالصّبر والأمل، وفي خضم بحر الألم لم يتوقف عن خدمة بلده جاعلا قيمته بما يحسنه من فعل، وعلى الحق يتّكل، يسود بحسن السّبك ما ابتذل، يترك الحيف والعذل، جاعلاً دليل عقله تقصير الأمل.

هكذا تركنا "حمد" وهو على أفق العلا والقمم، مهيبا في عرينه شمم، طابت عناصره والخيم‏، كريما ويداه بالندى هضم‏، لا يدانيه في الواجب فهو الشهم، لا يقبض العسر من أكفه وإن عدم، لا يخلف الوعد أريب حين يعترم، ولا يخشى بوادر الغدر منجى ومعتصم، غيوثا إذا ما أزمة اشتدت والبأس احتدم، يدفع بكلتا يديه الحيف والإملاق والظلم‏، يستضاء في النوائب بفكره الملمّ، يأخذ بنور المعرفة والحكم، وعند الحكم عدل إن حكم.

أخي بوعبدالله كم يشهد المخلصون في الكويت عرنين المكارم أجدعا، ومثلك من يعيش في معروفه بعد موته بالبر أجود أوسعا، فأعمالك خطت للمكارم مرجعا، إن يكن رحلت فالقلب عندك خيّما، وأمست النفوس بعدك أرضا بلقعا، وأصبحنا بعدك بالأسى متصدعا، وكم ندعو الرحمن ونرجو أن يسمعا، رحمة وغفرانا لك وجنة الفردوس نزلا.

يا راحلا تحت ظل الله، رحمة الله عليك يا "حمد"، وعليك تحية الرحمن تترى برحمات غواد رائحات، لقد ربحت خطاك وجادك الرحمن، ووفقت حين جاورت ربك، وصلى عليك الملائكة، وأسكنك الله جنانه مع الصالحين والأبرار.

حجاج بوخضور

back to top